قطارات الحج

تعود عجلة 20 قطارًا في مشاعر الحج إلى الدوران فرحًا بعودة ضيوف الرحمن بعد توقف استمر نحو 343 يومًا، مرحبة بنقل 72 ألف حاج في اتجاه واحد بمعدل كل ساعة، من خلال 9 محطات موزعة في المشاعر بين منى ومزدلفة وعرفات.

وتتسابق القطارات التي يحمل مستقلوها 3 ألوان من الأساور إلى خدمة الحجاج بكفاءة عالية لنقل 3000 حاج داخل 12 عربة مكيفة تحتضن 50 راكبًا جلوسًا و200 وقوفًا، مخففة عليهم مشقة التنقل داخل المشاعر لأداء مناسك ركن الإسلام الخامس الحج.

مسارات معلقة تتهادى عليها القطارات بأطوال تصل إلى نحو 20 كيلومترًا بمسارين مرتفعين عن الأرض، تبدأ من محطة الجمرات على طريق الملك عبد العزيز عند المستوى الخامس، مرورًا بمنتصف طريق الملك عبد العزيز مرتفعًا عن الأرض من منى إلى مزدلفة وصولًا إلى عرفات، مختالة أمام قطارات العالم بنقلها حجاج بيت الله بسرعة فائقة، ومحققة أعلى الإنجازات بتفادي أزمات السير في بقعة جغرافية محددة يجتمع فيها ملايين الحجاج في وقت واحد، والاستغناء عن نحو 50 ألف مركبة وحافلة.

وتصل القطارات إلى قمة انتشائها عندما تفتخر بتبديدها مخاوف ملايين الحجاج من يوم النفرة من عرفات في وقت واحد باتجاه مزدلفة ورمي الجمرات، إذ عجزت وسائل النقل الأخرى في مواسم حج ماضية عن حل مشكلات تنقل الحجيج بين المشاعر.

انسيابية فتح الأبواب وإغلاقها تتزامن مع أبواب الانتظار لتحقيق سلاسة عالية، ليدخل الحجيج إلى عربات تتوافر داخلها شاشات تلفزيونية للبث المباشر وأخرى لبث رسائل توعوية وإرشادية، فيما تزين كل مركبة 3 ألوان ذات دلالات مختلفة تظهر أمام الركاب بالأحمر معلنة الوصول لمحطات منى، والأخضر لمحطات مزدلفة، والأصفر لمحطات عرفات.

ويعمل حراس القطارات من الجنسين على تنفيذ أوامر 20 قطارًا تقتضي بتشديد إجراءات المتابعة لتذاكر صعود الحجاج للقطار عبر البوابات الإلكترونية في جميع المحطات لتنظيم تفويج الحجاج من الرجال والنساء.

وتمنع القطارات الحجاج من الدخول إلى عرباتها إلا بعد إعلان صوتي يسمع في كل محطة عن قرب موعد رحلة جديدة، مانعة الحجاج المخالفين أو غير حاملي التذاكر من التدافع إليها حفاظًا على سلامة ضيوف الرحمن.