قال رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة بمصر، عادل فريد، إن 70% من أصحاب المشاريع السياحية في مصر أعلنوا رفضهم للسياحة الإيرانية، مؤكداً أن التخوف الذي يسيطر عليهم دفع كثيرين منهم إلى إعلان مقاطعته للسياحة الإيرانية. وأوضح فريد في تصريحات خاصة لـ "العربية.نت"، أن هذا الموضوع أكثر من شائك، خاصة في ظل رفض التيارات الدينية التي تسيطر على الساحة المصرية منذ الثورة لهذا التوجه الحكومي، ويأتي تخوف أصحاب شركات السياحة من عدم اتضاح الرؤية لطرق التعامل مع هذا الملف، وإمكانية تعرضهم لخسائر جراء حدوث أي توتر في العلاقات المصرية الإيرانية. وأشار إلى أن الأرقام التي تعلنها الحكومة المصرية بشأن العائدات الضخمة المتوقعة من الانفتاح السياحي بين مصر وإيران هي أرقام مبالغ فيها وليست دقيقة، حيث إنه يتم تسيير رحلتين يومياً بين مصر وإيران بما يعني أن 500 سائح فقط سوف يدخلون مصر بمعدل 15 ألف سائح شهرياً، فمن أين تأتي الملايين أو المليارات التي أعلنتها الحكومة. وأشار فريد إلى أن معدلات الإشغال في الوقت الحالي لا تتجاوز 20% على الأكثر، لكن هذا التراجع الكبير في حركة الإشغال لم يدفع أصحاب الشركات إلى إعلان موافقتها على استضافة وفود سياحة إيرانية.  كان وزير السياحة المصري، هشام زعزوع، قد أعلن قبل أيام عن أن حجم السياحة الإيرانية التى ستصل إلى مصر سيكون مفاجئة للجميع نظرا لأن الإيرانيين "شرقانين صر" خاصة أن السياحة الإيرانية منقطعة عن مصر منذ 34 عاما، وأن منظمي الرحلات هناك قاموا بحجز عدد من الفنادق ذات الخمس نجوم وكذلك الفنادق العائمة وهو ما سوف ينشط الحركة السياحية في الأقصر وأسوان.  وقال رئيس شركة نفرتيتي للسياحة، أحمد البكرين في تصريحات خاصة لـ "العربية.نت"، إن الأوضاع الحالية تدفع أصحاب الشركات للتعامل مع أي جنسية طالما أنها لن تضر بالأمن القومي، لكن ورغم ذلك فحينما بدأت الحكومة تتجه إلى إيران اتضح أن 50% على الأقل من أصحاب المشاريع السياحية لديهم تخوفات من التعامل مع شركات السياحة الإيرانية، وهناك 20% رفضوا بشكل قاطع التعامل في السياحة الإيرانية.  وأوضح البكري أن الموضع في بدايته ولا يمكن تقييمه، خاصة أن الشركات التي سوف تبدأ النشاط هي شركات تابعة لجهات أمينة، وذلك لإحكام السيطرة على الموضوع ومنع انتشار المد الشيعي في مصر، خاصة أن التخوف الأكبر ليس من المواطن الإيراني ولكن من الجيش الثوري الذي يسعى إلى تصدير الثورة الإيرانية. ولفت إلى أن نسب الإشغال في الوقت الحالي لا تتجاوز 10% فيما قررت فنادق كثيرة تعليق نشاطها وتسريح العاملين بها لحين عودة النشاط بعد تحقيقهم خسائر فادحة منذ الثورة وحتى الوقت الحالي، في ظل استمرار عدم الاستقرار الأمني وسيطرة الأحداث السياحية على الساحة المصرية، ما دفع كثير من الجنسيات التي كانت تفضل زيارة مصر إلى الاتجاه إلى تركيا وماليزيا وعلى رأسهم السياح العرب.