الحجاج في عرفات

يتجه مليونا حاج إلى عرفات الله حثوا المطايا، زرافات ووحدانا، راكبين وراجلين، إلى يوم الله المشهود الذي يرجى فيه أن تغفر الذنوب، أكثر من مليوني حاج يلتحفون بياض البياض، ويلوذون به، حماسة شرحتها ملامح الحجاج للوصول إلى مشعر عرفات رافقها عمل كبير وجهد مبذول من قبل الجهات الحكومية لتذليل الصعوبات كافة لوصول الحجاج إلى مشعر عرفات بكل يسر وسهولة.

يقع مشعر عرفات شرق مكة المكرمة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف بنحو 22 كلم، وتعددت الروايات بشأن سبب تسمية عرفة بهذا الاسم، لكنّ الروايتين الأكثر تأكيدا هما، أن أبا البشر آدم التقى مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة، والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: "أعرفت أعرفت؟" فيقول إبراهيم: "عرفت عرفت" ولهذا سميت عرفة.

و يخرج الحاج مع شروق شمس التاسع من ذي الحجة من منى متوجها إلى عرفة للوقوف بها، والذي يتحقق بوجود الحاج في أي جزء من أجزاء عرفة، سواء كان واقفا أو راكبا أو مضجعا، لكن إذا لم يقف الحاج داخل حدود عرفة المحددة في هذا اليوم يبطل حَجُّه، إذ يعد الوقوف بعرفة أهم ركن من أركان الحج.

وأنهت أمانة العاصمة المقدسة أعمالها في مشعر عرفات استعدادا لقدوم حجاج بيت الله الحرام الأربعاء، ونفذت مراكز خدمات الأمانة كافة عمليات تهيئة الطرق والمرافق والنظافة والإصحاح البيئي ومكافحة الحشرات لتهيئة المشعر. فيما كشفت الصحة عن وضع مطمئن لصحة ضيوف الرحمن، وأوصتهم بأخذ الحيطة وعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس لمدة طويلة مع ارتفاع حرارة الطقس في المشاعر المقدسة هذه الأيام. قوات الأمن قامت بتنظيم الحركة المرورية للوصول إلى مشعر عرفات من مشعر منى والقادمين من خارج مكة المكرمة والساكنين فيها، لكي تيسر عملية الوصول عبر خطة منظمة تلافيا لأي ارتباك.