أظهر تقرير اقتصادي أصدره مؤخراً “مجلس السفر والسياحة العالمي”، أن قطاع السفر والسياحة الإماراتي يسجل معدلات نمو تتجاوز المستويات العالمية . وستكون نتائج هذا التقرير محوراً رئيساً لنقاشات أقطاب صناعة السياحة من مختلف أنحاء العالم عند اجتماعهم في أبوظبي خلال شهر إبريل/نيسان المقبل لحضور القمة العالمية لمجلس السفر والسياحة العالمي . وأسهم قطاع السفر والسياحة بنسبة 14% في الاقتصاد الإماراتي خلال العام ،2012 متجاوزاً المتوسط العالمي وقدره 9% . ووفرت أنشطة القطاع عوائد مباشرة وغير مباشرة بلغت 6 .193 مليار درهم (7 .52 مليار دولار)، لإجمالي الناتج المحلي لدولة الإمارات في العام ،2012 ويتوقع أن ترتفع هذه المساهمة بنسبة 2 .3% العام الحالي . يقدم القطاع أيضاً واحدة من كل تسع وظائف متاحة في الدولة، متجاوزاً كذلك المتوسط العالمي وهو واحدة من كل 11 وظيفة . وبلغ عدد الوظائف التي وفرها أو دعمها القطاع في دولة الإمارات 500 .383 وظيفة خلال العام الماضي، ترتفع بنسبة 6 .2% إلى 500 .393 وظيفة بنهاية العام الحالي، مقارنة بنسبة نمو عالمية قدرها 7 .1% فقط . وتم تخصيص 23% من إجمالي الاستثمارات في الدولة خلال العام الماضي، بما يعادل 8 .82 مليار درهم، لقطاع السفر والسياحة، ويتوقع نمو هذه الاستثمارات بنسبة 12% في العام 2013 . وأشار ديفيد سكوسيل، الرئيس والرئيس التنفيذي ل”مجلس السفر والسياحة العالمي”، إلى أن دولة الإمارات في سعيها لتنويع اقتصادها الوطني، تدرك العوائد الاجتماعية والاقتصادية للسياحة، وتحصد حالياً ثمار استثماراتها في هذا القطاع، وقال: “هذا الالتزام بدعم تطور السياحة جاء في مقدمة دوافع اختيار أبوظبي لاحتضان قمتنا العالمية . وسيجتمع قادة القطاع والوزراء المعنيون والمفكرون والأكاديميون والإعلاميون من مختلف أنحاء العالم يومي 9 و10 إبريل/نيسان لبحث مستقبل السفر والسياحة، واستشراف خطواته المقبلة، وتعد أبوظبي، الوجهة السياحية المتنامية، اختياراً مثالياً لاستضافة هذه القمة” . بدورها، أوضحت “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة”، التي تستضيف القمة العالمية بالتعاون مع شركة “الاتحاد للطيران” الناقل الوطني لدولة الإمارات، أن توفير فرص عمل متنوعة للكوادر البشرية الإماراتية هي أحد العناصر الأساسية لخطط إمارة أبوظبي الرامية إلى بناء صناعة سياحة مستدامة . وقال مبارك المهيري، مدير عام “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة”: “نلمس الزيادة في عدد الإماراتيين والإماراتيات العاملين في قطاع السفر والسياحة في الإمارة الذي يأتي ضمن مجالات تنويع النشاط الاقتصادي المدرجة ضمن خطة أبوظبي 2030” . وأضاف: “عززت الكوادر البشرية المواطنة مساهمتها في قطاع السياحة بالإمارة، حيث يطلق رجال أعمال إماراتيون مشاريع سياحية خاصة بدعم من صندوق خليفة لتطوير المشاريع، وتنهض القوى العاملة الإماراتية بدور مهم من خلال وظائفها بالخطوط الجوية ومطارات الإمارة و”هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة”، وقطاع الضيافة و”شركة أبوظبي الوطنية للمعارض” . وننفذ من جانبنا مبادرات عديدة لإعداد وتدريب وتعريف المواطنين بالفرص الحالية في قطاع السفر والسياحة، ونتوقع استمرار نمو الحضور الإماراتي في القطاع خلال السنوات المقبلة” . من جانبه أكّد جيمس هوجن، رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران، أن أبوظبي رسخت مكانتها بين العواصم العالمية الرائدة، وهو ما يمثل كلمة السر وراء اختيارها لاستضافة القمة العالمية لمجلس السفر والسياحة العالمي . وقال: “تمنح العاصمة أبوظبي زوارها بباقة واسعة من المشاريع عالمية المستوى وفي مجالات كثيرة، منها الثقافة والرياضة والتعليم والهندسة، وغيرها، وهو ما يسهم في تزايد الإقبال على رحلات الشركة سواء بغرض العمل أو الترفيه” . وبيّن: “تفخر “الاتحاد للطيران” بدورها الرائد في دفع عجلة الاقتصاد في أبوظبي، حيث يعمل بها أكثر من 9400 موظف، في حين أسهمت الشركة بما يعادل 6 .10% من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي للإمارة، ووفرت 83500 وظيفة مباشرة وغير مباشرة” . ويتوقع أن تستقطب دولة الإمارات 8 .25 مليون سائح عالمي بحلول العام ،2023 بإجمالي إنفاق قدره 1 .207 مليار درهم (4 .56 مليار دولار)، وبمتوسط نمو سنوي يناهز 5% . وأعرب ديفيد سكوسيل عن ثقته بأن صناعة السفر والسياحة ستشكل محركاً مهماً للنمو وتوفير الوظائف في أبوظبي خلال العقد المقبل، واختتم: “منهج الإمارة المستدام في إدارة وتطوير صناعة السياحة سيضمن تحقيق أهدافها والاستثمار الكامل لإمكاناتها، لتصبح وجهة سياحية عالمية مفضلة في السنوات العشر المقبلة” .