رام الله - العرب اليوم
أبدت أجندة الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية اهتمامًا واسعًا بسكان بلدات فلسطينيي 48؛ حيث بدأت التحقيق في اتساع ظاهرة انضمام شباب منها إلى "داعش" المتطرف، بعد أن تجاوز عددهم الخمسين شاباً، معظمهم نجحوا في التفوق على قدرات الاستخبارات الإسرائيلية ومراقبتها الأمنية والوصول إلى سورية والانضمام لهذا التنظيم.
لكن هذا كله لم يمنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من التباهي بقدرات أجهزته الاستخبارية والتي وصلت حد إعطاء النصائح لفرنسا وغيرها، لكنه عاد واعترف بأن إسرائيل غير محصنة من هذا التنظيم وأن الخطر القريب من حدودها مع سورية قد يخترق بلداتها ويشكل خطرًا على أمنها وفي مركز مدنها.
وقد خاب ظن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حين أطلق تصريحات في أعقاب أحداث باريس المتطرفة، تحدث خلالها عن معلومات بحوزة الاستخبارات الإسرائيلية عن مخططات لتفجيرات محتملة في أوروبا، وأخرى يدعي فيها توافر معلومات تربط خلايا "داعش" المتطرف التي نفذت إسقاط الطائرة الروسية في سيناء بمنفذي التفجيرات في الضاحية الجنوبية لبيروت وبمنفذي عمليات باريس، فلم تحظ هذه التصريحات بذلك الوهج الإعلامي المراد في إسرائيل.
وتحدثت تقارير استخبارية وأمنية عن وجود أضعاف هذا العدد، ممن يدعمون فكرة دولة الخلافة وباتوا مركز اهتمام جهاز "الشاباك"، الذي خصص مجموعة لتعقبهم وكشفهم قبل تنفيذ مخططاتهم سواء داخل إسرائيل أم السفر إلى سورية لمساندة عناصر هذا التنظيم.
وفي ملفات "الشاباك" فإن هؤلاء منتشرون في مختلف البلدات والمناطق ويتواصلون عبر أجهزة الهاتف الذكية والحواسيب، يتبادلون مواعظ مصورة ونصوصًا خطية وصورًا توثق ذبح الناس من قبل رجال "داعش"، ولا يترددون في كتابة الشعارات المؤيدة للتنظيم ويرفعون أعلامه أو ما يشبهها.
وتشير التقارير الإسرائيلية إلى رصد نشاط لحزب التحرير الإسلامي، وهو بحسب هذه التقارير يشبه "داعش" من حيث دعاويه، لكنه يتجنب الوسائل العنفية في نشاطه ويقصرها على الدعوة فقط.
واللافت بين الشبان الذين انضموا وينضمون إلى "داعش" أنهم بمعظمهم من الأكاديميين، مثل المحامي علاء من الناصرة وثلاثة معلمين من حورة، وطبيبان من النقب أحدهما من بلدة حورة، وهناك شاب من بلدة عرعرة في النقب، أنهى دراسته الطبية في عمان اعتقله "الشاباك" وفرضت عليه المحكمة غرامة وحكمًا بالعمل في خدمة الجمهور.
ويبقى أبرز الشبان الذين انضموا إلى "داعش" نضال صلاح، من جلجولية، الذي وصل إلى سورية عبر الطائرة الشراعية التي اخترقت أجهزة الرقابة والرادارات الإسرائيلية كافة؛ فأجهزة الأمن والاستخبارات لم تتمكن من اكتشافه وعلمت بوصوله إلى سورية بعد أن تجاوز الحدود جنوب الجولان.
ونضال صلاح، بحسب ما أعلن تقرير لـ"الشاباك"، انضم في سورية إلى تنظيم "شهداء اليرموك"، وهو تنظيم قريب من "داعش"، وبعد تحقيقات بدأتها إسرائيل أخيراً، أي بعد تحقيق هدفه بالوصول إلى سورية، أعلنت أنه كان على علاقة مع مجموعة تضم 6 أشخاص من جلجولية (منطقة المثلث) خططوا للانضمام إلى "داعش" ويقودهم شخص يدعى جهاد، سبق وحارب في سورية قبل عامين، وبعدها عاد إلى إسرائيل واعتقل لفترة قصيرة، وبعد إطلاق سراحه عمل على تشكيل خلية تضم 6 نشطاء أرادوا الخروج مثله إلى سورية، وهذا جانب، أشار بعض أمنيين، إلى أنه يشكل فشلاً للاستخبارات ويثير القلق من هذه الظاهرة.
والكشف عن نشطاء التنظيم بين شباب 48، أثار انتقادات واسعة لـ"الشاباك" والموساد واعتبرها البعض فشلاً كبيرًا، فلو لم تكشف إسرائيل أن صلاح اجتاز الحدود، لربما لم يكن بالإمكان منع خروج أعضاء الخلية إلى سورية، وربما قام البعض بتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
وفي التقديرات الاسرائيلية فإن التسجيل الذي بثه تنظيم "داعش" قبل بضعة أسابيع بالعبرية ويهدد فيه إسرائيل جاء فقط بعد هجوم داخلي على البغدادي واتهامه بإهمال القضية الفلسطينية، وفي إسرائيل يتوقعون أن هؤلاء سيصلون إليها ولكن ليس في هذه المرحلة، وإنما في المرحلة الأخيرة لـ"إقامة الخلافة".