الجزائر - الجزائر اليوم
فاعلت السلطات الفلسطينية مع مداخلة وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، في الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية، والذي دعا من خلاله الدول العربية إلى استعادة زمام المبادرة بشأن القضية الفلسطينية واعتبارها القضية المركزية للأمة. وأشاد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي خلال اللقاء الذي جمعه بنظيره الجزائري، على هامش أعمال اجتماع وزراء الخارجية الطارئ الذي عقد حضوريا بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، بمواقف الجزائر الداعمة للقضية الفلسطينية ورفضها للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني، وتأكيدها على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى والمركزية.
وفي اللقاء الطارئ للجامعة العربية، دعت الجزائر على لسان بوقادوم، الدول العربية إلى استعادة زمام المبادرة بشأن القضية الفلسطينية، وهي الدعوة التي جاءت في وقت تشهد فيه حركية التطبيع مع الدولة العبرية حالة من الركود أدخلت الشك لدى الدول المطبعة.وقال بوقادوم إن “القضية الفلسطينية عاشت أصعب فتراتها في المرحلة الأخيرة، ومن الضروري استعادة زمام المبادرة من أجل توفير الظروف الملائمة لإعادة بعث مسار المفاوضات على أساس مرجعيات السلام المتوافق عليها دوليا، ووفقا للوائح الأممية ومبادئ الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية”.
كما شدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية على أن “حساسية المرحلة تتطلب قبل كل شيء، ترتيب البيت الداخلي، وتضافر الجهود، ووضع مصلحة القضية الفلسطينية فوق كل اعتبار، والحرص على أن تكون مواقفنا منسجمة مع المصالح القومية المشتركة”، ودعا الفرقاء الفلسطينيين إلى بذل المزيد من الجهود من أجل رص الصفوف، كما حيا ما وصفها “الخطوة الهامة المتخذة مؤخرا لتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية، والتي نأمل أن تسهم في ترقية المصالحة وتوحيد الموقف الفلسطيني”.
وتشكل مداخلة وزير الخارجية في اجتماع الجامعة العربية، “وخزة” موجعة للدول التي طبعت مع الكيان الصهيوني، ممثلة في كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين وبدرجة أكبر المملكة المغربية التي قايضت الحق الفلسطيني في إقامة دولة على أراضيه بسيادة المخزن المزعومة على الأراضي العربية الصحراوية.
كما يشكل كلام بوقادوم تنبيها للدول التي ضعفت أمام الإغراءات الأمريكية والإسرائيلية، والتي يبدو أنها تبددت مع وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى سدة البيت الأبيض، وهو الأمر الذي أدخل الشك في قلوب البعض من القادة العرب الذين تحمسوا للتطبيع، قبل أن يستفيقوا من الصدمة التي حصلت للمغرب، مع القيادة الأمريكية الجديدة التي قدمت مؤشرات على احتمال تراجعها عن “تغريدة” ترامب، بعد سحب مقال الاعتراف من الموقع الرسمي للرئاسة الأمريكية.
وتعتبر الجزائر من أشد الدول العربية المعارضة للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني، حتى من السلطة الفلسطينية في رام الله، ذاتها ولعل الجميع يتذكر التصريح المثير للرئيس عبد المجيد تبون، والذي قال فيه “أنا أرى أن هناك نوعا من الهرولة نحو التطبيع ونحن لن نشارك فيها ولن نباركها، والقضية الفلسطينية عندنا تبقى مقدسة بالنسبة إلينا وللشعب الجزائري برمته”.
قد يهمك ايضا
مباحثات جزائرية كويتية حول القضية الفلسطينية والصحراوية