عدن ـ عبدالغني يحيى
نقلت ميليشيات الحوثي، الاثنين، جثة خبير الصواريخ الإيراني، حسين خسروي، الذي قتل في غارة جوية لمقاتلات التحالف العربي، إلى مستشفى المؤيد التابع لها والكائن في منطقة الجراف شمال العاصمة اليمنية صنعاء، وأوضحت مصادر مقربة من قيادات ميليشيات الحوثي أنه تم إخراج جثة خبير الصواريخ الإيراني من مستشفى 48 جنوب صنعاء، ونقلها إلى مستشفى المؤيد، وسط حراسة مشددة وسرية تامة، دون معرفة الأسباب.
وقتل خبير الصواريخ الإيراني، خسروي، في قصف لطائرات التحالف العربي، السبت، داخل مديرية أرحب في صنعاء، وذكرت المصادر المقربة من قيادات الحوثيين أنهم يواجهون ضغوطا شديدة من إيران تطالبهم بنقل جثة خسروي لدفنها في طهران، لافتين إلى أن الحوثيين عاجزين عن فعل أي شيء حتى الآن لنقل جثته، وأكدت أنّ ضباطا إيرانيين آخرين قتلوا في غارات سابقة، وتمكن الحوثيون من نقل جثث بعضهم إلى طهران، دون الإفصاح عن الطريقة التي تم بها ذلك.
وقال قائد إماراتي في تحالف دعم الشرعية في اليمن إن الحرس الجمهوري (التابع إلى الرئيس الراحل علي عبد الله صالح) اختار صف الشرعي، وأضاف العميد الركن عبد السلام الشحي قائد قوات التحالف في الساحل الغربي اليمني إن {هناك تعاونا من الحرس الجمهوري وذلك بمبادرة منهم، لتحرير اليمن من الميليشيات الحوثية الإيرانية”، ووصل إلى السعودية، أمس، فريق أممي لبحث آليات التحقق والتفتيش في الموانئ اليمنية. وقال مصدر مطلع إن اجتماع التحالف مع خبراء الأمم المتحدة تضمن “تحديد الثغرات ووضع الحلول اللازمة لسدها، وزيادة أعداد العاملين بالموانئ لتسريع إجراءات التفتيش وضمان تطبيق القرار الأممي 2216”، كما ذكر المصدر أنه تم تجديد الدعوة للأمم المتحدة من قبل الحكومة الشرعية والتحالف بأن تتسلم إدارة ميناء الحديدة ومطار صنعاء، وفي صنعاء، شرعت ميليشيات الحوثي في الضغط للتفرد بالبرلمان الذي يغلب عليه “المؤتمر”. وقال نائب، تحفظ على ذكر اسمه، إن رئيس البرلمان يحيى الراعي بعث برسالة إلى النواب يطالبهم بالحضور لجلسة تعقد اليوم.
وأكد “التحالف العربي” أمس أن القوات الإماراتية والسودانية والمقاومة اليمنية تسطر ملحمة في القتال ببسالة لتحرير اليمن من سيطرة ميليشيات الحوثي الإيرانية. وقال قائد قوات التحالف على الساحل الغربي العميد الركن عبد السلام الشحي، إن هناك انهياراً كبيراً في دفاعات الميليشيات، وإن قتلاهم وأسراهم بالمئات، حيث يتم التعامل معهم وفق القوانين الدولية، وأشار إلى أن استمرار الزخم على الجبهات الأخرى يحقق نجاحات ويشتت جهد العدو، وأضاف “أن العدو كله ميليشيات حوثية إيرانية، ولم نواجه حرساً جمهورياً في هذه الجبهة، بل هناك تعاون من الحرس الجمهوري (قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي اغتالته الميليشيات)، بمبادرة منه وانضمام أعداد كبيرة من سكان المناطق المحررة لقوات المقاومة”.
ولفت إلى أن أهالي المناطق المحررة يرحبون بقوات التحالف، ما يعكس رغبتهم في تحرير بلادهم من الميليشيات، وهو ما كان له أطيب الأثر في نفوس الشعب الذي يقدر غالياً مواقف البطولة والتضحيات الطاهرة التي قدمها ويقدمها أبناء الإمارات الأبرار لإنقاذ اليمن. ولفت إلى استمرار توزيع المساعدات في المناطق المحررة وإرسال قوافل إغاثية إلى مدينة الخوخة والقرى المجاورة كخطوة أولى حيث تم توزيع آلاف السلال الغذائية لإغاثة السكان الذين يعانون ظروفا معيشية صعبة جراء الحصار الحوثي، وواصلت قوات التحالف والمقاومة اليمنية تقدمها في الساحل الغربي بدعم كبير من القوات المسلحة الإماراتية، وذلك بعد الانتصار الكبير الذي تم تحقيقه على الميليشيات في تحرير مدينة الخوخة بالكامل، والمضي في فتح محاور جديدة بأماكن مختلفة لتحرير جميع المحافظات والمناطق. وجاء تحرير الخوخة والتقدم السريع على الساحل الغربي محطة مفصلية على طريق التحرير الشامل الذي قامت فيه القوات الإماراتية بالدور الأكبر، ووجهت من خلاله ضربة قاضية للمشروع الانقلابي لما تمثله المدينة من أهمية كبرى وموقع استراتيجي.
وأكدت مصادر عسكرية يمنية مقتل 55 عنصرا من ميليشيات الحوثي في غارات للتحالف استهدفت تعزيزات عسكرية في محافظة الحديدة. وكشف مصدر عسكري أنّ طيران التحالف قصف كتيبةً حوثيةً كانت في طريقها لتعزيز جبهة الميليشيات قرب زبيد، ما أسفر عن مقتل هؤلاء العناصر وبينهم قيادي يدعى أبو رماح وخبراء في زراعة الألغام والمتفجرات، يرجح أنهم غير يمنيين. فيما قال سكان “إن الغارات دمرت العتاد العسكري للكتيبة بما فيه صواريخ حرارية، كانت مع الكتيبة التي أرسلت لتعزيز الميليشيات في تخوم زبيد”.
وبيّنت مصادر عسكرية ميدانية، إنّ قوات الجيش المسنودة بجماعات المقاومة واصلت تقدمها في مدينتي حيس والتحيتا باتجاه الزبيد جنوب الحديدة بعد أيام على تحريرها الخوخة، مؤكدة أسر أكثر من 50 عنصرا من الميليشيا، وذكرت أنّ تحرير زبيد سيمهد لإنجاز عسكري نوعي للجيش يسمح بتقدمه نحو ميناء الحديدة الاستراتيجي وتحريره من الميليشيات. كما أشارت إلى مقتل 16 حوثيا وتدمير مركباتهم في غارات على منطقة الفازة، بين زبيد والتحيتا. في وقت شارك العشرات من أبناء زبيد في مسيرة غاضبة طافت شوارع المدينة وطالبت ميليشيات الحوثي بالخروج وتسليم المدينة للحكومة الشرعية، واحتدمت المعارك بين قوات الشرعية والميليشيات أمس في نهم شمال شرق صنعاء. وقال مصدر عسكري ميداني إن قوات الجيش مدعومة بغطاء جوي من التحالف نفذت عمليات زحف على مواقع الحوثي في أكثر من محور قتال بالبلدة التي تبعد 40 كيلومتراً عن شمال شرق العاصمة، مضيفاً “اندلعت معارك شرسة في نهم وسقط الكثير من القتلى والجرحى غالبيتهم من الميليشيات”. وشنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع للميليشيات في منطقة رمادة وجبل السلطاء ونقيل بن غيلان في نهم، ما أسفر عن مقتل 10 حوثيين على الأقل وتدمير معدات ومركبات.
وهاجمت غارات “التحالف” الميليشيات في منطقة الغريميل ببلدة خب الشعف في محافظة الجوف. وقال المتحدث باسم المنطقة السادسة بالجيش الوطني، العقيد عبدالله الأشرف إن القصف الجوي دمر ثلاث مركبات عسكرية وخلف قتلى وجرحى، وأضاف أن قوات الجيش وبالإسناد الجوي من التحالف تمكنت من دحر الهجوم وإلحاق هزيمة نكراء بالميليشيات. وذكر أن قوات الجيش استولت على كميات من الأسلحة المتنوعة بينها مدافع وصواريخ وقاذفات صواريخ كاتيوشا كانت بحوزة الميليشيات التي لاذت بالفرار. كما جدد الطيران غاراته على أهداف متفرقة للميليشيات في صعدة شمال اليمن.