عدن ـ عبدالغني يحيى
نفذ طيران التحالف العربي فجر اليوم الاثنين، غارات جوية استهدفت مواقع لمليشيات "الحوثي وصالح" في مديرية عسيلان في محافظة شبوة. وقال شهود عيان ان الغارات استهدفت موقعي العكدة والمحكمة التي سيطرت عليها المليشيات الانقلابية مساء الأحد. ولم تتوفر معلومات عن سقوط ضحايا في صفوف المليشيات جراء هذه الغارات.
وكانت مصادر ميدانية في مديرية عسيلان ذكرت ان مليشيات "الحوثي وصالح" سيطرت على مواقع جديدة في المديرية ليل الاحد. ووفقاً لذات المصادر، فقد سيطرت المليشيات على موقعي العكدة والمحكمة بالمديرية، عقب انسحاب اللواء 19 مشاة من مواقعها بسبب نقص الامدادات.
وفي محافظة حجة، قتل قياديان "حوثيان" أحدهما القائد الميداني في جبهة حرض زيد بن علي الشرفي، ومسؤول التسليح في مربع المخازن بجبهة ميدي القيادي وليد أحمد الحوثي وثلاثة من مرافقيه في معارك مختلفة في عدد من الجبهات الحدودية بما فيها جبهتا حرض وميدي.
وتمكنت القوات السعودية من القضاء على عدد من المسلحين الحوثيين على المناطق الحدودية المحاذية لمحافظة الطوال؛ أبرزهم القيادي الحوثي عبدالملك الجومري. وذكرت مصادر لـصحيفة "عكاظ" أن عدد القتلى 25 مسلحاً انقلابياً.
من جهته ، كشف محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، عن تحديات كبرى تواجه المدن المحررة أبرزها التحدي الأمني، مؤكداً أن الميليشيات في انحسار مستمر. واتهم في حوار مع قناة الـ"بي بي سي" أمس، المخلوع علي عبدالله صالح ونظامه السابق بإدارة تنظيم "القاعدة" قائلاً: "القاعدة لا وجود لها في مأرب وإنما في مناطق أخرى، وتتنقل بتوجيه وحماية سياسية من مسلحي المخلوع صالح، الذي جعل منها فزاعة لابتزاز أمريكا والغرب".
الى ذلك، أقدم مسؤول في جماعة الحوثي، على أطلاق وابل من الرصاص الحي على ضباط وأفراد في معسكر السواد التابع للحرس الجمهوري لصالح، في العاصمة صنعاء، لرفضهم ترديد شعار الصرخة ،قبل أن يرمي عليهم بقنبلة يدوية، مما أدى الى سقوط 12 قتيلا و22 جريحًا إصابات بعضهم خطيرة. وذكرت مصادر في "مستشفى 48 " في العاصمة صنعاء، أن الحادثة التي وقعت مؤخرا” جاءت بعد توجيه المشرف الحوثي الذي يدعى “أبو صقر”مسلحين تابعين لجماعته، بإعتقال عدد من ضباط وأفراد معسكر السواد ، لرفضهم ترديد شعار الصرخة. وأوضحت أن رفض الضباط والأفراد الإنصياع للتوجيه الذي أصدره المشرف لمسلحي جماعته، جعله يطلق الرصاص عليهم بكثافة وأعقبها برمي قنبلة يدوية ،فحصلت مجزرة كبيرة لعشرات الضباط والأفراد،وقد تم نقل المصابين وجثامين القتلى لمستشفى 48 بصنعاء. وأضافت المصادر أن ميليشيا الحوثي فرضت طوقاً أمنياً على المستشفى الذي يتواجد فيه الجرحى في محاولة منها لتعتيم الخبر وعدم وصوله إلى وسائل الإعلام.
وسط ذلك، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، أن المشروع العربي سينتصر في اليمن على المشروع الفارسي الذي يعتمد على الطائفية ويعمد إلى تمزيق الوحدة العربية ويسعى لاستبدال الجيوش بالمليشيا الطائفية. وقال في حديث لصحيفة "الرياض" السعودية، نشرته وكالة أنباء اليمن ، مساء الأحد: إن الموقف الدولي موحد حول اليمن وأن المشكلة اليمنية ليست مشكلة معزولة عن العالم ، ولكنها الوحيدة التي حصلت على إجماع دولي ، وفي كل المحافل هناك موقف دولي ومرجعية حل محددة وموحدة، والكل يدعم جهود المبعوث الأممي ، وهذا أمر ليس سهل الحفاظ عليه.
وأضاف “كل هذه الانتصارات السياسية والعسكرية التي حققتها الشرعية كانت بفضل تحالف عربي قوي داعم للحكومة اليمنية وقيادتها ودبلوماسيتها”، مشيراً إلى أن المملكة تقود دعماً كبيراً في المجتمعين العربي والدولي مما يكشف عن روح قومية وعربية وإسلامية حول الأزمة اليمنية لمجابهة كافة التحديات من أهمها المخطط الإيراني الذي أراد إيذاء اليمن وأن يحرفها عن تاريخها العربي والإسلامي، وأن يستخدمها كأداة لتحقيق تفوق للمشروع الفارسي المعادي للأمة العربية.
واستعرض وزير الخارجية اليمني التحديات والمشكلات التي تواجه عمل الحكومة الشرعية ، مؤكداً أن الحكومة والتحالف مستعدان لها ، مشيرا إلى أن هناك أطراف ليست مرتاحة لهذا الانتصار والوحدة في الموقف العربي الذي يقوده التحالف بقيادة المملكة، ومن الطبيعي أن تسعى تلك الأطراف إلى اتخاذ مداخل كثيرة لمحاولة إضعاف التحالف وتفكيكه، وآخرها المحاولة التي حدثت في جنيف في موضوع حقوق الإنسان، واستطعنا أن نحقق انتصاراً عربيا في ذلك.
وأشار إلى أن إيران تستخدم كل الوسائل من أجل دعم الانقلاب، بما فيها التهريب أو استخدام مناطق تحت سيطرة الانقلابيين ، واستخدام أشخاص غير إيرانيين لمحاولة الوصول إلى اليمن ممن يرتبطون بطهران سياسياً أو أيديولوجياً، مؤكداً أن التقارير على ذلك مثبتة ومنها التقارير على لجنة العقوبات. وقال إن "إيران لم تتوقف عن تقديم كل مساعدة أو وسيلة تصل بها للانقلابيين وللأسف أنها دولة جارة مسلمة، وتعمل على على كل وسيلة تهريب من أجل دعم مليشيات طائفية"، مشيراً إلى أن محافظة الحديدة جزء من الحرب، وهي المنفذ الوحيد المتبقي أمام الحوثي وصالح للتهريب، وأن هناك خطة لتحريرها وقريباً بإذن الله ستكون النتائج مرضية وإيجابية لصالح الشرعية.
ولفت المخلافي إلى أن الشرعية والتحالف مع الخيار السياسي، خاصة وأن الخيار العسكري كان اضطراريا ودفاعيا وسيبقى من أجل الضغط للوصول إلى الحل السياسي، موضحاً أن الانتصار سيكون عندما تنكسر أوهام الانقلابيين بالبقاء لأن هذه الحرب حركتها أوهام، وكلما انكسر الوهم وضعف سنصل إلى السلام.
وتطرق الوزير اليمني إلى التقرير الأممي بشأن أطفال اليمن، وقال إنه ليس التقرير الأول بل إنه أخف من الماضي وأن الحكومة والتحالف كذلك عبروا عن رفضهم لتسييس هذا الأمر والنظرة المتحيزة والقاصرة التي لم تأخذ في عين الاعتبار ما قدمته الحكومة الشرعية والتحالف على كافة الأصعدة وليس الطفل فقط. وتوقع أن يكون هناك تغيير في موقف الأمم المتحدة، وأن تراجع تقاريرها ومصادرها، موضحاً أن الحقائق وعمل الشرعية والتحالف سيساندها وسينتصر لموقفها أممياً.
وأمس، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأحد، وصول أكثر من 63 طنا من الإمدادات الطبية إلى اليمن، خلال هذا الأسبوع. وقالت في تغريدة على حساب مكتبها في اليمن على موقع "تويتر"، إن "ما يزيد عن 63 طنا من الإمدادات الطبية وصلت عبر الجو إلى اليمن خلال هذا الأسبوع لتوفير العلاج لمئات المرضى". وأشارت اللجنة إلى أن حاجة البلاد من الإمدادات الطبية أكبر بكثير من هذه الكمية.
وتسعى منظمات دولية بينها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والصحة العالمية والصليب الأحمر لدعم القطاع الصحي في اليمن الذي بات على شفا الانهيار.
ودعا "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" ومقره جنيف، الأحد، جماعة "الحوثي" إلى الإفراج عن طالب فلسطيني محتجز لديها منذ قرابة الثلاث سنوات. وقال المرصد، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، إن جماعة الحوثي "تستمر في احتجاز الطالب الفلسطيني موئل محمد إبراهيم وليد، منذ أكثر من ثلاث سنوات بشكل تعسفي".
وأضاف أن "احتجاز الطالب الفلسطيني متواصل على الرغم من إصدار النيابة العامة اليمنية التابعة لجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء قرارا بالإفراج عنه"، دون الإشارة إلى وقت إصدار القرار. وأشار المرصد الحقوقي إلى أن موئل لاجئ فلسطيني في سورية غادر إلى اليمن قبل أكثر من ثلاث سنوات من أجل الدراسة، وعندما وصل إلى مطار صنعاء الدولي احتجزه الحوثيون على الفور.
وذكر المرصد أن مسلحي الحوثي اقتادوا الطالب الفلسطيني إلى جهة مجهولة، ومنعوه من التواصل مع العالم الخارجي، كما منعوا أي محام من مقابلته طوال مدة احتجازه. وقال إن "الاحتجاز تم في ظروف غامضة ولم تعرف أسبابه بعد". ودعا "الأورومتوسطي" جماعة الحوثي، باعتبارها سلطة الأمر الواقع في صنعاء، إلى الإفراج الفوري عن الطالب الفلسطيني، وأن تلتزم بالاتفاقيات الدولية الناظمة لحقوق الإنسان.