بغداد ـ نهال قباني
يُحذِّر مسؤولون وخبراء أمنيون في العراق من استمرار خلايا تنظيم "داعش" في البلاد، ولا يزال القادة والمسؤولون العراقيون يراهنون على قدرة المؤسسة العسكرية على إلحاق الهزائم بخلايا «داعش» بعد الهزيمة التي ألحقها به الجيش العراقي أواخر 2017.
ورغم التحذير من عودة أجيال جديدة من التنظيم، طبقاً لتقرير أميركي نشر هذا الأسبوع، فإن كل ما يستطيع «داعش» القيام به حالياً من عمليات بالعراق «لا يتعدى مشاغلة القوات والأجهزة الأمنية هنا أو هناك»، مثلما يرى الخبير الأمني فاضل أبورغيف.
ويقول أبورغيف إن ما تقوم به خلايا التنظيم من عمليات «لن يؤثر على السياق العام لما تقوم به الأجهزة الرسمية من متابعة وملاحقة لهذا التنظيم في أماكن وجوده التي يتحصن بها، وإن كانت الهجمات تدخل في سياق عمليات الكر والفر»، وأوضح أن «القدرة الاستخباراتية العراقية تطورت كثيراً خلال السنوات الماضية، وبدأت تنفذ عمليات نوعية كبرى ومنها اعتقال كبار قادة التنظيم في كل من سورية والعراق».
اقرا ايضاً:
"خطة كُبرى" أدت إلى زواج إيفانكا ترامب من غاريد كوشنر
وشكك في قدرة عمليات التنظيم على التأثير في الأمن، نظرا إلى عوامل عدة «أهمها تطور الأداء العسكري والاستخباراتي ورفض المجتمع المحلي لهذه العناصر الإرهابية التي باتت أهدافها مكشوفة بالنسبة له».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني أن «رجال الإطفاء تمكنوا من إخماد حريق في خط استراتيجي لأنابيب النفط» في شمال العراق يربط بين مدينة كركوك الغنية بالنفط وميناء جيهان التركي. وأضاف أن الخط خارج الخدمة، مشيراً إلى أن الحريق اندلع بعد انفجار ست عبوات ناسفة بالتعاقب في قرية عين الجحش ضمن ناحية الشورة في محافظة نينوى على بعد 70 كيلومتراً جنوب الموصل.
وحذّر قائمقام سنجار محما خليل آغا من وجود خلايا نائمة لـ«تنظيم داعش» في منطقة الجري التابعة لقضاء سنجار المتنازع عليه بين أربيل وبغداد. وقال في بيان له إن «هذه الخلايا تقوم بين فترة وأخرى بمهاجمة الفلاحين والمزارعين الإيزيديين في منطقة كوهبل المتاخمة للجري أمام مرأى ومسمع قوات الجيش الموجودة هناك».
وأضاف أن «آخر هجوم قامت به هذه الخلايا الإرهابية» حين «هاجمت أربع سيارات يستقلها مسلحون الفلاحين والمزارعين الإيزيديين في كوهبل، وتصدى لهم الفلاحون من دون أي مساعدة من الجيش الذي لم يحرك ساكناً مع الأسف الشديد».
وطالب بـ«استبدال قوات الجيش في المنطقة، لعدم قدرتها على ضبط الأمن»، مشيراً إلى أن «هذه الخلايا الإرهابية النائمة يمكن أن تتسبب بهجرة عكسية للإيزيديين، فضلاً عن تسببها بإجهاض كل الخطط التي تقوم بها الحكومة العراقية لعودة النازحين إلى مناطقهم».
من جهة أخرى، أعلنت مديرية «الحشد الشعبي» مقتل عنصرين من «داعش» وتدمير أربع مضافات للتنظيم جنوب تلعفر غرب
وأعلنت «خلية الإعلام الأمني» عن قتل أربعة «إرهابيين» كانوا داخل نفق في نينوى. وقالت الخلية في بيان لها إنه «خلال عملية استباقية، قتلت قوة مشتركة 4 إرهابيين كانوا داخل نفق في سلسلة جبال شيخ إبراهيم».
وطالبت اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة الحكومة المركزية بتكثيف العمليات العسكرية على المناطق الصحراوية. وقال عضو اللجنة إبراهيم الفهداوي في تصريح أمس إن «المناطق الصحراوية للمحافظة ما زالت تضم خلايا لـ(داعش) رغم العمليات العسكرية التي استهدفت مساحات واسعة من المناطق الصحراوية ذات التضاريس المعقدة، مما يتطلب تكرار هذه العمليات بشكل مستمر للقضاء على خلايا التنظيم الإجرامي». وأضاف أن «العمليات العسكرية التي تشهدها المناطق الصحراوية لم تنه (تنظيم داعش) لكن تمكنت من الحد منه، غير أن خلاياه تظهر بين آن وآخر حسب متطلبات الظروف».
وقد يهمك ايضا:
العراق يلتفّ على العقوبات الأميركية بآلية لشراء الطاقة من إيران
خادم الحرمين الشريفين ورئيس الوزراء العراقي يبحثان "العلاقات المتميَّزة"