لي نيلسون يقدِّم لتيريزا ماي "شهادة إنهاء عمل" أثناء مؤتمر حزبها

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أخيرًا إنها تتفهم الإحباط الذي أصاب البعض بسبب محادثات خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي لكنها واثقة من التوصل إلى اتفاق يصب في مصلحة بريطانيا والاتحاد. كما قالت إن أعضاء الحكومة يخططون لكل الاحتمالات في محادثات الخروج وإن بريطانيا ترحب بمواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون فيها.

سلم الممثل الكوميدي البريطاني المشهور لي نيلسون، رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي شهادة إنهاء عمل صورية، فيما قاطع خطابها الذي كانت تدلي به أمام أنصارها من حزب المحافظين أمس الاربعاء وفقا لما ذكرته "التلغراف" البريطانية. واقترب نيلسون من المنصة، بينما كانت ماي تتحدث في انتهاك أمني خطير على ما يبدو، قبل أن يتم طرده من المؤتمر السنوي لحزب المحافظين. وقال مازحا إن وزير الخارجية بوريس جونسون الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه خليفة لماي طلب منه أن يسلم الشهادة. وأضاف نيلسون في تغريدة له على موقع "تويتر" مستخدما اسمه الحقيقي سيمون برودكين: مرحبا بك بوريس جونسون، لقد أعطيت لتيريزا شهادة إنهاء عمل، كما طلبت مني.

وتوقفت ماي عن الكلام، بينما اقتاد رجال الأمن الرجل خارج القاعة قبل أن تقف مجموعة من أنصار الحزب لتصفق وتهتف لرئيسة الوزراء. وسخر الرجل المحتج أثناء خروجه من القاعة قائلا: "إن وزير الخارجية بوريس جونسون، الذي يعتقد على نطاق واسع أن لديه طموحات لتولي رئاسة الحكومة، طلب منه تسليم الخطاب لماي". وقال لـ"رويترز": "بوريس طلب مني أن أسلم الخطاب لها، لم يبلغني السبب، أراد مني أن أفعلها". واحتبس صوت ماي أكثر من مرة أثناء حديثها، وصفق أعضاء الحزب في محاولة لتشجيعها على الاستمرار، لكنها توقفت أكثر من مرة لتشرب المياه، وتناولت حبة لتهدئة السعال، وقالت إن وزير المالية أندرو هاموند أعطاها إياها. ومزحت ماي وهي تحاول مواصلة الخطاب قائلة: "لنرَ جدوى حبة الوزير هاموند".

وعلق صحفيون بعد الكلمة التي ألقتها رئيسة الحكومة البريطانية في ختام مؤتمر حزب المحافظين السنوي في مدينة مانشستر الأربعاء  بالقول: إن هذا الخطاب نذير شؤم لمستقبلها السياسي أم ماذا ؟ وتداول صحفيون مقطعًا وصورًا على موقع "تويتر" على سبيل التندر، لرئيسة الوزراء التي القت خطابا استمر 65 دقيقة وفيه واجهت العديد من الصعوبات الصحية والفنية واحتجاجات.

وقالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي إنها وأعضاء حكومتها المحافظة يخططون لكل الاحتمالات في محادثات الخروج من التكتل الأوروبي، وإنها ترغب في إنجاح مفاوضات "بريكست"، إلا أنها مستعدة للتعامل مع أي سيناريو معاكس. كما رحبت بمواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في بريطانيا، وهذه من النقاط التي تصر بروكسل على الخوض فيها قبل تسوية العلاقات التجارية مع لندن، إضافة إلى الالتزامات المالية والحدود مع الاتحاد الأوروبي من خلال جمهورية آيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي. وقالت رئيسة الوزراء ماي أمام مؤتمر حزبها السنوي: أعتقد أنه في مصلحتنا جميعا أن تنجح المفاوضات ولكنني أعلم أن البعض يشعر بالقلق بشأن مدى جاهزيتنا في حال حصل غير ذلك. إنها مسؤوليتنا كحكومة أن نكون مستعدين لكل احتمال. وأكدت أعلم أن البعض يرى أن المفاوضات محبطة، مضيفة "ولكن إذا تعاملنا معها بالروح الصحيحة (...) فأنا واثقة من أننا سنصل إلى اتفاق يصلح لبريطانيا ولأوروبا كذلك". وأوضحت ماي أنها تتفهم مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في بريطانيا ويشعرون بـعدم الاستقرار والتوتر. وقالت: دعوني أكن واضحة بأننا نقدر مساهمتكم في حياة بلادنا. أنتم مرحب بكم هنا وأحث الأطراف المفاوضة على التوصل إلى اتفاق سريع في هذا الشأن لأننا نرغب في بقائكم.

وكانت ماي تتحدث بعد يوم على تبني البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة قرارًا يدعو إلى تأجيل المحادثات التجارية مع بريطانيا لعدم تحقيق المفاوضات تقدما كافيا. وانتقد نواب البرلمان الأوروبي حكومة ماي، مشيرين إلى أن الخلافات الداخلية بين وزرائها تعرقل المحادثات المتعلقة بالمسائل الأساسية المرتبطة بالانفصال بما في ذلك فاتورة خروج بريطانيا من التكتل. ودعا القرار قادة الاتحاد الأوروبي إلى تأجيل قرار الانتقال إلى المرحلة المقبلة من المحادثات، والذي كانوا سيتخذونه خلال قمة في 19 أكتوبر/تشرين الأول، إلا إذا تم تحقيق اختراق مهم.

وقالت ماي إنه ليس من شيمها "الاستسلام والانصراف" وقت الشدائد، وذلك في محاولة لإقناع منتقديها بأنه بوسعها قيادة بريطانيا وتحقيق الانفصال عن الاتحاد الأوروبي بما يحقق آمالها. ووصفت ماي (61 عاما) حملتها السياسية لمحاولة الفوز وحشد الحزب الذي انكشفت له حقيقة الخلافات في فريق الوزراء الرئيسيين العاملين تحت إمرتها وبعد انتخابات يونيو/حزيران الماضي التي خسر فيها الحزب أغلبيته البرلمانية. وكشفت ماي عن خطة لبناء مزيد من الوحدات السكنية لإعادة ضبط جدول أعمالها وتأكيد سلطتها بعد أن تعرضت لضغوط من وزير الخارجية بوريس جونسون بسبب خططها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي في مارس (آذار) 2019.

ودعت ماي إلى التركيز على الناخبين بدلا من الخلافات الداخلية وتقول إنها دخلت معترك السياسة لإحداث فارق. لتغيير الأمور إلى الأفضل. ولتسليم الجيل القادم بلدا أقوى وأكثر إنصافا وأكثر رخاء. كما قالت إنه  لن يكون أي من ذلك سهلا. فستظهر العقبات والحواجز على طول الطريق. لكن لم يكن قط من شيمتي أن أختبئ من التحدي أو أتراجع أمام مهمة أو أتقهقر في مواجهة موقف صعب أو استسلم أو أنصرف. وذكرت ماي أنه سيتم تنفيذ السياسات والاستثمارات الرامية إلى مساعدة الناخبين الشباب في تحقيق الحلم البريطاني بامتلاك منزل. وقالت ماي: بالنسبة للكثيرين جدا، فإن الحلم البريطاني صعب المنال. لذلك، سأكرس رئاستي للوزراء لحل تلك المشكلة. وتجددت الدعوات لاستقالة جونسون أو عزله وهي الدعوات التي كانت ماي تأمل اختفاءها بعد أن تعهد وزير الخارجية بالولاء لها في أعقاب طرح خطة خاصة به للانفصال عن الاتحاد الأوروبي في صحيفة محلية.