الجزائر - الجزائر اليوم
أفاد تقرير لمعهد كارنيغي أنه في حال فاز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سيكون المغرب العربي والجزائر تحديدا، وجهة مثالية لتعزيز الانخراط الأمريكي، وبحسب المعهد “يمكن دعم المجموعات والأفراد الذين يعملون من أجل الإصلاح الديمقراطي في الجزائر التي تشهد إصلاحات سياسية واقتصادية واسعة”.
ذكر التقرير، المعنون بـ”فرصة في شمال أفريقيا”، الذي أعدته الموظفة السابقة بالخارجية الأمريكية، سارة يركيس، أنه حال فاز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في غالب الظن أن تتراجع أهمية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتحتل مرتبة “رابعة بعيدة” خلف كلٍّ من أوروبا، ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأمريكا اللاتينية، وفقاً لأحد المستشارين في الحملة، ويستطرد التقرير “ولكن شمال أفريقيا، ولا سيما الجزء الغربي منه الذي يشمل المغرب والجزائر وتونس، هو المكان الأمثل كي يفي بايدن بـالتزامه تجديد الدعم الأمريكي للأنظمة الديمقراطية والانخراط في الدبلوماسية من الأسفل إلى الأعلى وكذلك من الأعلى إلى الأسفل.
ففي تلك المنطقة، يستطيع بايدن إعطاء الأولوية للعلاقات مع البلدان التي تتشارك القيم الأمريكية مقدِّماً إياها على الأنظمة الاستبدادية في العالم، ومن هذه البلدان تونس التي تُعتبَر الديمقراطية الوحيدة في العالم العربي؛ ويمكنه أيضاً دعم المجموعات والأفراد الذين يعملون من أجل الإصلاح الديمقراطي في المغرب الذي يضم مجتمعاً أهلياً ناشطاً وتربطه صداقة راسخة بالولايات المتحدة، وكذلك في الجزائر التي تشهد إصلاحات سياسية واقتصادية واسعة. من شأن كلٍّ من هذه الدول أن يمنح إدارة بايدن فرصة منخفضة التكلفة لإعادة توكيد القيادة الأمريكية، والتحوّل نحو سياسة خارجية أكثر استناداً إلى القيم، وتحقيق المصالح الإستراتيجية الأمريكية الأساسية، ومنها التصدّي لصعود خصوم مثل روسيا والصين”.
ويؤكد التقرير أن الرئيس ترامب، تجاهل منطقة شمال إفريقيا، وهو الأمر الذي قامت به حملة بايدن، لكن الوثيقة تقول إن المرشح الديمقراطي يمكن أن يستدرك ما حصل، على اعتبار أن” بايدن نفسه لديه خبرة في شؤون المنطقة، إذ كان نائباً للرئيس الأمريكي إبّان اندلاع الربيع العربي في 2010-2011. وقد لمس عن كثب كيف أن الأحداث الداخلية في شمال أفريقيا يمكن أن تولّد تداعيات مترامية الأطراف تطال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأوسع وتصل أبعد منها، ولاسيما إلى حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا”.
ولا ينفي التقرير وجود انخراط أميركي ضعيف في شمال إفريقيا، وعن الجزائر تحديدا يقول “الولايات المتحدة لا تنتهج إستراتيجية واحدة في شمال أفريقيا. ففي الجزائر، الانخراط الأمريكي محدود جدّاً بسبب معارضة الحكومة الجزائرية للشراكة مع الغرب.
وفي حين أن العلاقة التجارية بين البلدَين في ازدياد، ولا سيما في قطاع المواد الهيدروكربونية، التزمت الولايات المتحدة الصمت خلال احتجاجات الحراك”، ولبعث علاقات أكثر فعالية يقدم التقرير البديل، بالإشارة “الجزائر تشهد إصلاحات سياسية واقتصادية واسعة، من شأن هذا أن يمنح إدارة بايدن فرصة منخفضة التكلفة لإعادة توكيد القيادة الأمريكية، والتحوّل نحو سياسة خارجية أكثر استناداً إلى القيم، وتحقيق المصالح الإستراتيجية الأمريكية الأساسية، ومنها التصدّي لصعود خصوم مثل روسيا والصين”.
وينبه التقرير، أن من شروط ترقية العلاقات بين أمريكا ودول شمال إفريقيا تحلي إدارة بايدن في حال فوزه “بالتواضع والإصغاء، بدلاً من إملاء وصفات جاهزة عند التعامل مع المنطقة. لقد تجاهلت إدارة ترامب صوت الشعب على الأرض ولم توفّر الدعم المناسب للمنظمات المحلية والأفراد الذين يعملون من أجل إحداث تغيير إيجابي. بيد أن اتباع هذه المقاربة يؤدّي، في نهاية المطاف، إلى نتائج عكسية”، تؤكد الباحثة سارة يركيس.
قد يهمك ايضا
رئيس الحكومة الجزائرية يؤكد أن تعديلات الدستور توسّع دور البرلمان والمُعارضة