الجزائر - الجزائر اليوم
بعد أقل من أسبوع من توجيه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لملاحظات وانتقادات صريحة عن أداء بعض الولاة، خلال ترأسه اجتماعا لمجلس الوزراء، ترأس السبت، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود اجتماعا عبر تقنية التحاضر عن بعد جمعه بالولاة والولاة المنتدبين، في خطوة لاستنفار المتقاعسين منهم، قبل أن تطالهم مقصلة رئيس الجمهورية.
وزير الداخلية الذي كان قد ترأس اجتماعا مماثلا مع ولاة الجمهورية منذ حوالي شهر، أمر الولاة برفع وتيرة العمل لأقصى المستويات واتخاذ إجراءات بديلة للتكفل بالنقائص التنموية التي تم إحصاؤها ورفع الغبن عن ساكنة مناطق الظل.
كما أمر بلجود الولاة والولاة المنتدبين بالإبقاء على مستوى عال من اليقظة والصرامة في تنفيذ التدابير الوقائية المقررة في محاربة انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19) ، مؤكدا على ضرورة استمرار تكثيف الجهود في تحسين ظروف تمدرس التلاميذ لتمس جميع المدارس عبر التراب الوطني.
كما ناقش المجتمعون عبر تقنية التواصل عن بعد، تجسيد آليات الإنعاش الاقتصادي وفق مقاربة عصرية متعددة القطاعات تسمح بالاستغلال الأمثل للمؤهلات الاقتصادية المحلية لولايات الوطن، وركز وزير الداخلية والجماعات المحلية على الولاة بضرورة مكافحة كل أشكال التبذير في التسيير المحلي وترشيد النفقات العمومية، كما شدد على السهر على تجسيد الميكانيزمات الرامية إلى ترقية نشاط الحركة الجمعوية والمجتمع المدني وإشراكهما في تسيير الشؤون المحلية.
توجيهات وزير الداخلية للولاة والتي تأتي مطابقة تماما للتوجيهات التي سبق لرئيس الجمهورية وأن أعطاها لمسؤولي الجماعات المحلية خلال ترأسه اجتماعي الحكومة – الولاة، شهري فيفري وجوان، واللذان أشرف عليهما الرئيس شخصيا، كما أن الخطوط العريضة التي وقف عندها وزير الداخلية تؤكد إدراكه لما سيلي تحذيرات الرئيس للوزير وللولاة معا، خاصة وأن بيان رئاسة الجمهورية كان واضحا وأكد أن رئيس الجمهورية أبدى عدم رضاه عن تسيير بعض الولاة بخصوص مناطق الظل، وألح على ضرورة الفصل بين برامج التنمية المحلية مع تسجيل بعض المبادرات الإيجابية كالتموين بالماء والغاز عن طريق الخزانات في بعض المناطق الحدودية، وحذّر الرئيس من استمرار ظاهرة جلب المياه بالطرق البدائية التي تمثّل مأساة راح ضحيتها الأطفال.
وتوقع متابعون للشأن السياسي، اثر انتقادات الرئيس لأداء بعض الولاة والتعبير صراحة عن عدم رضاه، الشروع في التحضير لحركة وشيكة في سلك الولاة تكون الثالثة من نوعها منذ استلام الرئيس تبون مقاليد الحكم في الجزائر، وذلك لضمان آليات تنفيذ البرنامج الخاص بمناطق الظل وهو البرنامج الذي خصصت لأجله السلطات العليا غلافا ماليا خاصا.
قد يهمك ايضا
وزير الداخلية الجزائري يؤكّد العمل لتنفيذ استراتيجية الانتقال الطاقوي