القاهرة- مينا سامي
ترأس البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، صباح السبت، قداسًا في ملعب 30 يونيو المعروف باسم الدفاع الجوي، في التجمع الخامس، بحضور 25 ألف شخص، ويشارك فيه لفيف من ممثلي كافة الطوائف الكاثوليكية، والشخصيات العامة والنواب والنقباء والحزبيون وغيرهم. وشارك في صلاة القداس الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، فضلاً عن مشاركة شباب الكورال والشمامسة، فيما تم وضع مذبح مقدس في وسط الخيمة الكبيرة، في أرضية الدفاع الجوي، وانتشرت صفوف الشمامسة على جانبيه.
وقامت 5 فرق كورال، بتقديم أعمال مختلفة، بحيث يكون لكل منهم 10 دقائق، كما تم توزيع 25 ألف علم "يشمل أحد أوجهه علم مصر والوجه الثاني للفاتيكان"، و25 ألف "كاب" على الحضور.
وقال البابا فرنسيس خلال عظته، إننا يجب أن نكسر تحجر قلوبنا وأن نسلم قلوبنا لله، فلابد أن نعمل بالرجاء البشري، الذي إذا مات، يبزغ نور الرجاء الإلهي، فعندما يبلغ الإنسان الفشل ويتجرد من وهم أنه الأفضل وأنه يكتفي بذاته، حينئذ يمد الله له يده ليحول ظلام ليلته إلى فجر وحزنه إلى فرح وموته إلى قيامة، وسيره للوراء إلى عودة للحياة، إلى انتصار الصليب.
وتنظم القوات المسلحة المصرية، احتفالية كبرى تحت إشراف إدارة الشؤون المعنوية، لاستقبال بابا الفاتيكان، وتقوم إدارة الشؤون المعنوية، بتنظيم حفلة خاصة للبابا في ملعب الدفاع الجوي في التجمع الخامس، في حدث عالمي للزيارة المرتقبة، خاصة أن الزيارة تؤكد مكانة مصر لدى بابا الفاتيكان، كما سيتم تخصيص أماكن لإقامة الصلاة للمدعوين إلى جانب مكان لـ2000 قبطي من شخصيات VIB في المسرح الرئيسي، الذي تم تجهيزه لاستقبال البابا، فضلا عن مسرحين آخرين أحدهما للمذبح في المنتصف.
وسيتم عرض بعض الأفلام التسجيلية المصورة عن بابا الفاتيكان وفيلم عن نشأة دولة الفاتيكان، وسيتم أيضا بث الحفلة على الهواء مباشرة على جميع القنوات المصرية والعربية والعالمية، حيث تم تحديد أماكن للكاميرات الفضائية داخل الملعب. ومن المقرر أيضًا عرض فيديو لاستهداف العناصر التكفيرية لـ 54 كنيسة عن طريق حرقها، وذلك بعد ثورة 30 يونيو، وخروج المصريين في ثورة تاريخية، وكيف نجحت الدولة المصرية في إعادة ترميم تلك الكنائس وفتحها لكي تتم الصلوات فيها.
وكان البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وصل القاهرة ظهر الجمعة، حيث استقبله المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، وتوجه بعدها للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، واستعرضا حرس الشرف داخل قصر الاتحادية والنشيد الوطني لكلا البلدين، وذلك قبل عقد جلسة المباحثات بين الجانبين.
وتوجه بعدها بابا الفاتيكان لمقر مشيخة الأزهر، حيث عقد لقاءً مشتركًا مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وألقى بعده كلمة مطولة عن السلام، ثم توجه إلى فندق الماسة لحضور حفلة غداء على شرفه بحضور الرئيس السيسي، وألقى خلالها هو والرئيس السيسي كلمتين. وعقب ذلك، وصل البابا فرنسيس، الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث استقبله البابا تواضروس الثاني، ولفيف من المطارنة والأساقفة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعقد لقاءً مشتركًا مع البابا تواضروس الثاني، ووقعا على بيان تاريخي مشترك لإعادة الاعتراف بالمعمودية بين كلا الكنيستين، في إطار تعزيز خطوات الوحدة بينهما.
وشارك البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، في إقامة صلاة مشتركة بالكنيسة البطرسية في العباسية، التي شهدت في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي تفجيرًا انتحاريًا، أودى بحياة 24 قبطيًا من المصلين، وذلك من أجل السلام.
ووضعت أجهزة الأمن خطة تأمين محكمة لمسارات وتحركات بابا الفاتيكان أثناء وجوده في القاهرة وتـأمين مقر إقامته، من خلال فرق أمنية مدربة على أعلى مستوى، لمرافقة بابا الفاتيكان لدى تحركاته. وعززت وزارة الداخلية، من حجم عملية التأمين بمحيط كافة كنائس مصر على مستوى الجمهورية، البالغ عددها نحو 2626 كنيسة في مصر، بينها 1326 كنيسة أرثوذكسية و1100 بروتستانتية، و200 كاثوليكية، ويتم تأمين نحو 125 كنيسة أرثوذكسية في القاهرة و82 في الجيزة و67 في الغربية و60 في المنيا و35 في الإسكندرية. وأعلنت وزارة الداخلية رفع حالة الطوارئ في القاهرة الكبرى وإلغاء إجازات الضباط، ورفع درجة الاستعداد للحالة "ج"، وسط حالة من التأهب لزيارة بابا الفاتيكان لمصر.