بغداد – نجلاء الطائي
تعتزم قيادة عمليات الرافدين عقد مؤتمر أمني موسع لقيادات العمليات في المنطقة الجنوبية والفرات الأوسط، بغية التنسيق لتنفيذ عملية أمنية واسعة قريبًا لتفتيش المناطق الصحراوية الجنوبية وإعادة الانتشار فيها، فيما كشفت مصادر عراقية عن جهود تبذل حالياً لعودة الحوار بين الوفد الذي يمثل وزارة الدفاع العراقية ويترأسه رئيس أركان الجيش، وبين وزارة البشمركة الكردية.
وأوضح قائد العمليات اللواء علي إبراهيم الدبعون في تصريح صحافي، أن العملية المرتقبة تأتي في إطار الإجراءات الاحترازية من أي ردة فعل تقدم عليها المجموعات الإرهابية، مشيرًا إلى أن المعلومات الاستخبارية تفيد بتنفيذ عمليات إرهابية لاستهداف المناطق الآمنة في محاولة لإثبات وجودها بعد هزيمتها في المناطق الغربية.
ورجحت المصادر أن يشهد الأسبوع المقبل استئناف الحوار الفني بين الطرفين، لافتة إلى أن الجانبين عززا بعد توقف، الحوار التواجد العسكري في محور شمال الموصل دهوك وشرق الموصل شمالي كركوك. بالمقابل، كشفت مصادر عراقية عن جهود تبذل حالياً لعودة الحوار بين الوفد الذي يمثل وزارة الدفاع العراقية ويترأسه رئيس أركان الجيش، وبين وزارة البشمركة الكردية. وتضاربت الأنباء بين السياسيين العراقيين في بغداد حول التفاوض مع الإقليم، بين رافض ومؤيد.
وفي بغداد، أعلن عن عقد اجتماع للمجلس الوزاري للأمن الوطني برئاسة حيدر العبادي، لبحث تطورات العمليات العسكرية وتطهير الجزيرة وأعالي الفرات إلى الحدود السورية. وذكرت مصادر أن المجلس لم يعلق وللمرة الأولى منذ إجراء استفتاء كردستان، على الأزمة مع الإقليم.
هذا وقالت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان، إن قواتها لن تنسحب أو تخلي مناطقها تحت أي ضغط من القوات العراقية، مشيرة إلى أن البيشمركة بانتظار أن تبرم اتفاقيات بين أربيل وبغداد لتطبيع الوضع بين الجانبين .
وذكر المتحدث باسم وزارة البيشمركة هلكورد حكمت أن "موقف البيشمركة واضح.. لن نخلي مواقعنا تحت أي ضغط من أي جهة ". وأضاف حكمت أن "قوات البيشمركة بانتظار أن تبدأ مفاوضات سياسية جدية بين أربيل وبغداد لحل كافة المشاكل والخلافات بين الطرفين ومن ضمنها تموضع قواتنا وتحركاتها".
وسيطرت القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي المرتبطة بإيران على كركوك والمناطق الكردستانية الخارجة عن إدارة إقليم كردستان أو ما تسمى بـ(المتنازع عليها) قبل نحو شهر فيما تطالب القوات العراقية بالمنافذ الدولية في كردستان وبمناطق أخرى.
وتسبب التقدم الأحادي للقوات العراقية في المتنازع عليها إلى نشوب معارك بينها وبين قوات البيشركة قبل أن يتم وقف إطلاق النار بين الطرفين. وكان مسؤولون في قوات البيشمركة قالوا إنهم رصدوا تحشدات لمليشيات الحشد الشعبي في بلدة آلتون كوبري الواقعة بين اربيل وكركوك.
وسيطرت قوات الحشد وحلفاؤها على آلتون كوبري (بردي) الشهر الماضي إلا ان قوات البيشمركة اوقفت تقدمه صوب تخوم حدود اربيل بعد معارك عنيفة. ونقلت إذاعة (صوت امريكا) عن القائد الكبير في البيشمركة كمال كركوكي قوله إن الحشد الشعبي استقدم قوات اضافية الى بلدة آلتون كوبري. وتابع أن القوات المدعومة من إيران تحركت مساء الأحد من محيط كركوك صوب آلتون كوبري. وأشار كركوكي الى ان قوات البيشمركة تراقب الوضع عن كثب وهي على استعداد تام لأي طارئ قد يحصل.
وأفاد المتحدث باسم البيشمركة هلكورد حكمت بأن القوات الكردية على علم بتحركات الحشد الشعبي الأخيرة وأنها مستعدة لأي احتمال. وأضاف أن رتلا من الحشد الشعبي يتألف من 20 عربة همر دخل آلتون كوبري.
وصدت البيشمركة في وقت سابق سلسلة هجمات شنتها مليشيات الحشد الشعبي في بلدة مخمور جنوب غرب اربيل وكذلك شمال غرب الموصل وتكبد فيها الحشد خسائر فادحة بالأرواح والمعدات. وسيطرت مليشيات الحشد ، التي تستخدم اسلحة امريكية وتحظى بدعم ايراني مباشر ، على معظم المناطق الكردستانية خارج ادارة الاقليم بوصفها من المناطق المتنازع عليها في هجوم بدأ في 16 من الشهر الماضي . ويقول مجلس امن اقليم كردستان إن نشرقوات شيعية عند المناطق المتاخمة للإقليم يخالف الدستور والاتفاقية التي ابرمت بين بغداد واربيل وواشنطن عام 2016.