ميليشيات الحوثي

لقي العشرات من ميليشيات الحوثي حتفهم، مساء الثلاثاء، خلال عملية تصدّي القوات المشتركة لهجومين شرق مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة، غربي اليمن، وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة، أن الميليشيات الحوثية عاودت الهجوم للمرة الثانية، في مديرية الدريهمي، بعد تكبدها عشرات القتلى والجرحى، وإسقاط طائرة مسيرة تابعة لها، وأوضح في بيان، أنه تم تدمير دبابة حوثية في منطقة الشجن شرق مدينة الدريهمي.

وجاء هذا التصعيد العسكري الحوثي في الوقت الذي تقوم نائبة رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، الألمانية دانييلا كروسلاك بزيارة نقاط الرقابة الأممية في الحديدة واللقاء مع ضباط الارتباط لمناقشة إنجاح عملية السلام في الحديدة، وفق البيان.

وكانت القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، أحبطت الثلاثاء، هجوما واسعا لميليشيا الحوثي الانقلابية، مسنودا بقصف مدفعي، كان يهدف لفك الحصار عن عناصرها المتحصنة بمنازل المدنيين في مدينة الدريهمي، جنوبي الحديدة.

 

وأكد الإعلام العسكري للقوات المشتركة، أن الميليشيا الحوثية نفذت محاولة تسلل انتحارية باتجاه مواقع القوات المشتركة في الدريهمي، في خرق فاضح لاتفاق السويد، وأوضح أن الميليشيا الحوثية مهدت لمحاولة التسلل لفك الحصار عن عناصرها المتحصنة بالمدينة عبر قصف مدفعي أدى إلى مقتل فردين وجرح ثلاثة آخرين من القوات المشتركة المرابطة في الدريهمي.

 

خسائر فادحة

وأضاف البيان أن القوات المشتركة المرابطة في الدريهمي تصدت بحزم لمحاولة التسلل وأخمدت نيران الميليشيا الحوثية وكبدت المهاجمين خسائر فادحة على المستويين البشري والمادي، وأشار إلى أن التصعيد الحوثي هذا يأتي متزامنا مع حالة التخبط التي تعيشها الميليشيا الحوثية في الحديدة والساحل الغربي، في ظل تصعيد حوثي متزايد وانتهاكات عسكرية وإنسانية تؤكد تنصل الكهنوت عن الالتزام باتفاق ستوكهولم.

قصف الأحياء السكنية

في السياق، كثفت ميليشيا الحوثي، الثلاثاء، من قصفها العشوائي على الأحياء السكنية في مديرية التحيتا جنوب الحديدة، ما أدى إلى إصابة مواطن، وأفادت مصادر محلية، إن الميليشيات أطلقت وابلا من النيران والقذائف، على أحياء مركز التحيتا، الأمر الذي أدى إلى إصابة مواطن يدعى ماهر قاسم سليمان.

 

وفي السياق، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن الثلاثاء، دعمه لجهود الحكومة اليمنية، مشددًا على عدم التسامح مع محاولات تقويض الأمن في محافظة المهرة اليمنية، وجاء في بيان لقيادة القوات المشتركة للتحالف: "ندعم جهود الحكومة اليمنية في التصدي لجماعات الجريمة المنظمة والتهريب ومحاولات تقويض الأمن والاستقرار بمحافظة (المهرة)".

 

واعتبر المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي أن "محاولات جماعات الجريمة المنظمة والتهريب بمحافظة المهرة تشكل خطرا أمنيا حقيقيا يقوض جهود الحكومة اليمنية الشرعية في فرض الأمن والاستقرار بالمحافظة".

 

وأوضح المالكي أن "بعض الشخصيات المعروفة بالمحافظة والمتزعمة لجماعات الجريمة المنظمة والتهريب حاولت يوم أمس الاثنين تعطيل جهود الأجهزة الأمنية الحكومية بوقف وضبط عمليات التهريب بالمحافظة، وسعت لتسهيل هذه العمليات باستخدام العنف والقوة المميتة باستهداف الوحدات الأمنية وقوات التحالف للمحافظة على مصالحها التخريبية، مما أدى ذلك لوقوع بعض الإصابات بمنسوبي الأجهزة الأمنية من الحكومة الشرعية والإضرار بالأمن العام ومصالح المواطنين، ما أجبر الأجهزه الأمنية وقوات التحالف لاتخاذ وتنفيذ الإجراءات المناسبة وبحسب ما يقتضيه الموقف للدفاع عن النفس والمحافظة على الأمن. وقد أسفرت العملية عن ضبط العديد من الأسلحة بحوزة المنفذين".

وبيّن العقيد المالكي بأن "قيادة القوات المشتركة للتحالف تدعم جهود الحكومة اليمنية الشرعية للتصدي لمثل هذه الأعمال والخارجة عن القانون، ولن يكون هناك أي تسامح لمحاولات تقويض الأمن والاستقرار وجهود الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف في الحد من عمليات التهريب ونشاطات جماعات الجريمة المنظمة".

مدعوم من قطر

في حين أوضحت مصادر أن تلك الجماعات تتبع للمدعو علي سالم الحريزي، المدعوم من قطر والذي يدير عمليات تهريب الأسلحة في محافظة المهرة، هي المسؤولة عن الأحداث التي وقعت، وبحسب مصادر يمنية الحريزي يعد أحد أقطاب تهريب السلاح والممنوعات في محافظة المهرة، مستعينًا بشبكات تهريب منظمة ومحترفة.

 

هادي يوجّه بالتعامل بحزم مع المهربين

من جهته، وجّه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الثلاثاء "كافة الأجهزة والوحدات الأمنية والعسكرية بمحافظة المهرة بسرعة التعامل بحزم واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير المناسبة ضد من يقلقون الأمن والسكينة العامة بالمحافظة"، وقضت توجيهات هادي "بالتعامل بحزم مع المخربين والمهربين وقطاع الطرق وفرض النظام والقانون وسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتورطين في تلك الأعمال".

وكانت السلطات المحلية بمحافظة المهرة أعلنت عن وقوع اشتباكات أمس الاثنين بين عناصر من قوات الأمن في المحافظة مع مجموعة من العناصر الخارجة عن القانون والتي تقوم بعمليات التهريب، على الطريق المؤدي إلى منفذ شحن البري، فيما حذّر مصدر مسؤول في السلطة اليمنية المحلية العناصر المسلحة من التمادي، ووصفهم بـ"المتمردين والخارجين عن النظام والقانون".

على الجانب الآخر، وجّهت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، شكرها للسعودية والإمارات على تمويل العمليات الإنسانية في اليمن، في حين كررت حديثها عن وجود "عراقيل عدة" تواجهها أعمال الإغاثة في مناطق سيطرة الحوثيين، وقدم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتين غريفيثس اليوم إحاطة إلى مجلس الأمن بشأن التطورات الأخيرة في اليمن. وقال غريفيثس في إحاطته: "نشيد بدعم السعودية لعملية الجسر الجوي لنقل المرضى من صنعاء".

 

وذكّر المبعوث الأممي بأن "النساء والأطفال ضحايا الأعمال القتالية في اليمن"، معتبرًا أن "التردد في المسار السياسي يشجع على تصاعد الأعمال القتالية.. ندعو الأطراف اليمنية لتقديم تنازلات لتحقيق السلام دون شروط".

وفي السياق نفسه، دعا غريفيثس "الأطراف اليمنية إلى احترام اتفاق وقف التصعيد في الحديدة"، مضيفًا: "نتطلع إلى عملية إطلاق سراح الأسرى في أقرب وقت ممكن" والتي كان قد تم الاتفاق عليها بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين في ديسمبر/كانون الأول 2018 ضمن ما يعرف باتفاقية استوكهولم.

من جهة أخرى، حذّر غريفيثس من تدهور وضع خزان صافر العائم للنفط في البحر الأحمر، والذي يعرقل الحوثيين أي عملية صيانة له.

بدوره، شكر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة مارك لوكوك السعودية على تمويل العمليات الإنسانية في اليمن، واعتبر أن "الأعمال الإنسانية تمر بفترة صعبة بسبب تصاعد الأعمال القتالية"، مذكّرًا بأن "قصف مستشفيين في مأرب تسبب في حرمان نحو 15 ألف مواطن من الرعاية الصحية".

 

وبدوره، تحدث لوكوك عن "مشاكل خطيرة تعيق المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين"، مؤكدًا أن "الحوثيين يتدخلون في أعمال المنظمات الإنسانية والإغاثية في مناطقهم.. أعمال الإغاثة تواجه عراقيل عدة في مناطق سيطرة الحوثيين"، كما اعتبر أن "النزاع على العملة في اليمن تسبب في انهيار الريال"، إلا أنه أكد أن "السعودية قدمت الدعم لحماية الاقتصاد اليمني من الانهيار".

العنف الجنسي في مناطق الحوثيين

من جهتها، دعت مندوبة بريطانيا في مجلس الأمن "الحكومة اليمنية لوضع خطة تطمئن المانحين بشأن الوضع المالي" في البلاد.

في سياق آخر أعربت مندوبة بريطانيا عن قلق بلادها من "القيود المفروضة من الحوثيين على إيصال المساعدات لمناطقهم"، كما أكدت أن لندن قلقة "إزاء العنف الجنسي ضد المرأة في مناطق الحوثيين".

بدورها، أعربت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن عن "القلق من العمولات التي فرضها الحوثيون على العملة في مناطقهم"، مضيفةً أن "العراقيل الحوثية تعيق إيصال المساعدات إلى المناطق التي يسيطرون عليها". وتابعت: "ندعو الحوثيين إلى عدم عرقلة إيصال المساعدات في مناطق سيطرتهم".

 

في سياق آخر، اعتبرت المندوبة الأميركية أن "إيران تواصل تقويض الحل السياسي في اليمن"، مذكّرةً بأن "إيران تنتهك القرارات الأممية في اليمن وتواصل إرسال السلاح للحوثيين".

وأخيرًا شجّعت واشنطن "الأطراف اليمنية على اتخاذ خطوات فورية لوقف التصعيد"، وفي هذا السياق، أعرب المندوب الروسي في مجلس الأمن عن قلق بلاده من تصاعد العمليات القتالية في اليمن، داعيًا الأطراف اليمنية إلى "الحوار وتقديم تنازلات لدفع العملية السلمية".

وقال المندوب الروسي: "نشجع الأطراف اليمنية على التوصل لتوافق برعاية الأمم المتحدة.. نحن ندعم العملية السياسية في اليمن ووحدة أراضيه"، كما دعا إلى سرعة تنفيذ اتفاق إطلاق الأسرى.

قد يهمك ايضا:

الجيش اليمني يتقدّم شرق صنعاء وسط انهيارات بصفوف ميليشيا الحوثي

استنفار يمني لمجابهة الإجراءات الحوثية التعسّفية ضد الاقتصاد والعملة