رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون

جاء قرار الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بتجديد التأكيد على رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، وانتقاد المهرولين نحو تل أبيب، ليزيد من الضغط على هذا المحور، الذي استفاد من صمت الكثير من زعماء الدول العربية والإسلامية.موقف الجزائر لم يزعج فقط الدول المطبعة، بل أربك المعني الأول بالتطبيع وهي إسرائيل، التي تسعى إلى الانتقام من الجزائر على موقفها هذا، وتجلى ذلك من خلال تسريب الإعلام الصهيوني معلومات تستهدف الجزائر ضمنيا، تتحدث عن قرار تل أبيب تفعيل قرار ينص على منع تقنية التصنيع الحربية الإسرائيلية على أوكرانيا، مقابل إقدام روسيا على منع نقل أو بيع تقنيتها إلى “أعداء إسرائيل”.


وتوجد روسيا وأوكرانيا في نزاع كبير، بسبب إلحاق روسيا لأجزاء من أوكرانيا، التي تستفيد من التقنية الإسرائيلية في تطوير صناعة السلاح الروسي ومنها طائرات الميغ، في حين أن روسيا تبيع عتادها العسكري إلى “أعداء إسرائيل”، وعلى رأسهم الجزائر، التي لا تتكلم، لكنها تفعل عندما يتعلق الأمر مع الكيان الغاصب.تسريب الإعلام الصهيوني لم يتحدث عن الجزائر مباشرة، واكتفى بالحديث عن “أعداء إسرائيل”، وقد يفهم البعض على أن الأمر يتعلق بإيران، التي توجد في حرب كلامية دائمة مع دولة الكيان الصهيوني، لكن العارفين بخبايا الصراع الجزائري الصهيوني، يؤكدون بأن المسألة تتعلق بالجزائر، التي توجد في حرب صامتة مع تل أبيب منذ عقود لاعتبارات تاريخية وقومية وعقدية (ما تعلق بالاحتلال).


ووفق تلك التسريبات فإن الهدف من وراء تفعيل قرار منع التقنية الإسرائيلية على أوكرانيا، هو تأجيل تسليم روسيا طائرات الجيل الخامس “سو 57″، وهي الطائرة الوحيدة التي بإمكانها مواجهة أحدث طائرة أمريكية من الجيل ذاته، وهي طائرة “آف 35″، التي لا توجد في حوض المتوسط إلا في إسرائيل وإيطاليا، بعد توقيف الصفقة مع تركيا في أعقاب شرائها المنظومة الدفاعية الروسية المتطورة، الـ”آس 400”.ويعني حصول الجزائر على طائرة الجيل الخامس الروسية “سو ـ 57″، تحقيق التوازن مع دولة الكيان الصهيوني التي تحوز على “آف 35” الأمريكية، في الوقت الذي تقود فيه الجزائر لواء رفض التطبيع مع تل أبيب، ما يجعلها القوة الأولى عربيا، الأمر الذي يضعف موقع الدول المطبعة، التي ربطت إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل بحصولها على هذا الطراز المتطور من المقاتلات الأمريكية، والتي تبين فيما بعد أن تل أبيب ورغم ذلك ترفض تلك الصفقة، لأنها تحقق التوازن في سلاح الجو، بين دولة عربية وإسرائيل.


وتشير التسريبات الواردة في الإعلام الصهيوني، إلى أن تل أبيب تضغط على موسكو، ليس من أجل إفشال صفقة طائرات الـ”سو 57″ بين الجزائر وروسيا، لأن ذلك من المستحيلات، بالنظر لخصوصية العلاقات الجزائرية الروسية في مجال التسليح (90 بالمائة من السلاح الجزائري مصدره روسيا)، وإنما تأجيل تلك الصفقة إلى عام 2025، وهي المدة التي يمكن لإسرائيل الحصول على سلاح آخر يتفوق على طائرات الجيل الخامس الروسية.


سعي إسرائيل إلى تعطيل صفقة شراء الجزائر للطائرات الحربية الروسية من الجيل الخامس، ليس هدفه تحقيق التفوق الإسرائيلي في المنطقة، وإنما الضغط على الدول الرافضة للتطبيع، وذلك من خلال معاقبة الجزائر بإفشال صفقة طائرات الـ”سو 57″ أو تأجيلها.
العارفون بخبايا الصراع الجزائري الإسرائيلي يتحدثون عن عقدة إسرائيلية من الجزائر، عمرها عقود، بدأت بالحرب العربية الإسرائيلية في 1967 و1973، وانتهت بفشل إسرائيل في قصف اجتماع إعلان الدولة الفلسطينية في نادي الصنوبر غرب العاصمة، في عام 1988، رغم الترتيبات والتحضيرات العسكرية المكثفة التي سبقت هذا الاجتماع من قبل تل أبيب، وهو ما يجعلها تترصد دوما لرد الاعتبار.

قد يهمك ايضا 

الرئيس تبون يُؤكِّد ضرورة الدَّفع بملف الإصلاح الشامل لمنظمة الأمم المتحدة

 

الرئيس الجزائري يشارك في الدورة العادية لجمعية الأمم المتحدة