الانتخابات التشريعية

شرعت الأحزاب السياسية والمترشحون الأحرار في إيداع الاستمارات، لدى مندوبيات السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بالولايات، وذلك مع اقتراب نهاية المهلة القانونية للعملية المحددة ب22 أفريل الجاري، مراعية ضمن حساباتها في الحساب "الأسبقية في الإيداع" والتي تجنبها السقوط في فخ التوقيعات المزدوجة، وبالتالي الفوز بأولوية التوقيع، في انتظار الاستلام النهائي لرخصة القبول لدخول المنافسة الانتخابية من السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات..

بعد استكمال أغلبية المترشحين الأحرار والأحزاب السياسية لأهم معركة في المسار الانتخابي، والمتمثلة في مرحلة جمع التوقيعات وفحصها مع تفريغ معلومات الناخب في أقراص، شرع هؤلاء في المرحلة الثانية التي ترتبط بإيداع ملفات الترشح لدى المندوبيات الولائية للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، حيث يمكن الإيداع المبكر لاستمارات التوقيع لدى المندوبيات، للفوز بأولوية التوقيع، في حال ثبت وجود توقيعات متكررة، قدمها الناخب لأكثر من مترشح، على اعتبار أن عملية الفحص التقني والإلكتروني لدى المندوبيات تسقط التوقيع الثاني وتعتبره

مكررا، وفقا لأحكام القانون العضوي للانتخابات.
وتجرى عملية إيداع الترشيحات، حسبما رصدته "المساء"، لدى المعنيين بالعملية، بأخذ موعد لدى المندوبيات بالدوائر الانتخابية، حيث تسلم هذه الأخيرة وصلا فيه عدد التوقيعات التي سلمت، وبعد فحصها ترفع إلى الجهات المركزية على مستوى السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، والتي تقوم بمعاينة العدد الإجمالي للتوقيعات التي تسلمتها من مندوبياتها الولائية ومدى

تطابقها مع أحكام القانون العضوي للانتخابات، أي 25 ألف توقيع عبر 23 ولاية، على أن لا يقل عدد التوقيعات عن 300 توقيع بكل ولاية، وهي المعطيات التي تمنح على أساسها السلطة، تراخيص القبول أو رفض الترشح للمعنيين.
أما بالنسبة للمترشحين الأحرار، فيستلمون تأشيرات القبول أو الرفض لدخول المنافسة الانتخابية من المندوبيات الولائية للسلطة بعد فحص ملفاتهم. على هذا الأساس سارعت بعض

الأحزاب إلى إيداع الاستمارات، حسب درجة تقدم عملية جمع التوقيعات في كل ولاية، مثلما هو الأمر بالنسبة لحركة البناء الوطني، حيث أكد ممثلها سعد صدارة ل"المساء"، أن "عملية إيداع الملفات شرع فيه الأسبوع الجاري في أغلب الولايات بعد انتهاء المكاتب من عملية فحص المعلومات المدونة في الاستمارات والتأكد من توفر النصاب القانوني".كما رفع حزب "صوت الشعب" التحدي، وقام بإيداع ملفات الترشيحات ببعض الولايات، على أمل استكمال البقية في الأيام المقبلة. ونفس السيناريو تقوم به أحزاب أخرى كالإصلاح الوطني وجيل جديد

وغيرها من التشكيلات التي تسارع الزمن قبل انتهاء المهلة القانونية، حسب تصريحات ممثليها. من جانبها راعت جبهة المستقبل، الأوضاع العامة التي تطبع الانتخابات هذه المرة، ولاسيما كثرة المترشحين، إذ أعطى رئيس الحزب عبد العزيز بلعيد، تعليمات لرؤساء المكاتب الولائية الانتخابية للإسراع في إيداع ملفات الترشح، حتى يتم الانتقال إلى التحضير لباقي الترتيبات الخاصة بالانتخابات، أهمها التحضير للحملة الانتخابية. حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يعيش ظروفا خاصة في هذا الموعد الانتخابي، بسبب تشتت مناضليه، يشرف أعضاء مكتبه

السياسي بالولايات على عمليات إيداع ملفات الترشح لدى المندوبيات الولائية للسلطة الوطنية للانتخابات، سيما في الدوائر الانتخابية التي لا يوجد فيها مشاكل.
ويواصل الأفلان حسبما أكده أحد أعضاء مكتبه السياسي ل"المساء"، عملية إيداع الملفات الأسبوع القادم، ليضمن تواجده في كل الدوائر الانتخابية 58 عبر الوطن. وبالنسبة لحركة مجتمع السلم، التي كانت من أول التشكيلات التي دشنت التحضيرات الخاصة باقتراع 12 جوان القادم، فقد أجلت عملية ايداع ملفات الترشح لدى مندوبيات السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات

بالولايات، إلى بداية الأسبوع القادم، حسبما أكده ل"المساء" الدكتور شريفي العضو القيادي في الحركة، والذي أشار إلى أن الحركة ضبطت أمورها جيدا حتى تنتقل للمراحل الأخرى من العملية الانتخابية.
كما أنهى بعض المترشحين الأحرار فحص استمارات التوقيعات وأودعوها بعدد من المندوبيات الولائية للانتخابات، فيما يحرص آخرون على التدقيق فيها، حتى لا ترفض لدى مندوبيات

السلطة على أمل تسليمها بداية الأسبوع القادم، مثلما هو الأمر، بالنسبة لقائمة "البدائل" بولاية البليدة والتي يشرف عليها، الدكتور هواري تيغرسي.
شريفة عابد
إنشاء المرصد الوطني للمجتمع المدني.. محرز العماري: الرئيس تبون جسد تطلعات المجتمع الجزائري فعليا
قال المناضل من أجل حقوق الإنسان والشعوب محرز العماري، أمس، إن المرصد الوطني للمجتمع المدني الذي وقع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يوم الاثنين الماضي، المرسوم

المتضمن إنشائه قد جاء في أوانه.
وأوضح العماري، الرئيس السابق للجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، أن "الرئيس تبون جسد بذلك فعليا تطلعات المجتمع المدني الجزائري على اختلاف عناصره وتوجهاته"، مضيفا أن المجتمع المدني يكتسي "أهمية بالغة" من حيث أنه "يشكل احتياطا هاما من الكفاءات ومن المناضلين والإطارات النزيهة والملتزمة التي تحمل حبا كبيرا للوطن".

وأشار في هذا الصدد إلى أن "الأمر يتعلق هنا بمزايا كفيلة بجعل هذا المجتمع المدني قوة اقتراح حقيقية وشريكا أساسيا في مسار بناء الجزائر الجديدة".
وتوقع المتحدث "بروز طابع جديد من العلاقات الاجتماعية"، مؤكدا أن "الإدارة باتت مطالبة بعدم اعتبار المجتمع المدني مجرد امتداد، بل قبوله كعنصر مكمل وكسلطة توازن مفيدة وضرورية من شأنها إضفاء المزيد من المصداقية على عملها". وخلص إلى أن "المجتمع المدني مطالب بدوره بالابتعاد عن السياسة الحزبية والانخراط ضمن مسعى الوطنية للحراك

الأصيل المبارك".
ي. ن
حركة الإصلاح تحقق النصاب الوطني في جمع التوقيعات.. غويني: نجاح التشريعيات يعيد الثقة والأمل إلى الجزائريين
أكد رئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، أمس، أن نجاح الاستحقاق التشريعي "سيفرض الثقة ويعيد الأمل إلى عموم الجزائريين من أجل بناء مختلف المؤسسات المنتخبة على أسس سليمة أساسها انتخابات شفافة ومفتوحة".

وأوضح غويني، خلال ندوة سياسية تأطيرية للمكتب الولائي الموسع للجزائر العاصمة، أن "نجاح الجزائر في تنظيم الاستحقاق التشريعي المقبل من خلال مشاركة واسعة من الفاعلين الوطنيين وتوفير مناخ سياسي ملائم، سيجبر الثقة ويعيد الأمل إلى عموم الجزائريين من أجل بناء مختلف المؤسسات المنتخبة على أسس ديمقراطية سليمة، أساسها عملية انتخابية شفافة ومفتوحة تمكن المتنافسين من العمل بأريحية". وأضاف أن "هذه الظروف الملائمة ستجعل من التغييرات التي يطمح إليها الجزائريون عاملا في استقرار البلاد ورص الصف الوطني في

مواجهة مختلف الأخطار والمؤامرات التي تحاك ضد بلدنا والمستهدفة لأمننا واستقرارنا"، مؤكدا في ذات السياق بأن "وعي الجزائريين بالمخاطر وتغليبهم للمصالح العليا للوطن، يجعلهم ينتصرون على كل الدسائس".
كما جدد السيد غويني دعوته إلى المواطنين للمشاركة الواسعة في الاستحقاق المقبل، معتبرا أنه "حان الوقت للعازفين منذ وقت طويل عن العملية الانتخابية أن ينخرطوا في الانتخابات

باعتبارها المسار الدستوري الصحيح و الناجع". وقال في هذا الصدد بأن التغيير "لا يتأتى إلا بالمساهمة في البرامج الإنمائية ومختلف الخطط الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من انشغالات المواطنين وذلك عبر الإدلاء بأصواتهم في المواعيد الانتخابية". من جهة أخرى، طلب غويني من المتنافسين في الحملة الانتخابية المقبلة، باعتماد خطاب سياسي "يزيد" في منسوب الوعي في المجتمع و"الابتعاد عن نشر ثقافة اليأس والعدمية والتحلي بخطاب يشجع على التكامل والتعاون بين مختلف الفاعلين سواء الطبقة السياسية أو المجتمع المدني".

كما أعلن رئيس الحركة أن حزبه "استوفى" الشروط القانونية وحقق "النصاب الوطني" في جمع الاستمارات التي حددت ب25 ألف توقيع وطنيا، معتبرا أهمية عملية جمع التوقيعات، تكمن في الشق التحسيسي الذي يدعو المواطنين للانخراط في المسار الانتخابي، لافتا في المقابل، إلى أنه سجل، خلال عملية جمع التوقيعات عبر الولايات، ملاحظات أبرزها استمرار "البيروقراطية القاتلة وتحزب بعض المسؤولين في تسيير الإدارة".

قد يهمك ايضاً

الأحزاب السياسية في البلاد تنتقد تطبيع المغرب مع الصهاينة

رؤساء الأحزاب السياسية في الجزائر يجمعون على أهمية الدستور المطروح للاستفتاء