القيادي إسماعيل هنية

أبدى عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، تفاؤله بانتخاب إسماعيل هنية لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس. وقال الأحمد في تصريح صحافي، السبت، "إنني متفائل بتولي هنية قيادة الحركة، لقد عملت نائبًا له في حكومة الوحدة الوطنية، والتي استمرت لـ100 يوم، من دون أن تحدث أي مشكلة خلال تلك المدة".

وأشار إلى أن التفاؤل موجود لكن الأمر المهم أن تتوافر الإرادة السياسية، لدى الجميع لإنهاء الانقسام، داعيًا لاتخاذ إجراءات فورية لإنهاء التوتر القائم في الساحة الفلسطينية، بسبب استمرار الانقسام. وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أعلن السبت عن فوز إسماعيل هنية برئاسة المكتب السياسي لدورته الجديدة.

وتمنى الأحمد أن يتم إنجاز المصالحة بعد الانتهاء من إعلان "حماس" عن وثيقتها السياسية، واختيار هنية رئيسًا جديدًا للمكتب السياسي لحماس. وفي رده على سؤال بشأن الاتصالات مع حركة حماس، أجاب عزام "الدكتور موسى أبو مرزوق في اتصال هاتفي قبل أسبوع أبلغني بانتظار اتصال قيادة الحركة بعد الانتهاء من إعلان وثيقتها السياسية، وانتخاب رئيس المكتب السياسي".

وأشار إلى أن حركته أرسلت لحماس الخطوات اللاحقة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، والبدء فورًا بتنفيذ كافة بنود اتفاق المصالحة المُعلن في أيار/مايو 2011؛ لإعادة توحيد المؤسسات الفلسطينية في الضفة وغزة معًا وفق القانون. وتابع "بالتوازي مع ما سبق، نبدأ في خطوات تفعيل وتطوير منظمة التحرير من خلال الإسراع في عقد المجلس الوطني، الذي يفتح الباب أمام حماس لتصبح عضوًا رسميًا كبقية الفصائل في المنظمة".

وأكدت حركة "حماس" انتهاء المرحلة الأخيرة من انتخاباتها الداخلية، بانتخاب إسماعيل هنية رئيساً لمكتبها السياسي. وقال فوزري برهوم المتحدث باسم الحركة في تصريحٍ صحافي مساء السبت إن "ذلك تأكيد على أن حماس حركة قوية شورية مؤسساتية متجددة، تؤمن بالديمقراطية وتحترم نتائجها". وأضاف برهوم "الحركة بقيادتها الجديدة على سلم أولوياتها مواصلة وتكثيف الجهود الرامية إلى تمتين وتقوية العلاقات الفلسطينية الداخلية، وترتيب البيت الفلسطيني وتعزيز صمود شعبنا، وحشد كل الطاقات العربية والإسلامية والدولية، للوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني وتعزيز صموده ودعم عدالة قضيته".

ويصنف إسماعيل هنية على أنه من الجناح المعتدل في حركة حماس قبل أن يتوج على رأس الحركة بعد مسيرة طويلة بدأت من كونه ناشطاً طلابياً وثائراً في الثمانينيات، فمعتقلاً في سجون الاحتلال ومبعداً خارج أرض فلسطين في التسعينيات، ثم مساعدا للشيخ احمد ياسين الزعيم الروحي لحركة حماس ثم قائداً بارزاً في حماس، قبل ان يترأس الحكومة الفلسطينية العاشرة عام 2006م، ، فرئيساً لمكتبها السياسي في 6 مايو/أيار 2017.

وولد إسماعيل عبد السلام أحمد هنية يوم 23 مايو/أيار عام 1963م، في مدينة غزة في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، الذي لجأت إليه أسرته بعدما هجرها الاحتلال عام 1948م من قرية الجورة قضاء مدينة عسقلان المحتلة. ودرس هنية المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وحصل على الثانوية العامة من معهد الأزهر، ثم التحق بالجامعة الإسلامية في غزة عام 1987م، وتخرج فيها مُجازا في الأدب العربي.

وبرز خلال مرحلة الدراسة الجامعية عضوًا نشطًا في مجلس اتحاد الطلبة، وترأس مجلس طلاب الجامعة الإسلامية، إلى جانب اهتمامه بالأنشطة الرياضية. وبدأ هنية نشاطه داخل "الكتلة الإسلامية" التي تمثل الذراع الطلابي لحركة حماس، وعمل عضوًا في مجلس طلبة الجامعة الإسلامية بين عامي 1983م و1984م، ثم تولى في السنة الموالية منصب رئيس مجلس الطلبة.

وشغل إسماعيل هنية عدة وظائف في الجامعة الإسلامية في غزة خلال فترة التسعينيات، كما تولى عام 1997م، رئاسة مكتب الشيخ أحمد ياسين بعد إفراج الاحتلال الإسرائيلي عنه. واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، هنية للمرة الأولى عام 1987 بُعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، ولبث في السجن قرابة الشهر، ثم اعتقل للمرة الثانية سنة 1988 مدة ستة أشهر.

ودخل هنية سجون الاحتلال مجددا سنة 1989 بتهمة الانتماء إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ حيث أمضى ثلاث سنوات معتقلا، وبعدها نــُفي إلى مرج الزهور في جنوبي لبنان مع 400 من قيادة حركة حماس، لكنه عاد إلى قطاع غزة بعد قضائه عاما في المنفى، وأصبح رئيس الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية في غزة. ومثّل هنية حركة حماس في لجنة المتابعة العليا للفصائل الوطنية والإسلامية في الانتفاضة الثانية، التي انطلقت في العام 1987م.

وتعرض لمحاولات اغتيال إسرائيلية، حيث أصيب في 6 سبتمبر/أيلول 2003م إثر غارة إسرائيلية استهدفت بعض قياديي حماس من بينهم الشيخ أحمد ياسين، ومنع من دخول غزة بعد عودته من جولة دولية في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2006م. ودمر الاحتلال منزله في غزة خلال الحرب على قطاع غزة في العام 2014 سعيا لاغتياله. وترأس هنية قائمة التغيير والإصلاح التي حصدت أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية المنظمة مطلع يناير/كانون الثاني 2006، وأصبح رئيسا للحكومة الفلسطينية العاشرة التي شكلتها حماس في فبراير/شباط 2006م.

وفي العام 2007م ترأس هنية حكومة الوحدة الوطنية، واستمر على رأس الحكومة حتى جرى توقيع اتفاق الشاطئ في منزله، وتشكلت بموجبه حكومة التوافق الوطني بتاريخ 2 يونيو/ حزيران 2014م. وشغل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الدورة الانتخابية السابقة، وقائد لحركة حماس في قطاع غزة لدورتين انتخابيتين. وفي 6 مايو/أيار 2017 أصبح هنية رئيسًا للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بعدما اختاره أعضاء مجلس الشورى العام في انتخابات أجريت في العاصمة القطرية الدوحة وفي غزة في وقت متزامن.