دمشق - العرب اليوم
عادت إلى الواجهة من جديد صورة الطفل السوري آلان كردي "3 أعوام" الذي جرفت المياه السورية جثته على الشاطئ التركي عام 2015؛ لكن هذه المرة مع مهاجر سلفادوري، حيث أثارت صور صادمة لمهاجر سلفادوري وابنته البالغة عامين توفيا غرقًا أثناء محاولتها عبور نهر ريو غراندي من المكسيك إلى الولايات المتحدة، الغضب بسبب الخطر الذي يواجهه المهاجرون الساعون إلى اللجوء.
وفر أوسكار مارتينز راميريز من السلفادور مع زوجته البالغة 21 عامًا وابنتهما، وقرر القيام بالرحلة الخطرة للعبور من المكسيك إلى الولايات المتحدة بعد ظهر الأحد، وفقًا لتقرير محكمة مكسيكية.
وظهر راميريز يحمل طفلته على ظهره ويغطيها بالقميص الذي كان يرتديه لحمايتها، إلا أن التيارات العنيفة سحبت الاثنين واغرقتهما أمام أعين والدة الطفلة التي نجت ووصلت إلى الشاطئ.
اقرأ أيضا:
سايمون يتبرع بـ 10 ألاف إسترليني بعد تأثره بالطفل السوري
وعثر على الجثتين الاثنين في ماتاموروس في ولاية تاماوليباس، وأثارت الصور الصادمة للأب وابنته وهما ممدان على وجهيهما في الماء الغضب في السلفادور والمكسيك حيث واجهت الحكومة انتقادات بسبب معاملتها للمهاجرين.
وسبق أن تعرض الرئيس اندرس مانويل لوبيز اوبرادور اليساري الذي تولى منصبه في كانون الأول/ديسمبر بوعد حماية حقوق المهاجرين، للانتقادات بسبب الصور التي التقطها مصور وكالة فرانس برس الأسبوع الماضي لعناصر من الحرس الوطني المسلحين وهم يعتقلون بالقوة امرأتين وفتاة في ريو غراندي.
وقال رئيس المكسيك الثلاثاء، "إن الـ15 ألف جندي الذين نشرتهم حكومته على الحدود مع الولايات المتحدة ليس لديهم أوامر لوقف المهاجرين من العبور، وتعهد بالتحقيق في الحادثة".
ويحمي القانون الدولي حقوق المهاجرين غير الموثقين بعبور الحدود للسعي للجوء، ولا توقف المكسيك عادة المهاجرين من العبور عند حدودها الشمالية؛ إلا أن لوبيز اوبرادور يواجه ضغوطا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن هذه القضية، وتسعى حكومته إلى تحقيق النتائج وتجنب فرض ترامب رسوم جمركية على السلع المكسيكية كما هدد الشهر الماضي.
وتوصل البلدان في السابع من حزيران/يونيو إلى اتفاق وافقت المكسيك بموجبه على تعزيز حدودها الجنوبية بنشر 6 آلاف من الحرس الوطني. وأمهلت واشنطن المكسيك 45 يوما للتحرك.
وانضم بابا الفاتيكان فرنسيس الأول إلى حالة الغضب العالمية إزاء غرق المهاجر السفادوري وطفلته، وجاء في بيان للفاتيكان الأربعاء، "بحزن شديد، شاهد قداسة البابا صور الأب وابنته اللذين غرقا في نهر ريو جراندي".
وأضاف البيان، "يشعر البابا بالحزن العميق لوفاتهما، ويصلي من أجلهما وجميع المهاجرين الذين فقدوا حياتهم بينما كانوا يحاولون الفرار من الحرب والبؤس".
وأصدر رئيس السلفادور نجيب أبو كيلة بيانا أمس الثلاثاء وعد فيه بإعادة جثتي الرجل وابنته “في أسرع وقت ممكن” إلى وطنهما، وعرض المساعدة الاقتصادية لأسرتهما.
وقال، في يوم من الأيام سوف ننجح في بناء بلد تكون فيه الهجرة خيارا وليس إجبارا. وفي الوقت نفسه، سوف نفعل ما هو ممكن. فيساعدنا الله".
ونشرت مجلة "جورنادا" المكسيكية صورة للضحيتين، كما انتشرت الصورة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار مقارنتها بصورة الطفل السوري آلان كردي "3أعوام" الذي جرفت المياه جثته على الشاطئ التركي عام 2015 وتسببت صورته في إحداث صدمة على مستوى العالم وأصبحت رمزا لأزمة المهاجرين العالمية.
وقال فيليبو غراندي رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في بيان اليوم الأربعاء، "بعد أقل من أربع سنوات من وفاة كردي، نواجه مرة أخرى أدلة مرئية قوية على موت أشخاص خلال رحلاتهم الخطرة عبر الحدود".
قد يهمك أيضا:
ترامب يُعاقب المكسيك اقتصاديًا لعجزها عن منع المهاجرين لأميركا
طائرة رئيس المكسيك تتعرض لحادث عرضي في الجو