تواصل القوات المشتركة العراقية تقدمها في الموصل

تواصل القوات المشتركة العراقية تقدمها في الأحياء الشرقية لمدينة الموصل، بالرغم من المقاومة الشرسة لعناصر "داعش" الذي يتخذون الأهالي دروعا بشرية، وتمكّن جهاز مكافحة الإرهاب من التوغل داخل أحياء جديدة في مدينة الموصل، التي تعد أكبر معاقل "داعش" في العراق، يأتي هذا في وقت أعلن قائد القوات البرية العراقية أن قواته انتزعت، قرية القصر من تنظيم "داعش" في جنوب شرق الموصل.

وأعلن قائد عمليات قادمون يانينوى الفريق عبد الأمير يارالله تحرير مناطق سهل نينوى بالكامل من عناصر" داعش" المتطرفة. وسهل نينوى هو منطقة جغرافية تابعة لمحافظة نينوى شمال العراق ويقع إلى شمال وغرب مدينة الموصل. ويتألف السهل من ثلاث أقضية هي الحمدانية والشيخان وتلكيف، ويعتبر الموطن التاريخي لمسيحيي العراق إلى جانب تواجد اليزيديين والتركمان والشبك والعرب.

وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي، أن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة حررت قرية القصر محور الزاب شرق نهر دجلة ورفعت العلم العراقي فيها وتكبد "داعش" خسائر بالأرواح والمعدات". وقال ضابط بالجهاز للصحافيين، إن "عناصر مكافحة الإرهاب تمكنت صباح اليوم من تحرير تقاطع الشلالات إلى دورة العبادي وجامع سعدي والأزقة التي خلفها شمالي الموصل بعملية عسكرية خاطفة". وتخوض قوات جهاز مكافحة الإرهاب معارك شرسة في حيي البريد والفلاح شمال شرقي مدينة الموصل.

وفي سياق ذي صلة، قال الفريق الركن رياض جلال توفيق في تصريح صحافي، إن "القوات العراقية في الفرقة التاسعة وبإشراف القوات البرية تمكّنت من تحرير قرية القصر جنوب شرق الموصل ضمن قضاء الحمدانية". وأضاف أنه "يُجرى الآن عملية تطهير القرية والبحث عن جيوب للتنظيم". وأكد مصدر أمني، أن "القوات العراقية تفجر سيارة مفخخة يقودها انتحاري في حي القادسية الثانية قرب شارع النعيمي شمال شرقي الموصل". وأضاف، أن "طائرات التحالف دمرت عجلة مفخخة ثانية في حي المحاربين شمال شرقي الموصل قرب جامع ذياب العراقي".

وأعلنت وزارة الدفاع، اليوم الإثنين، أن" قيادة القوة الجوية وبناءً على المعلومات الواردة من المديرية العامة للاستخبارات والأمن نفّذت ضربة جوية ناجحة في قرية اليوسفية التابعة إلى ناحية حمام العليل، أسفرت عن تدمير مدفع ثقيل كان يستخدمه "داعش" لضرب قطعاتنا العسكرية". واضاف" كما نفذت طائرات التحالف الدولي ضربة جوية في قرية اليوسفية أسفرت عن تدمير عدة زوارق نهرية كان يستخدمها متطرفي "داعش" للتنقل".

وقالت مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية اليوم الاثنين إنها "استولت على أكبر مستودع لداعش تضم وثائق غاية “مهمة وخطرة".

وأوضحت المديرية في بيان ورد إلى "العرب اليوم"، أن " مديرية الاستخبارات العسكرية في قيادة عمليات نينوى تمكنوا من الاستيلاء على أكبر مستودع لخزن الوثائق المهمة والخطيرة والحساسة تعود لعناصر "داعش" المتطرف وما يسمى بـ ( الدولة الإسلامية )، بالإضافة إلى حاسبات وطابعات وكتب تروج لأفكارهم المتشددة المتطرفة". وأضافت أن "الوثائق تحتوي على قيمة عالية من المعلومات عن المجاميع المتطرفة وأسمائهم وعناوينهم من الذين يتاجرون بالأراضي التي تم مصادرتها وسلبها من الشبك والمسيحيين والتركمان والشيعة الذين تم تهجريهم أو هروبهم من قرى سهل الموصل".

وأشارت أن "السجلات والوصولات والعقود التي تم العثور عليها إلى مبالغ بملايين الدولارات كانت تستوفى جراء بيع الدور والأراضي السكنية والزراعية المصادرة، حيث تذهب أغلب تلك الأموال لشراء الأسلحة والاعتدة والمتفجرات والمواد التي تدخل في عمليات التفخيخ لاستهداف المدنيين وقواتنا الأمنية". وأضاف البيان أن الاستخبارات العسكرية ما زالت تقوم بعمليات دراسة وتحليل وأرشفة تلك الوثائق لغرض استخدامها كمبرز جرمي ضد الجماعات المتعاونة والداعمة لعناصر "داعش" لغرض أحالتهم للقضاء في حالة إلقاء القبض عليهم".

وتصدت قوات أمنية عراقية، لمحاولة هجوم لعناصر بتنظيم" داعش" بينهم انتحاريون على حي بمدينة سامراء في محافظة صلاح الدين. وأكد مصدر أمني ، أن "عدد من عناصر "داعش" بينهم مسلحون يرتدون أحزمة ناسفة، هاجموا قوات امنية من الجهة الشمالية الشرقية، قرب آثار ملوية سامراء". وأضاف أن "القوات الأمنية تصدت للمهاجمين"، فيما لم ترد على الفور تفاصيل أخرى. وبيّن أن السلطات الأمنية في سامراء فرضت حظرا للتجوال، في وقت تقوم به قوة أمنية عملية تمشيط بحث عن المسلحين.

وسياسيًا بحث رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، مع في مكتبه ببغداد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الدولية ميروسلاف جينكا الذي وصل العاصمة اليوم مبادرة التحالف للتسوية السياسية. وذكر بيان للمكتب ورد إلى "العرب اليوم" نسخة منه، أن الحكيم أشار خلال اللقاء، إلى "أهمية العلاقات بين العراق والأمم المتحدة وضرورة توسيعها وتمتينها في مختلف المجالات، لاسيما ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة".

كما بحث الجانبان مبادرة التسوية التاريخية وضرورة تزامنها مع عمليات تحرير نينوى وأكد الحكيم "عدم تقديم تنازلات لطرف على حساب طرف آخر ومثمنا دور الأمم المتحدة في دعم هذه المبادرة والعمل على إنجاحها بالإضافة إلى إقرار قانون هيئة الحشد الشعبي كونه سيكون ضامنا لحقوق وامتيازات منتسبيه اللذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحرير المناطق المحتلة من قبل زمرة "داعش" المتطرفة وكذلك يوفر الغطاء القانوني والدستوري لحركة هذه القوات وفق الدستور". ودعا "الأمم المتحدة إلى أهمية مضاعفة الجهود والاستعداد لإعادة أعداد أكبر من النازحين وتقديم الخدمات الضرورية لهم، لاسيما بعد العمليات العسكرية لتحرير مدينة الموصل".