الجزائر ـ الجزائر اليوم
قال وزير الإعلام الجزائري، الناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية، عمار بلحيمر، إن العلاقات الجزائرية الروسية علاقات متميزة، وتتسم بالتعاون المشترك.
وأضاف، أن الأزمة الصحية التي تعصف بالعالم منذ أشهر جراء جائحة الكورونا أكدت جودة ومتانة العلاقات الجزائرية - الروسية من خلال المساعدات الطبية التي أرسلتها موسكو للجزائر، حيث كانت روسيا السباقة في مساعدة الجزائر على مواجهة هذا الوباء.
وتحدث بلحيمر عن مجمل الأوضاع في الداخل الجزائري والمحيط العربي والإقليمي، خاصة فيما يتعلق بالأزمة الليبية وقضية فلسطين... إلى نص الحوار.
بداية ما الجديد الذي يحمله وزير الإعلام عمار بلحيمر تجاه المشهد الإعلامي في الجزائر لفائدة الصحفيين والصحافة؟
كما ذكرت سابقا وفي أزيد من مناسبة، حقل الإعلام الموروث هو حقل خراب ودمار، ولا توجد أية حلقة من حلقات الاتصال ليست في حاجة إلى تطهير، من أجل الإسهام عمليا في المجهود الجماعي و المساهمة الفعالة في توفير الظروف الكفيلة، التي تسمح بتنظيم أفضل للقطاع .
باشرنا سلسلة من ورشات الإصلاح التي تمس مختلف الجوانب في قطاع الإعلام أبرزها مراجعة الإطار التشريعي و التنظيمي لقطاع الإتصال والمهنة، وأخص بالذكر هنا إنشاء سلطة ضبط الصحافة المكتوبة، مراجعة الإطار القانوني للقنوات التلفزيونية الخاصة، تنظيم قطاع الإشهار و تنظيم نشاط وكالات الإتصال.
كذلك إعطاء دفع وترقية الوسائل التكنولوجية لمجمل القطاع و التمكين لانتقال سلس و سريع نحو الرقمنة الكلية، وكل هذه المشاريع مدرجة ضمن ورشات قطاع الإتصال نسعى دوما جاهدين لتنظيم القطاع من الدخلاء والمتطفلين ووضع الإطار القانوني لكل ملف بما يخدم صورة الاعلام الجزائري، ويسمح باحترام قواعد و أخلاقيات العمل الصحفي.
الجديد أيضا الذي يميز القطاع هو سلسلة اللقاءات مع الصحفيين و المراسلين الأجانب المعتمدين في الجزائر، ومنحهم رخص الاعتماد بغية ممارسة عملهم بكل أريحية ومهنية.
يستجيب هذا المسعى من قناعة أنه لا يمكن تحقيق سعادة الناس بدلا عنهم،كما أننا نؤمن بحوار جاد،تشاركي وتسامحي يجمع كل الأطراف.
بشأن تعامل الجزائر مع أزمة كورونا، هل نجحت الدولة في تخطي الأزمة وما أبرز الآثار التي خلفتها على معظم المستويات؟
الدولة الجزائرية لم تتوانى ولو للحظة في اتخاذ الإجراءات المناسبة للتخفيف من آثار الجائحة، سواء تعلق الأمر بالجانب الصحي أو الاجتماعي أو الاقتصادي.
إذ لا يمكن التردّد او الاستسلام أمام وباء يفتك بأرواح الجزائريين وفي العالم بأسره.
أرواح الجزائريين يجب أن تُحمى مهما كلّفنا الثمن مالياً وغير مالياً وهو ما تجلى من خلال تجند الجيش الوطني الشعبي بكافة إمكانياته في جلب وتقديم المساعدات الطبية ل
كافة المتضررين من هذا الوباء، كما أن الحكومة وضعت منذُ البدَاية، سِيَمَا لأصحاب الدّخل اليومي الضعيف والمتوسط إجراءات احترازية، حيث تقرّر خلالَ اِجتماع مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 19 مارس تسريح 50% من الموظفين والمستخدمين، والاحتفاظ بما يضمن ديمومة العمل جزئيا، من مستخدمي المصالح الحيوية الضرورية. بل حتّى المُسَرَّحِين أبقت الحكومة على رواتبهم.
كما تمّ تسريح العاملات اللواتي لهنّ أطفال صغار، وكلّ هذه التفاصيل صدرت في مرسوم تنفيذي عن الوزير الأول بتاريخ 21 مارس 2020. وهو المرسوم الذي يدعو كافّة المصالح المختصة للتحلي باليقظة واتخاذ إجراءات الكشف الطّبي الأولي.
الحكومة أيضا من خلال طاقَمِها الوزاري وافقت وجَنّدَت حاجيات المرحلة بالوقوف على القُدُرات التي جنَّدها قطاع التكوين المهني، من خلال الحرفيين ومختلف المصانع والورشات بضمان تزويد المتشفيات والمؤسسات الاستشفائية بالكمّامات وأجهزة التنفّس ومواد التعقيم، وجدير ذكره أن الحكومة الجزائرية وطيلة فترة الجائحة خصصت إعانات مالية إستثنائية لفائدة العائلات المعوزة وتلك القاطنة بمناطق الظل،إضافة إلى إعانات وزارة التضامن للمسنين و المتقاعدين وكذا الفنانين وأصحاب المشاريع المصغرة الذين توقف دخلهم فترة الوباء.
: هل أثرت أزمة كورونا على خطة الحكومة لهذا العام، وكيف يمكن تعويض هذا التأثر أو الحد من آثاره؟
بطبيعة الحال، هناك بعض المشاريع التي تم تعليقها وتأجيلها بسبب جائحة كوفيد- 19، و نتيجة تغير في بعض المعطيات، لكن ما يجب التأكيد عليه هو أن المشاريع الحيوية للحكومة دائما متواصلة ولو بوتيرة أخف.
لذلك تنتهج الحكومة اليوم رؤية جديدة من أجل إعادة بعث النشاط الاقتصادي، وبحث آليات جديدة لتطويره بالتصدير خارج المحروقات وهو ما تجلى من خلال اللقاء الأخير للسيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الأسبوع الماضي بأعضاء الحكومة وأرباب العمل والشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين، من أجل اقتصاد جديد قائم على التنوع وخلق ثروة مستدامة.
: بشأن الاستعدادات للاستفتاء على الدستور هل ترى الظروف باتت مناسبة لإجراء الاستفتاء سواء من الناحية السياسية والصحية أيضا، وما التاريخ المتوقع لهذه العملية؟
إن تنظيم أي استفتاء أو انتخابات، يتطلب توفر الظروف المناسبة على كل الأصعدة، بالتالي فالعمل جار على وضع الصيغة النهائية لمشروع تعديل الدستور من طرف لجنة الخبراء التي لازالت تتلقى دوما التعديلات والاقتراحات، بإشراك جميع الفاعلين والمختصين، فالنقاش بخصوص تعديل الدستور متواصل، وما إن تطرح مسودة تعديل الدستور في صيغتها النهائية سيتم تحديد تاريخ الاستفتاء.
: برأيك هل يحقق مشروع الدستور المعدل تطلعات الشارع الجزائري وما أبرز هذه التطلعات التي تضمنتها التعديلات؟
تعديل الدستور مطلب جوهري للمجتمع الجزائري بهدف تحقيق الإصلاح المنشود و تغيير منظومة الحكم، ولقد أخدت عملية التشاور مع جميع الأطراف كل الوقت من أجل الإلمام بجميع المسائل التي يمكنها أن تسهم في بناء جزائر جديدة، لطالما حلم بها الشهداء و أحفادهم من أبناء هذا الوطن.
عملية إثراء هذه الوثيقة متواصلة إلى غاية أن يصل المشروع مرحلة النضج القانوني و السياسي و الاجتماعي، و تتكامل أركانه قبل عرضه على الشعب من أجل الإستفتاء بالقبول أو الرفض.
: بشأن توقيع الإمارات اتفاقية تطبيع مع إسرائيل كيف ترى تأثير هذه الخطوة على القضية وعلى الموقف العربي؟
بالنسبة للقضية الفلسطينية فهي من الثوابت للسياسة الخارجية للجزائر، و الجزائر شعبا وحكومة مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، ونحن مع كل موقف أو مبادرة تخدم السلطة الفلسطينية، وتحمي أرضها و حقوقها، ونجدد التزامنا بالدفاع عن القضية الفلسطينية في جميع المواقف والمناسبات.
: فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لا تزال الأزمة بين المغرب والجزائر متباينة الأطوار، لماذا لم يصل الوضع بين البلدين إلى نقطة تلاقي حتى اليوم؟
المغرب بلد جار و شقيق، تربطنا به علاقات لها عمقها التاريخي والحضاري وهدفنا مشترك من خلال الوصول إلى بناء صرح مغاربي موحد بتوفير جميع الشروط، طالما أن الإرادة السياسية لقادة البلدين موجودة ومصيرنا مشترك في ظل التحديات الراهنة، خاصة ما تعيشه المعمورة بسبب تداعيات الأزمة الصحية.
كما أن الجزائر لا تلتفت لأي محاولة لتعكير الجو بين الشعبين المغربي والجزائري الشقيقين، فالغاية أسمى من حشد الطاقات وشحذ الهمم لبناء اتحاد مغاربي قوي، نحمي فيه مصالحنا، وندافع عن وحدتنا في ظل الإحترام التام للمواثيق الدولية وقرارات المجتمع الدولي، لحماية الشعوب وإعطاءها حقها في تقرير مصيرها، مثلما هو الحال بالنسبة للقضية الصحراوية التي تعتبرها الجزائر قضية عادلة.
: كانت هناك مبادرة من الملك محمد السادس بشأن تصفية الخلافات وبعض التصريحات من الرئيس تبون كانت إيجابية هل من الممكن أن نشهد أي تقارب حقيقي خلال الفترة المقبلة... وهل هناك تنسيق مع المغرب بشأن ليبيا؟
الجزائر ترحب بأي مبادرة هدفها البناء ولم الشمل، باعتماد أسلوب الحوار والطرق المشروعة بكل شفافية، مع احترام خصوصية كل بلد وسيادته، دون المساس بالمبادئ الأساسية للدبلوماسية الجزائرية المبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد.
والقضية الليبية قضية تخص الليبيين وحدهم، فأمن الليبيين من أمن الجزائر، وكل المساعي التي تجمع الليبيين على طاولة واحدة و توحد صفوفهم وتحافظ على وحدتهم الترابية، الجزائر تباركها و تدعمها لأن عودة ليبيا إلى الساحة الدولية وتخلصها من آفة الإرهاب سيعطي دفعا مشروعا للاتحاد المغاربي، الذي هو من بين الأهداف المسطرة في بناء الجزائر الجديدة بقيادة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة السيد عبد المجيد تبون.
: بشأن التنسيق الجزائري التونسي بشأن ليبيا، ما أهم الثوابت المتفق عليها بين البلدين وهل تختلف عن رؤى بعض دول الجوار؟
الجزائر ترفض أي تدخل خارجي أو عسكري ينسف كل الجهود السياسية المبذولة لأجل استرجاع ليبيا لليبيين، والتنسيق الذي يجري بين الجزائر وتونس هدفه سد المنافذ أمام الجماعات الإرهابية، التي تحاول ضرب استقرار المنطقة على اعتبار أن البلدين من دول الجوار الليبي من جهتها الغربية.
: الكثير من التقارير تشير إلى تنسيق بين الجزائر وتركيا بشأن ليبيا لكنها تستند إلى مصادر مجهلة، ما حقيقة هذا الأمر وما موقف الجزائر من المشهد الراهن وتأثيراته عليها؟
تركيا بلد شريك للجزائر، خاصة من الناحية الاقتصادية، و تربطنا علاقات قوية لها جذورها في التاريخ، ونحن نسعى دائما إلى البحث عن حلول للأزمة بالتشاور مع جميع الدول التي يمكنها أن تقدم مقترحات في الاتجاه الإيجابي، من أجل انتشال ليبيا من نزيف الحرب والاقتتال الذي تعيشه.
: بشأن النزاع القائم في المتوسط هل يمكن للجزائر أن تسمح باستخدام أراضيها لصالح أي أطراف أجنبية؟
انطلاقا من مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، الجزائر ترفض أي شكل من أشكال محاولات المساس بالسيادة الوطنية، واستعمال منطق القوة للمنطقة تحت أي ذريعة من الذرائع، ولا تريد أن تكون طرفا في حرب مبنية على المصالح، تختبئ وراءها الأطماع لتفكيك دول المنطقة تحت غطاء محاربة الإرهاب، أو تتبع آثار الجماعات المسلحة.
: بشأن العلاقات الثنائية مع روسيا، هل تتمتع بنفس الدرجة خلال عهد الرئيس السابق أم تطورت أو تراجعت؟
لقاح ضد كورونا روسيا
© SPUTNIK . VLADIMIR SONG
تواصل جزائري مع العلماء الروس للوقوف على مدى فاعلية لقاح مضاد لكورونا
العلاقات الجزائرية الروسية علاقات متميزة جدا كانت ولازالت دوما تتسم بالتعاون المشترك، مع تعزيز ودعم هذا التعاون أكثر بين البلدين والشعبين لبحث آفاق الشراكة الثنائية، بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين.
كما أن الأزمة الصحية التي تعصف بالعالم منذ أشهر جراء جائحة الكورونا أبانت عن جودة و متانة العلاقات الجزائرية-الروسية من خلال المساعدات الطبية التي أرسلت لبلدنا الجزائر، فدولة روسيا كانت السباقة في مساعدة الجزائر على مواجهة هذا الوباء.
إذن العلاقات الجزائرية-الروسية هي علاقات ودية، أخوية وعلاقة استراتيجية قائمة بين الشعبين والبلدين.
: إلي أي مدى يشكل تنامي الجماعات الإرهابية في الساحل والصحراء خطورة على الأمن القومي للجزائر؟
الجزائر أول دولة واجهت الإرهاب سنوات التسعينات، ولديها خبرة واسعة في مكافحة الظاهرة العابرة للأوطان والقارات، بالإضافة إلى العمل الميداني لمختلف الأسلاك الأمنية التي استطاعت أن تقضي على فلول الإرهاب والجماعات المسلحة داخل التراب الجزائري إلى جانب الجهود الدبلوماسية من أجل محاصرة هذه الآفة عبر العالم، واستفادة الجزائر بمقترحات لمختلف الهيئات العالمية بالموافقة كتجريم تقديم الفدية للجماعات المسلحة، حيث أصبحت الجزائر دولة محورية وشريكا أساسيا للبلدان التي تعاني من الظاهرة و تخوض حربا ضد هذه الآفة، للاستفادة من تجربتها.
قد يهمك ايضا:
وزير الإعلام يؤكّد أن القضية الفلسطينية من الثوابت للسياسة الخارجية للجزائر
وزير الاتصال الجزائري يدعو إلى بذل المزيد مِن التضامُن والتعاون