بغداد – نجلاء الطائي
كشفت مصادر محلية في مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، قيام قوات أميركية مسلحة بالتجوال في عدد من أحياء المدينة، بعد أقل من أسبوع على إلقاء طائرات أميركية منشورات تحمل العلم العراقي السابق ذا النجمات الثلاث، فوق الفلوجة، ومدن أخرى بالأنبار.
وقال مصدر محلي في تصريحات صحافية أن "قوة أميركية تجولت صباح اليوم السبت في الأحياء الجنوبية للفلوجة، برفقة قوة أمنية عراقية" مبينا أن "الجولة شملت أحياء الرسالة والشهداء وجبيل ونزال في القاطع الجنوبي للمدينة".
ولفت إلى أن "القوة الأميركية دخلت من المنفذ الغربي للفلوجة حيث قوة من الشرطة، والجيش، والحشد الشعبي"، مشيراً إلى أن "هذه الجولة جاءت لرفع مخلفات "داعش"، ودعم الاستقرار في المدينة". وهذه المرة هي الأولى التي تظهر فيها قوات أميركية وهي تتجول في الفلوجة، منذ تحرير المدينة من "داعش" قبل نحو عامين.
وكانت مصادر أمنية محلية، أفادت بأن طائرات أميركية ألقت الثلاثاء الماضي منشورات على شكل عملات معدنية، وأخرى ورقية تحمل علم النظام العراقي السابق، الذي كان يترأسه الرئيس المخلوع صدام في مدن محافظة الأنبار، مبينة أن معظم العملات والمنشورات الورقية ألقيت في المدن الرئيسية العالية الكثافة السكانية، كالرمادي مركز محافظة الأنبار، والفلوجة، وحديثة، وهيت، وراوة، وعانة، ومناطق أخرى، وموضحة أن العملات والمنشورات حملت صوراً كذلك للعلم الأميركي.
ويأتي ذلك في وقت تتحفظ فيه السلطات العراقية على الأنباء، التي تتحدث عن قيام قوات أميركية بالتجول في مدن عراقية. ونفت قيادة عمليات بغداد أمس الأنباء عن تجوال قوات أمريكية في منطقة الأعظمية شمالي العاصمة.
بالمقابل قال مسؤولون مسيحيون، إن شركة بريطانية تقوم بنهب كنائس الموصل، ونبش قبور المطارنة المدفونين، بحجة إزالة مخلفات تنظيم داعش، بعد أن باتت الصحافة ممنوعة من دخول المدينة، إلا بعد أخذ تصريح رسمي من مكتب محافظ نينوى حصرا.
اقرأ أيضاً : قوات أميركية تتمركز بسد الموصل والقصور الرئاسية في محافظة نينوى
وأتت تلك الإجراءات بعد أن طالت عمليات سرقة وتخريب لكنائس ومواقع أثرية مهمة وسط المدينة، أبرزها كنيسة العذراء القديمة (تقع وسط الموصل)، أقدم كنائس الموصل، واتهمت شركة ومنظمة بريطانيتين بعملية التخريب وسرقة مخطوطات وأناجيل قديمة تعود للقرن السادس الميلادي بحسب شهود ومسؤولين حكوميين.
وتعليقا على الموضوع، قال نيسان كرومي قائممقام قضاء الحمدانية السابق إن "شركة بريطانية متخصصة برفع الألغام دخلت إلى كنيسة الحمدانية، بحجة رفع الألغام والأنقاض، وجرفت أجزاء مهمة من الكنيسة وحفرت قبورا تعود لمطارنة مدفونين، هناك وكذلك فقدت شواخص ومخطوطات أثرية وأناجيل قديمة".
وقال: "نحن كمسيحين نستغرب طريقة وتوقيت عمليات رفع الألغام بعد مرور سنتين من تحرير المدينة"، متسائلا هل تتم عمليات رفع الألغام وسط الكنائس والمناطق الأثرية القديمة بتلك الطريقة!؟. وأكد لويس مرقس أيوب نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الإنسان "وجود انتهاكات بحق آثار مهمة وكنائس".
وأضاف: " ً كنت شاهدا على ما حصل من نهب وسرقة في كنيستي "الطاهرة الجديدة" و"السيدة العذراء" في يوم 13 كانون الثاني 2019 ، فقد كنت أزور المدينة القديمة لمتابعة توزيع بعض المساعدات التي تقدم للعوائل العائدة، ومنها العوائل المسيحية".
وأوضح أن "الكنيستين تقعان في منطقة حوش الخان وسط حي الميدان، وهي منطقة معروفة بعدد الكنائس الموجودة فيها، ومن ضمنها هاتين الكنيستين اللتين طالتهما عمليات التخريب والسرقة".
وتابع: "كنيسة العذراء تسمى ً أيضا بالكنيسة القديمة وهي من الكنائس المعروفة لدى المسلمين أيضا من أبناء الموصل لأنهم يزورونها جميعا كمسيحين ومسلمين وباقي مكونات نينوى." وأضاف: "تعود تلك الكنيسة للقرن السادس الميلادي، وهي معروفة بطريقة بنائها المختلفة، التي تتميز بالزخارف والنقوش."
وأكد أن "عملية تجريف وتخريب طال كنيسة الطاهرة الجديدة ، التي تسمى كنيسة " القلعة " المحاذية للكنيسة الأثرية"، موضحا أن "الكنيسة التي تعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي وعمرها 200عام، دمر جدارها بشكل كامل، ونبشت قبور المطارنة المدفونين فيها."
وقال: "عند سؤالنا عن سبب نبش القبر، أكد لنا العاملون في الشركة أنهم يبحثون عن الألغام والمقذوفات أو الأحزمة الناسفة، لكن ما حصل هو تدمير لتلك الآثار"، مشددًا على أن "تلك الكنائس تعتبر هي آثارًا عراقية وتحفا معمارية، ولا تخص المسيحيين وحدهم".
ورأى نوزاد بولس الحكيم رئيس منظمة سورايا للثقافة المسيحية أن "عمليات السرقة والتدمير للكنائس والأديرة المسيحية تبدو للوهلة الأولى عملية منظمة لنزع تراث وآثار المسيحين من الموصل".
وأكد الحكيم أن "كتابا رسميا منع وزارة الصحة والبيئة العراقية دائرة شؤون الألغام، وطالب بإخراج تلك الشركة التي تدعى شركة G4S البريطانية ومنظمة نزع الألغام البريطانية من الموصل لمخالفتها شروط عملها في رفع الألغام في الموصل
قد يهمك أيضاً :
وزير خارجية باكستان يبحث في الصين سحب قوات أميركية من أفغانستان
مسؤولون أميركيون يعلنون أن واشنطن تستعد لسحب قواتها بالكامل من شمال سورية