أنقرة ـ جلال فواز
كُشف اليوم الجمعة، عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وضع خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في موسكو، يوم الأربعاء الماضي، على طاولة المفاوضات تنفيذ "اتفاق أضنة" بين أنقرة ودمشق، بديلاً عن الخطة التركية الأميركية لإقامة "منطقة عازلة" شمال شرقي سورية.
وأشار أردوغان في خطاب ألقاه في "أرضروم" أن لتركيا الحق في إقامة تلك المنطقة استناداً الى مضون "اتفاق أضنة" الذي تم التوقيع عليه بين تركيا وسورية في شهر تموز/يوليو من عام 1998 والذي يسمح لأنقرة بدخول الأراضي السورية في حال تعرض أمنها للخطر.
ونشرت "الشرق الأوسط" اليوم الجمعة، ترجمة عربية لهذا الاتفاق الذي جنّب البلدين حرباً كانت أنقرة لوّحت بشنّها بعدما حشدت قواتها على الحدود السورية.
وفي ما يلي نص الاتفاق بجميع بنوده وملحقاته:
1 - محضر اجتماع الوفدين السوري والتركي في مدينة أضنة، ونص الاتفاق الموقع بتاريخ 20 أكتوبر/تشرين الأول 1998...
في ضوء الرسائل المنقولة باسم سورية من خلال رئيس جمهورية مصر العربية، الرئيس حسني مبارك، ومن خلال وزير خارجية إيران وزير الخارجية كمال خرازي، ممثل الرئيس الإيراني محمد سيد خاتمي، وعبر عمرو موسى، التقى المبعوثان التركي والسوري المذكور اسما}هما في القائمة المرفقة (الملحق رقم 1)، في أضنة يومي 19 و20 أكتوبر/تشرين الأول العام 1998 لمناقشة مسألة التعاون في مكافحة الإرهاب.
خلال اللقاء، كرر الجانب التركي المطالب التركية التي كانت عرضت على الرئيس المصري (الملحق رقم 2)، لإنهاء التوتر الحالي في العلاقة بين الطرفين. وعلاوة على ذلك، نبّه الجانب التركي الجانب السوري إلى الرد الذي ورد من سورية عبر جمهورية مصر العربية، والذي ينطوي على الالتزامات التالية...
1 - اعتباراً من الآن، عبد الله أوجلان زعيم "حزب العمال الكردستاني" المعتقل في تركيا منذ بداية 1999) لن يكون في سورية، وبالتأكيد لن يسمح له بدخول سورية.
2 - لن يسمح لعناصر "حزب العمال الكردستاني" في الخارج بدخول سورية.
3 - اعتبارا من الآن، معسكرات "حزب العمال الكردستاني" لن تعمل على الأراضي السورية، وبالتأكيد لن يسمح لها بأن تصبح نشطة.
4 - كثير من أعضاء "حزب العمال الكردستاني" جرى اعتقالهم وإحالتهم إلى المحكمة، وتم إعداد اللوائح المتعلقة بأسمائهم، وقدمت سورية هذه اللوائح إلى الجانب التركي.
أكد الجانب السوري النقاط المذكورة أعلاه. وعلاوة على ذلك، اتفق الطرفان على النقاط التالية...
1 - إن سورية، على أساس مبدأ المعاملة بالمثل، لن تسمح بأي نشاط ينطلق من أراضيها، بهدف الإضرار بأمن واستقرار تركيا. كما لن تسمح سورية بتوريد الأسلحة والمواد اللوجستية والدعم المالي والترويجي لأنشطة "حزب العمال الكردستاني" على أراضيها.
2 - صنفت سورية "حزب العمال الكردستاني" على أنه منظمة إرهابية. كما حظرت أنشطة الحزب والمنظمات التابعة له على أراضيها، إلى جانب منظمات إرهابية أخرى.
3 - لن تسمح سورية لـ"حزب العمال الكردستاني" بإنشاء مخيمات أو مرافق أخرى لغايات التدريب والمأوى أو ممارسة أنشطة تجارية على أراضيها.
4 - لن تسمح سورية لأعضاء "حزب العمال الكردستاني" باستخدام أراضيها للعبور إلى دول ثالثة.
5 - ستتخذ سوريا الإجراءات اللازمة كافة لمنع قادة "حزب العمال الكردستاني" الإرهابي من دخول الأراضي السورية، وستوجه سلطاتها على النقاط الحدودية بتنفيذ هذه الإجراءات.
اقرأ أيضاً : بوتين يريد التوصل الى معاهدة سلام مع اليابان
اتفق الجانبان على وضع آليات معينة لتنفيذ الإجراءات المشار إليها أعلاه بفاعلية وشفافية. وفي هذا السياق...
أ - سيتم إقامة وتشغيل خط اتصال هاتفي مباشر فوراً بين السلطات الأمنية العليا لدى البلدين.
ب - يقوم الطرفان بتعيين ممثلين خاصين أمنيين في بعثتيهما الدبلوماسيتين في أنقرة ودمشق، ويتم تقديم هذين الممثلين إلى سلطات البلد المضيف من قبل رؤساء البعثة.
ج - في سياق مكافحة الإرهاب، اقترح الجانب التركي على الجانب السوري إنشاء نظام من شأنه تمكين المراقبة الأمنية من تحسين إجراءاتها وفاعليتها. وذكر الجانب السوري أنه سيقدم الاقتراح إلى سلطاته للحصول على موافقة، وسيقوم بالرد في أقرب وقت ممكن.
د - اتفق الجانبان، التركي والسوري، ويتوقف ذلك على الحصول على موافقة لبنان، على تولي قضية مكافحة "حزب العمال الكردستاني" الإرهابي في إطار ثلاثي (الجيش السوري كان وقتذاك في لبنان، وكان "حزب العمال الكردستاني" يقيم معسكرات له في منطقة البقاع اللبناني.
هـ - يُلزم الجانب السوري نفسه باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ النقاط المذكورة في محضر الاجتماع هذا، وتحقيق نتائج ملموسة.
أضنة، 20 أكتوبر 1998
عن الوفد التركي - السفير أوغور زيال - معاون الأمين العام في وزارة الخارجية
وعن الوفد السوري - اللواء عدنان بدر الحسن - رئيس شعبة الأمن السياسي
الملحق رقم 2... مطالب تركيا المحددة من سورية
من أجل تطبيع علاقاتنا، نتوقع من سورية الالتزام بالقواعد والمبادئ الأساسية للعلاقات الدولية. وفي هذا الصدد، ينبغي تحقيق المطالب المحددة التالية...
1 - نظراً لحقيقة أن العلاقات التركية السورية كانت قد تضررت بشكل جدي بسبب الدعم السوري للإرهاب، نريد من سوريا القبول رسمياً بالتزاماتها، والتخلي عن موقفها السابق بشأن هذه المسألة. ويجب أن تشمل هذه الالتزامات تعهداً رسمياً بعدم منح الإرهابيين الدعم، أو الملاذ، أو المساعدة المالية. وينبغي أيضاً على سورية محاكمة مجرمي "حزب العمال الكردستاني" وتسليمهم إلى تركيا، بما في ذلك زعيم "حزب العمال الكردستاني"، عبد الله أوجلان ومعاونوه (كانت دمشق أبعدت أوجلان قبل توجه اللواء بدر حسن إلى تركيا، وتلقت السلطات التركية إشعاراً من موسكو بوصوله فعلاً إلى أراضيها).
2 - في هذا الإطار، يجب على سورية...
* ألا تسمح لمخيمات تدريب الإرهابيين بالعمل على الأراضي الواقعة تحت سيطرتها.
* ألا تزود "حزب العمال الكردستاني" بالأسلحة والمواد اللوجستية.
* ألا تزود أعضاء "حزب العمال الكردستاني" بوثائق هوية مزورة.
* ألا تساعد الإرهابيين على الدخول القانوني والتسلل إلى تركيا.
* ألا ترخص الأنشطة الترويجية للمنظمة الإرهابية، أي "حزب العمال الكردستاني".
* ألا تسمح لأعضاء "حزب العمال الكردستاني" بإنشاء وتشغيل مقرات على أراضيها.
* ألا تسهل عبور الإرهابيين من دول ثالثة إلى شمال العراق وتركيا.
3 - التعاون في جميع الأنشطة الرامية إلى مكافحة الإرهاب.
4 - الامتناع عن تحريض البلدان الأخرى الأعضاء في جامعة الدول العربية ضد تركيا.
5 - في ضوء ما سبق، وما لم توقف سورية هذه الأعمال فوراً، مع كل العواقب، تحتفظ تركيا بحقّها في ممارسة حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس، وتحت كل الظروف للمطالبة بتعويض عادل عن الخسائر في الأرواح والممتلكات.
في الواقع، نقلت هذه الآراء إلى سورية من خلال القنوات الدبلوماسية، في 23 يناير/كانون الثاني 1996. ومع ذلك، فقد قوبلت تحذيراتنا بآذان صماء.
الملحق رقم 3
اعتباراً من الآن، يعتبر الطرفان أن الخلافات الحدودية بينهما منتهية، وأن أياً منهما ليست له أي مطالب أو حقوق مستحقة في أراضي الطرف الآخر.
الملحق رقم 4
يفهم الجانب السوري أن إخفاقه في اتخاذ التدابير والواجبات الأمنية، المنصوص عليها في هذا الاتفاق، يعطي تركيا الحق في اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية اللازمة داخل الأراضي السورية حتى عمق 5 كلم.
قد يهمك أيضاً :