أنقرة - جلال فواز
يواجه الجنرال أردال اوزتورك قائد قوات الجيش الثالث في تركيـا، إتهاماتٍ بالخيانة بسبب دوره في الإنقلاب الفاشل على السلطة، في الوقت الذي تمكن فيه من الفرار إلى اليونان ثمانية آخرون من المشاركين في محاولة السيطرة على مقاليد الحكم، من خلال إحكام قبضتهم على مواقع إستراتيجية في مختلف أنحاء إسطنبول مساء يوم الجمعة، والذين أفشل مخططهم الآلاف من المواطنين العُزّل بعد خروجهم لدعم الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأشار أردوغان إلى أن هؤلاء القادة العسكريين قد يواجهون عقوبة الإعدام على الرغم من إلغاء تركيا لهذه العقوبة كجزء من محاولاتها للإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي. و أوضح مسؤولون أتراك بأن 161 مواطناً قد لقوا مصرعهم، وأصيب 1440 آخرين، فضلاً عن إعتقال ما يقرب من 2,900 جندي بما فيهم إثنين من الجنرالات.
ووصل امس إلى "الكسندروبوليس Alexandroupolis" اليونانية، ثمانية جنود على متن مروحية هليكوبتر "بلاك هوك" blackhawk طالبين اللجوء إلى الدولة التابعة للإتحاد الأوروبي، في أعقاب حدوث إنقلاب على السلطة داخل تركيا أسفر عن مصرع ما يزيد عن 265 شخصًا وإصابة 1,500 آخرين. وذكر مسؤولون بأن 161 مواطناً من الضحايا أغلبهم من المدنيين وضباط الشرطة، بينما الضحايا الآخرون وعددهم 104 أشخاص هم من أعضاء الإنقلاب.
وطالب وزير الخارجية التركي ميفلوت كافوس أوغلو بإعادة العسكريين الثمانية الهاربين في أقرب وقت ممكن إلى تركيـا لتوقيع العقوبة عليهم. إلا أن اليونان أعلنت ضرورة إطلاعها على القوانين الدولية قبل إعادة هؤلاء القادة العسكريين إلى بلادهم، على الرغم من إبدائها الوعود بإعادة المروحية الهليكوبتر إلى تركيـا.
وتأتي هذه الأنباء عقب تصريح رئيس الوزراء التركي بينالي يلدريم بأن بلاده تنظر في إعادة تطبيق عقوبة الإعدام بعد إلغائها في عام 2004، مع توقيعها على هؤلاء القادة العسكريين. وأظهرت لقطاتٍ مصورة إقتياد مسؤولين يونانيين للرجال الذين كانوا مكبلين بالأصفاد بعد إعتقالهم جراء الدخول غير الشرعي إلى اليونان.
وقالت الناطقة الرسمية باسم حكومة اليونان أولغا جيروفازيلي، إن هناك إتصالات مع السلطات التركية، وسوف يتم التنسيق لإعادة المروحية الهليكوبتر العسكرية في أقرب وقت ممكن. مشيرةً إلى إتباع إجراءات القانون الدولي بشأن العسكريين الثمانية، والأخذ في الإعتبار حقيقة إتهام هؤلاء الرجال الأتراك بإنتهاك النظام الدستوري ومحاولة الإطاحة بالديمقراطية.
وشدد الجيش التركي على المواطنين مساء يوم الأربعاء بضرورة البقاء في منازلهم حتى يتمكنوا من الإطاحة بالرئيس أردوغان، إلا أنه كانت هناك معارضة قوية للإنقلاب على السلطة، مع الإتجاه إلى تأييد الحكومة والدفاع عنها.
ودعا الرئيس أردوغان المواطنين للخروج إلى الشوارع، واتبع ذلك ورود تقارير تفيد بإستسلام مجموعة من الجنود في العديد من المواقع الرئيسية في أنقرة واسطنبول، بما في ذلك جسر البوسفور. كما إستخدم موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" صباح يوم السبت لحشد أنصاره من أجل البقاء في الشوارع لمنع تجدد الفوضى.
وجرى إعتقال ما يزيد عن 2,800 من المتمردين، بعد تخلي 100 منهم عن أسلحتهم وتسليم أنفسهم إلى ضباط الشرطة والمدنيين. كما شهدت الشوارع يوم السبت إحتفالاتٍ كبيرة من جانب آلاف الأتراك بفشل الإنقلاب على السلطة، فضلاً عن إعتقال الجنود المتبقيين الذين تعرض بعضهم للضرب المُبرح علناً من قبل الحشود.