بيروت-الجزائر اليوم
كشفت تقارير صحافية عن أن سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق أعد قائمة بأسماء الوزراء المرشحين للدخول في حكومة مهمة تتألف من 18 وزيرًا، وسيتقدم بها إلى الرئيس ميشيل عون، وقالت المصادر إن قائمة سعد الحريري تراعي المواصفات الفرنسية ولن تحيد عنها؛ لأنه باقٍ على التزامه بالمبادرة الفرنسية، وأن تحركه يتلازم مع تحرك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي لا يزال يشغل محركاته السياسية باتجاه المجتمع الدولي والداخل اللبناني، لتأمين شبكة أمان اجتماعية توفر الحماية للحكومة العتيدة، وتتيح للبنان الانتقال من التأزم الذي لا يزال يحاصره إلى الانفراج.
وكشفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لصحيفة "الشرق الاوسط" أن لا مصلحة للرئيس سعد الحريري في عدم التحرك بعد أن التزم بالمبادرة الفرنسية، وأخذ على عاتقه تبنيها والسير فيها لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي، وقالت بأنه يدرك ما يترتب عليه من مسئولية؛ لأن بقاءه مكتوف اليدين سينعكس عليه سلبًا، ولا مفر أمامه إلا بتسهيل تشكيل الحكومة.ولفتت المصادر إلى أن الحريري ليس في وارد الوصول كطرف في المحاولات الجارية لتطييف الخلاف حول تشكيل الحكومة، أو الانجرار إلى السجالات التي يراد منها تظهيره على أنه خلاف بين المسلمين والمسيحيين، وبالتالي لن يقدم خدمة مجانية للذين يحاولون نصب الكمائن السياسية لإيقاعه في فخ التجاذبات الطائفية.
ورأت المصادر نفسها أن لا بد من عودة التشاور بين سعد الحريري وميشيل عون لاختبار مدى استعداد الأخير للالتزام بالمبادرة الفرنسية من جهة، ولاكتشاف ما يشيعه بأن الحريري يود مصادرة التمثيل المسيحي، وقالت إن الرئيس المكلف تجنب الدخول في سجال مع رئيس الجمهورية اللبنانية على خلفية القرارات التي اتخذها مجلس الدفاع الأعلى، مع أنه توافق وفؤاد السنيورة الأسبق وتمام سلام رئيسي الوزراء السابقين على مخالفتها للدستور والانقلاب عليه، وعزت سبب إحجامه عن الرد إلى أنه ليس في وارد الدخول كطرف في شحن الأجواء الطائفية، بينما يستعد لاستئناف مشاورات التأليف مع عون.
وإذ كشفت المصادر أن السنيورة وسلام تداولا مع الحريري في ضرورة خفض منسوب التوتر السياسي مع رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، وعدم الانجرار إلى معارك جانبية، أكدت في المقابل أن لا صحة لما يشيعه التيار السياسي المحسوب على عون من أن الحريري لا يحبذ التسريع في تشكيل الحكومة، وبالتالي فهو يتريث إلى ما بعد تسلم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن مهامه الدستورية في 20 يناير المقبل.وقالت إنه مع تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد؛ لأن عامل الوقت ليس لمصلحة تفويت الفرص لإنقاذ البلد، ورأت بأنه ليس مع ترحيل البحث في مشاورات التأليف إلى ما بعد مجيء ماكرون في زيارة ثالثة للبنان منذ الانفجار الذي استهدف مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي
قد يهمك
الرئيس اللبناني ميشال عون يُكلّف سعد الحريري بتأليف حكومةٍ جديدةٍ