تبرّأ الأمين العام لفيدرالية عمال البريد والمواصلات، سالم عمران، من النداءات الموجّهة لعمال البريد لخوض إضراب عن العمل وشل مكاتب ومراكز البريد والشبابيك عبر كافة ولايات الوطن، وقال إن الإضراب الذي دخل فيه العمال بداية من أول أيام رمضان كان عفويا، استجاب فيه هؤلاء لنداءات مجهولة عبر الفايسبوك، استغلت حالة القلق التي كان يعيشها العمال جراء عدم الاستجابة لمطالبهم المتكرّرة منذ 4 سنوات.

وقال سالم عمران، في تصريح لـ”الشروق”: “مطالب العمال مشروعة، ولكن اختيار توقيت الإضراب مع بداية رمضان لم يكن موفّقا”، مضيفا “لم نكن وراء الإضراب ولم نختر موعده ونحن ضد شل مراكز البريد في هذه الفترة بالذات، فالكثير من الأسر والعمال يسعون لسحب رواتبهم ومعاشاتهم عبر البريد ليصدموا بإضراب عن العمل للموظفين، وتبقى أموالهم رهينة مراكز وشبابيك البريد”.

وشدد الأمين العام لفيدرالية عمال البريد والمواصلات أن بداية الإضراب كانت في اليوم الأول استجابة لنداءات مجهولة عبر الفايسبوك دعت العمال للاحتجاج، حيث مس الإضراب في الساعات الأولى، والذي خاضه العمال بشكل عفوي استجابة لنداءات الفايسبوك والتي حملت طابع التحريض، بولايات الجزائر العاصمة وبجاية وتيزي وزو لينتقل بشكل تدريجي بعد ذلك إلى عدد من ولايات الوطن، إلا أنه شدّد على أن الاحتجاج لم يكن بسوء نية من العمال وإنما كان نتيجة الضغط الذي تعرّضوا له، جراء عدم الاستجابة لمطالبهم، منها الإفراج عن منحة المردودية الجماعية والفردية والمنح الأخرى والاستفادة من يوم السبت كعطلة أسبوعية مدفوعة الأجر، معتبرا أن هذه المطالب مشروعة، ومعقولة.

وأوضح المتحدث أن نقابة البريد غير معنية بالإضراب ولا بالمفاوضات التي تمت مباشرتها قبل يومين، من طرف الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين سليم لباطشا الذي قال إنه سيمثل عمال البريد المنضوين تحت لواء الإتحاد العام للعمال الجزائريين، ويرتقب بداية عودة العمال للمكاتب والمراكز والشبابيك بداية من اليوم، في حين أشار إلى أن المفاوضات لا تزال مستمرة ولم يتم الكشف عن أي نتائج بشأنها لحد الساعة، مضيفا “لباطشة أحسن من سيمثل العمال ولدينا ثقة في قدرته على الدفاع عن مصالحهم”.

هذا وأكد بيان لمؤسسة بريد الجزائر صادر الخميس أن العمال المضربين مطالبون بـ”الالتحاق الفوري” بمناصبهم، مشيرا إلى أن المؤسسة ستلجأ إلى التطبيق “الصارم” للإجراءات المنصوص عليها في الأحكام القانونية بما فيها “الفصل”، مذكرة أن محكمة الدار البيضاء قد أصدرت يوم الثلاثاء حكما استعجاليا يقضي بعدم شرعية الإضراب.

وأضافت إدارة بريد الجزائر في ذات البيان أن هذا الإضراب “حرم المواطنين من سحب أجورهم ومعاشاتهم للتكفل بقوت أسرهم ومستلزماتهم مطلع شهر رمضان الفضيل، الأمر الذي يتنافى مع كل القيم والأخلاق الأصيلة لشعبنا الأبي”، كما أردف البيان: “تعلم مؤسسة بريد الجزائر أنه في حالة عدم الالتحاق الفوري للعمال المتوقفين عن العمل، سيتم التطبيق الصارم للإجراءات المنصوص عليها في الأحكام القانونية والتنظيمية الجاري العمل بها، بما فيها الفصل دون مدة إخطار ولا تعويضات”.

قد يهمك ايضاً

حركة البناء الجزائرية تدعو لفتح قنوات الحوار مع عمال البريد المحتجين

"بريد الجزائر"فتح أبواب مراكز البريد إستثنائيا اليوم الجمعة عبر كامل التراب الوطني