الجزائر

لا يزال مشكل المراحيض العمومية يطرح بشدة بمختلف بلديات عاصمة البلاد، فبالإضافة إلى قضية الغياب والندرة المسجلة هنا وهناك يظل مشكل الغلق الذي رافق العديد من المشاريع المترامية على بعض جوانب المواقع مطروحا أيضا نظرا للاختيار غير الصائب لمواقع استقبالها ما يجعلها مهملة تارة وغير معنية بالدور الذي أنشئت لأجله تارة أخرى مقابل عدم الاهتمام بهذه المرافق التي تعد أكثر من ضرورة حفاظا على بيئة نظيفة بعيدا عن المشاهد المقززة والروائح الكريهة التي تسد الأنفاس، بعد تحويل أركان وزوايا الطرقات والأحياء إلى فضاء للتخلص من الفضلات البيولوجية.

يعود مشكل المراحيض العمومية ليطرح من جديد في العاصمة تزامنا وفصل الصيف الذي هو على الأبواب، فضلا عن النقص المسجل بمختلف البلديات، لاسيما الساحلية منها التي يجد زوارها أنفسهم في مأزق حقيقي في حالة من يريد قضاء حاجته البيولوجية، فلا يجد مخرجا له أو لأحد أبنائه سوى الشارع والهواء الطلق، كما هو الحال ببرج الكيفان، زرالدة، اسطاوالي عين طاية وغيرها، حيث تحولت أركان وزوايا الطرقات والشوارع إلى ملجأ لقضاء الحوائج في وقت يلجأ البعض الآخر إلى قارورات الماء كبديل أين يتم التخلص منها بشكل اعتباطي في الطبيعة، ما قد يساهم في انتشار الأمراض والأوبئة.

مشكل دراسة واختيار مواقع مشاريع المراحيض يطرح بشدة، حيث تشير الكثير من الشهادات أن مكان تواجدها غير ملائم فلا هي موجودة للصالح العام ولا هي مستغلة مثل ما هو موجود بالدويرة وبراقي وجسر قسنطينة، ليبقى السؤال المطروح كيف لمشاريع تلتهم الملايين لا يتم مرافقتها بدراسة استبيانية لاختيار أحسن المواقع؟ ولماذا يتم اللجوء إلى غلقها وعدم الاستفادة منها رغم تسجيل المشروع وصرف أمواله؟ أما أهم نقطة والتي تثير الكثير من الجدل وهي انقطاع المياه وغيابها في الكثير من دورات المياه رغم الحاجة الملحة لهذه المادة الحيوية التي لا تتطلب انقطاع أو ضرورة ربط المراحيض بخزانات مائية يتم ملؤها كلما انخفض منسوبها.

مراحيض القبة التي انصب اختيارها بوسط المدينة غير بعيد عن الملعب البلدي، تكون الجهات المعنية قد نجحت إلى حد بعيد في اختيار المكان، حيث يتناوب أشخاص على خدمة المرفق من خلال الإشراف على النظافة الدورية بعد استقبال المواطنين غير أن الملاحظ أنها تفقد لخزان مائي ما يجعل القائمين عليه ملء خزانات ودلاء بلاستيكية تجنبا لأي انقطاعات.

أما وسط العاصمة الذي يستقبل الزوار من كل حدب وصوب، فيتطلب موقعها تنصيب مراحيض عمومية في زوايا مختلفة لامتصاص الطلب الكبير عليها، وبالتالي حفاظا على نظافة المنطقة التي تعتبر مرآة تعكس صورة البلد.

إلى ذلك، تعالت العديد من الأصوات إلى ضرورة إنشاء مؤسسات عمومية تابعة للولاية، ترتكز مهمتها الإشراف على انجاز المراحيض العمومية مع اختيار المواقع المناسبة لها والسهر على متابعة نقائصها وتنظيفها مقابل الأموال التي تجنيها مقابل الخدمة على أن تكون من النوع الجاهز يتم تحويلها وحملها وحتى التخلص منها في حالة انتهاء مدة صلاحياتها أو تسجيل بها أعطاب.

قد يهمك ايضاً

الجيش الجزائري يطور الوحش الروسي دبابات “تي 72 “

رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق شنقريحة يعلن عن أحباط كافة الهجمات السيبريانية ضد الجزائر