المنتخب الجزائري

مع حلول الخامس من شهر شباط/ فبراير القادم، يكون النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قد بلغ سن الرابعة والثلاثين، وكان النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي قد طرق باب عمره الثاني والثلاثين في الرابع والعشرين من شهر جوان الماضي، ما يعني أن الظاهرتين في عالم الكرة، قد بلغا سن الخريف الكروي.

وواضح من خلال الأداء المقدم منهما بأن عامل السن بدأ يؤثر عليهما، والتكهن بوجودهما أو وجود أحدهما في مونديال قطر 2022 الذي سيلعب في شهر ديسمبر يعني بأن رونالدو سيكون قد قارب حينها سن الـ 37 ويكون ميسي قد تجاوز سن الخامسة والثلاثين، وواضح بأن الحلم في مشاهدة رونالدو أو ميسي بنفس الوهج ضعيف جدا، لأن كل مشاهير الكرة في العالم اعتزلوا اللعب على المستوى العالي دون هذا العمر.

والمتابع لكريستيانو رونالدو هذا الموسم يلاحظ بأنه صار يختار المباريات التي يبرز فيها لأن عُمره لم يعد يسمح له بأن يكون في كامل قوته طوال الموسم وفي كل المباريات من دون استثناء، كما كان عليه الحال عندما كان ينشط بألوان مانشستر يونايتد وريال مدريد، كما صار أداء ميسي متذبذبا بين الروعة والعادي، والدليل على ذلك حالته في الكلاسيكو الأخير، حيث كان خارج الإطار، وهو الذي كان لوحده يرعب النادي الملكي بألعابه وبأهدافه، ومشاهدة ميسي المعروف الذي يحرث الملعب طوال التسعين دقيقة وفي كل مباريات الموسم لن يكون مستقبلا والسبب هو عامل السن.

أنصار المنتخب الجزائري هم أيضا قلقون على ركائز الخضر، فسفيان فيغولي بلغ اليوم الخميس السادس والعشرين ديسمبر سن الثلاثين، ولو تأهل الخضر لنهائيات كأس العالم سيكون فيغولي قد قارب الثالثة والثلاثين من العمر، وبالنسبة لأحد أهم ركائز المنتخب الجزائري يكون قد تقدّم في السن، وحتى رياض محرز سيبلغ في الواحد والعشرين من شهر فيفري القادم التاسعة والعشرين من العمر، وبالنظر إلى هيئته الفيزيولوجية فإن عُمره يؤثر على أداء رياض محرز مع مرور السنوات، لأن رياض في أيام مباريات كأس العالم في قطر يكون قد قارب الثانية والثلاثين أي نفس سن ميسي حاليا.

المشكلة الكبرى تكمن في تقدّم الحارس رايس مبولحي في السن، حيث سيكون في الربيع القادم، أي في الخامس والعشرين من أفريل من سنة 2020 في الرابعة والثلاثين ولكنه في سنة المونديال يكون قد قارب السابعة والثلاثين.

ومن المستبعد أن يصمد عدلان قديورة أمام السن المتقدمة في زمن مونديال قطر، إضافة إلى جمال بلعمري، الذي سيشفع له كونه لم يلعب أي مونديال في حياته، وهو ما يجعله أكثر إصرارا على أن يكون في كامل قوته البدنية والفنية في آخر طلقة كروية في حياته.

تضييع مونديال روسيا الأخير، أضاع على نجوم الخضر فرصة من ذهب، إضافة إلى عمر وردي في حياة لاعبي الكرة، وهو ما سيقدمهم في صورة مسنّة في موعد قطر 2022، لكن ما يُطيّب الخاطر، هو أن لاعب الكرة يعطي كل قوته إذا تعلق الأمر بآخر موعد كبير يلعبه، لأنه يدرك بأن الفرصة لن تتكرر معه، ومن هؤلاء اللاعبين عيسى ماندي وجمال بلعمري وسفيان فيغولي ورايس مبولحي وبراهيمي وبونجاح وبلايلي ومحرز، بينما مازالت الفرصة للعب مونديال آخر بعد قطر مواتية ليوسف عطال ورامي بن سبعيني وإسماعيل بن ناصر وآدم وناس.

مفاجآت جمال بلماضي واللاعبين الذين يقدمهم بين الحين والآخر، وشحنه للاعبين قادر على أن يمنح الطمأنينة في قلب المناصرين، وفي البال المستوى الرائع بدنيا الذي ظهر به عدلان قديورة في مباريات كأس أمم إفريقيا في أجواء حارة جدا في قلب مصر في شهر الحرارة القياسية جويلية.

ويأمل جمال بلماضي في تقديم كوكتيل من اللاعبين الشباب وأصحاب الخبرة، ويبدأ معهم التصفيات، بداية من شهر مارس القادم، ويواصل معهم لأكثر من سنتين إلى غاية بلوغ مونديال قطر، فيضمن الانسجام الكامل واللعب بمجموعة أشبه بالعائلة فيعوض جهد الشاب اللاعب تراجع الكبير، وتعوّض الإرادة والعمل الجاد التقدم في السن، لأن منتخبات كبيرة فازت بكأس العالم وكان لاعبوها في عُمر متقدم، كما حدث مع ألمانيا الغربية في دورة 1974، وإيطاليا في دورة 1982، والتاريخ يذكر اسم الفائز بكأس العالم، ولا أحد يسأل بعد ذلك عن أعمار لاعبيه.

قد يهمك ايضايوسف عطال ضمن تشكيلة نصف الموسم من الدوري الفرنسي

يختتم 2019 برقم مميز ويتفوق على أصحاب الإختصاص نايمار ومبابي