رقصة الدرست

تعتبر رقصة "أحواش" من الرقصات المغربية التقليدية التي تخص المنطقة الجنوبية في المغرب لاسيما الأطلس الصغير والكبير حيث تعرف هذه المناطق بمكانتها الأمازيغية والبربرية المغربية.
وتعد من التراث المغربي الأصيل وجذر من جذور الثقافة المغربية التي تدخل ضمن قائمة الموروث الشعبي المغربي وهي تختلف من منطقة إلى أخرى وتتنوع حسب تنوع ثقافة كل منطقة وثقافة سكانها، كما أنها نمط من أنماط تعامل الإنسان مع بيئته التي تربى فيها وترعرع وعاش مع الأجداد والآباء والأولاد والأحفاد، إذ إن هذا الموروث الشعبي والثقافي يسعى كل مغربي من هذه المناطق إلى توريثه للأجيال القادمة من أجل المحافظة عليه والسعي إلى التعريف به في مختلف المناسبات.
وتشهد منطقة إقليم الحوز، تنوع هذه الرقصات الشعبية التي تسمى "أحواش" والتي يتقنها في المنطقة الرجال والنساء والأطفال ولا يمكن الاستغناء عنها في أي مناسبة كانت حتى في الأنشطة السياحية التي ينظمها سكان المنطقة لاستقبال الوفود وتجد أن رقصة "أحواش" مصاحبة لكل الأفراد في كل الأماكن والأزمان، لاسيما عندما تكثر الحركة في فصل الصيف وتتعدد الأنشطة الثقافية كالمهرجانات والمناسبة الشعبية فلا تجد الفرق البربرية إلا وهي جاهزة بلباسها البربري وحليها وإكسسواراتها المتنوعة والمميزة وألوانها الراقية المشعة للمشاركة في مختلف هذه الأنشطة والمناسبات والتعبير عن ثقافتها  والتعريف بمنطقتها وحركات رقصاتها وأهازيجها المميزة التي يعلو صيتها إلى الجبال الشامخة في المنطقة والتي تخلق نوعًا من الاختلاف وتجعل زائر المنطقة يتشبث أكثر بهذه الثقافة الغنية والمتنوعة.
وتتنوع رقصة "أحواش" من منطقة إلى أخرى فهناك رقصة "أحواش الدرست " الأكثر شهرة في المغرب والتي تتميز بها منطقة الحوز ومجموعة من المناطق المغربية البربرية وهي تعني الصف المتراص في بعض المناطق فيما تعني في مناطق أخرى النشاط والحيوية . هذا النوع من أحواش "الدرست"  يؤديه الرجال فقط ، حيث يجمع فيه بين الكلمة أو كما يطلق عليها بالأمازيغية " تنظامت"  والحركة والنغمة  والآلات، أو أحواش، حيث تصطف الفرقة  في صف واحد ويطلق عليهم " أمحوشن " أو " إمهضرن " نسبة إلى الهضرة أي الفرجة، يختار لها مكان واسع يسمى" أسايس" وغالبًا ما يكون اللباس موحدًا وهو عبارة عن  الجلباب أو التشمير، إدوكان، الكميت، الرزة، ويترأس الفرقة مقدم يسمى " أمسيس"، ويتولى توزيع الكلمات والرقصات انطلاقًا من إشارات تتفق عليها الفرقة قبل تقديم العرض .
كما ان أحواش لا يتعلق بالرجال فقط بل حتى النساء إذ تجد بعض المناطق في المغرب تقدم رقصة أحواش بحضور النساء حيث تكون الفرقة متكونة من رجال ونساء يصطفون ويغنون ويرقصون يرتدون لباسهم التقليدي البربري وحليهم المزخرفة المصنوعة من الفضة وتجدهم يعبرون عن فرحتهم وعشقهم لهذه الرقصة التي يتقنونها بتلك الأصوات البربرية التي تصيح في العلالي لتعطي تلك الصورة التقليدية والثقافية المتنوعة وبتلك الحركات الصعبة التي تنطلق بحركات دائرية للأكتاف والأيادي والأرجل في تناغم موسيقي مميز مع الآلات البربرية، لا يمكن أن يتقنه إلا المحترف والمتمكن من أداء هذه الرقصة الصعبة التي يتشبع بها سكان المناطق الجنوبية منذ نعومة أظافرهم باعتبارها رقصة تراثية تتميز بها كل منطقة على حدة، فضلًا عن كونها نوعًا من الثقافة المغربية التي تغني التراث الشعبي المميز والمتنوع .