العرب اليوم

شهد اتحاد الإذاعيين والتلفزيونين، ضمن أنشطة نادي السينما والناس، عرضًا للفيلم الروائي الطويل "سر القوارير"، إلى المخرج علي حنون، وهو أحد الأفلام التي أنتجتها دائرة السينما والمسرح ضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013.
الفيلم الروائي الطويل سر القوارير ومدته نحو ساعتين و20 دقيقة، من تأليف وسيناريو وحوار القاص عبد الستار البيضاني، وإخراج الدكتور علي حنون، وأداء مجموعة من الفنانين منهم: آلاء حسين، ومازن محمد مصطفى، والدكتور فاضل خليل، وسامي قفطان، وآسيا كمال، وأمير البصري، وآخرون.

وقال المخرج: "قصة الفيلم حدثت بمنتصف القرن الماضي في أجواء ريفية بطلتها امرأة تملك من الحكمة الكثير في إدارة المجتمع، والفيلم الذي استغرق تصويره مدة خمسة وأربعين يوماً، تدور أحداثه الافتراضية في قرية البدور، إبان خمسينيات القرن الماضي، يحكي قصة الفتاة القروية "مناهل" وجسَّد دورها الفنانة آلاء حسين، التي تتصف بالجمال وقوة الشكيمة وحسن التدبير، وتدير شؤون أسرتها الصغيرة بحكمة وتروٍ، فهي تحنو على أخيها الصغير "سالم" وجسَّد الدور الفنان أمير البصري، بعد وفاة أمهما، وتساعد أباها المتردد، فيتزوج الأب، ينتفض سالم الذي يجد في هذا الزواج خيانة لأمه، يعود إلى قريته ثائراً ويهدّد بحرق بيت الزوجية، تقف مناهل بقوة إلى جانب أبيها وزوجته، بتدخل شيخ القرية الفنان سامي فقطان، الذي يعاقب سالم بتغطيسه في ماء النهر البارد ليلة كاملة، يترك سالم الدراسة ويتخذه الشيخ كاتبًا لحساباته.

ويقول النقاد إنّ المخرج اعتمد على مبنى سردي دائري، إذ تبدأ الأحداث من قتل سالم مغدورًا، وإلقاء جثته في ماء النهر، ثم عودة مناهل إلى ديارها، في صحبة كاتم أسرار أبو هاشم، لتنكص في أعماق ذاكرتها، مستعرضة مقتل شاكر وهروبها المضني إلى مضارب قرية المعب، وادعت أنها طوّاشة، وصعد نجم أخيها بعد اعتماد الشيخ عليه في بيع المحاصيل بعيدًا عن جشع الوسطاء، ثم مقتله بطريقة تراجيدية.

وأشاروا إلى إنّ المشاهد كانت مرسومة بشكل صحيح، من ناحية السيناريو والبناء الدرامي الذي كان متماسكًا/ خاصةً في تناوله حكاية اجتماعية وظفت أحداثها بشكل درامي ناجح مما أفرز فيلمًا يستحق المتابعة ويكون صالحًا للعرض جماهيريًا، مؤكدين، إنّ الدكتور  علي حنون مخرج تسلح بمهارته والسيناريو المحبوك بدراية ورؤية عالية لعبد الستار البيضاني، والاختيار الصحيح للبيئة والممثلين المحترفين الذين أجادوا إيصال الفكرة، جميعها أسهموا بصناعة صحيحة إلى الفيلم السينمائي.

وكانت موسيقى الفيلم متوافقة مع الحدث قدمها المؤلف الموسيقي الدكتور دريد فاضل الخفاجي والذي قال: "عندما تسند مهمة وضع الموسيقى التصويرية لي؛ فأنني أدخل مع المخرج ورشة عمل لفهم طبيعة الفيلم والإمساك بذوقه، من خلال نقاشات، بغية الوصول إلى مشتركات ذوقية أضفي عليها رؤيتي الشخصية، التي تغني المشاهد وتخدم المادة، وفي فيلم سرّ القوارير التجربة كانت كبيرة مع المخرج علي حنون".