مهرجان "أفلام السعودية

طويت السجادة الحمراء التي مدتها جمعية الثقافة والفنون في الدمام على مدار خمسة أيام، أقيم فيها مهرجان «أفلام السعودية»، فيما تقاسم تسعة مخرجين وثلاث مخرجات جوائز المهرجان عن أفلام سينمائية قدموها وشاهدها 7500 شخص، ما يعكس حال «العطش» الذي انتاب جمهور المهرجان، الذي أسدل الستار على فعالياته ليل أول من أمس (الثلثاء)، محققاً نجاحاً لافتاً في استقطاب أسماء ذات ثقل في عوالم الإبداع والنقد والأدب من مختلف دول الخليج العربي.

قد تبدو «تيمة» «صناعة السينما» التي اتكأ عليها مدير المهرجان أحمد الملا «غريبة»، بل «مستهجنة» في بلد لا يحوي قاعات سينما، لكن الملا – كما رفاقه في إدارة المهرجان، الذي قدم هذا العام نسخته الثانية – يحلمون، وهو حق لهم. كما كان حقاً لـ61 فيلماً أن تحلم بنخلة ذهبية أو فضية، أو على الأقل برونزية يحملها «صانع الفيلم» أمام جمهور المهرجان، الذي غص به المبنى المستأجر للجمعية، الواقع على بعد أمتار من حراج الدمام.

بيد أن 12 فيلماً فقط حولت الحلم إلى واقع، وتقاسمت النخيل بفئاتها الثلاث. وأعلنت لجنة التحكيم أسماء الفائزين في فرع السيناريو، فكانت النخلة البرونزية للفيلم «صالح» لحسين علي المطلق، والفضية لـ«رياض» لمالك صفير (مُبتعث في أميركا)، والذهبية لـ«نذر» لعباس الحايك. وعلى صعيد جوائز «أفلام الطلبة»، كانت البرونزية لفيلم «دورة عنف» للمخرجة نورة الفريخ، والفضية لـ«ليس هكذا» لأسامة الصالح (مُبتعث)، والذهبية لـ«ضائعون» لمحمد الفرج. وتقاسم جوائز «الأفلام الوثائقية»، «البسطة» لمحمد الحمادي (البرونزية)، و«حمال» لمحمد شاهين (الفضية)، وذهبت الذهبية لـ«الزواج الكبير» لفيصل العتيبي.

وتوزعت جوائز «الأفلام الروائية» على مهنا عبدالله عن «نملة آدم» (البرونزية)، وشهد أمين عن «حورية وعين» (الفضية)، وهناء العمير عن «شكوى» (الذهبية). وتبلغ جوائز المهرجان 180 ألف ريال، وتمنح للفائزين على هيئة منح مالية لتنفيذ مشاريعهم المقبلة. وبخليط من العاطفة والأمل، قال مدير المهرجان أحمد الملا للجمهور: «نحبكم.. ونعدكم بدورة ثالثة».


وأضاف: «أن هذا النجاح بفضل العمل المتواصل والحماسة التي أشعلت الإصرار عليه، إضافة لما تقوم به جمعية الثقافة والفنون من الرعاية لمجالاتها كافة، ومنها صناعة الأفلام»، لافتاً إلى نيتها إشهار موقعها الإلكتروني «مجتمع الأفلام السعودية» قريباً، موضحاً أنه سيكون «منصة تعبر عنا جميعاً».

وذكر الملا أن «الحماسة التي تدفقت في حديث مدربي الورش، وهم يصفون المتدربين والمتدربات، وما أنتجوه من تطبيقات خلال ساعات التدريبات المكثفة، واللمعة التي لمحناها في أعين أعضاء لجان التحكيم وهم يتبادلون الإعجاب والدهشة سراً حول الأفلام المشاركة، إضافة إلى الروح المفعمة بالحيوية والبحث عن المعرفة التي تجلت في الحوارات والنقاشات الليلية من طرف صناع الأفلام مع الشخصيات المستضافة من المبدعين الكبار والنقاد والأدباء من مختلف دول الخليج، وهذا ما جعلنا نشاهد حضوراً جميلاً شد من أزرنا على مدار عروض المهرجان بما يزيد على 1500 مشاهد يومياًَ». وأشار إلى «روح التفاني والعطاء» من جانب 400 متطوع ومتطوعة من مختلف مدن الوطن، حتى إن بعض من تم اختيارهم جاء من مدينة الطائف، حباً وتطوعاً في المشاركة.

واختار المخرجون المشاركون أصغرهم سناً محمد الهليل ليلقي كلمتهم التي قال فيها: «نرى لنتعلم، نتطلع لأن نعمل بتكاتف، لتعزيز ثقافة صناعة الأفلام، كفنٍ بالمجتمع السعودي، بمختلف فئاته العمرية، خصوصاً الشباب، كونهم الشريحة الأهم في المجتمع، ومحور الحراك الفكري والثقافي، للتو بدأنا، وأمامنا الكثير، فمثل هذه المهرجانات هي التي تقوم بتطوير صناعة الأفلام، وتحمسنا للاستمرار، يمكن أن أقول، لن أجد فناً أجدى لي، أن أسير بين سطورِه بشكل حثيث، كي أخدم الوطن، وشعب هذا الوطن، بأفضل ما لدي، إن مشاركة كهذه هي مقدمة لرد الجميل لبيتنا الكبير الذي يحوينا ويقينا، ومعادن الأفراد في ميادين الحياة، تتفرع منهم صفات على المصاعد الإنسانية والاجتماعية والثقافية والعلمية والعملية: الصدق، الإخلاص، العطاء، التفاني، الإنجاز والقيادة».

وطاول التكريم لجان تحكيم الأفلام، المكونة من: عبدالله آل عياف والدكتور عبدالله الحبيب وبسام الذاودي، بجانب لجنة السيناريو، عهد كامل، ومحمد حسن أحمد وفريد رمضان، والمشاركين في الورش التدريبية التي قدمها السيناريست محمد حسن أحمد (ورشة كتابة السيناريو)، والمؤلف الموسيقي أحمد حداد (موسيقى الفيلم)، والمخرج مالك نجار (الإخراج).