ندوة التضامن مع التراث وحماية التنوع الثقافي

دعا وزير الثقافة العراقي، الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو لحماية التراث والتنوع الثقافي في العراق، لافتًا إلى التهديدات التي تواجه تاريخ بلاد الرافدين.
وأوضح وزير الثقافة العراقية فرياد رواندزي، في ندوة التضامن مع التراث وحماية التنوع الثقافي في العراق من التهديدات التي أقامتها وزارة الثقافة بالتعاون مع مكتب منظمة اليونسكو في مدينة أربيل، أنه على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها وبالأخص اليونسكو حماية التراث والتنوع الثقافي في العراق، مشيرًا إلى الابتعاد عن الأسلوب الكلاسيكي والنمطي في معالجة هذه الأمور.

وأضاف رواندوزي، أن إيجاد حلول عملية لمسألة التراث العراقي من قبل الأمم المتحدة انطلاقًا من دورها المسؤول في الحالات التي تكون فيها الأقليات وأشكال التعبير الثقافي معرضة لتهديد الخطر والاندثار.
وتابع رواندزي "أنّ التنوع الثقافي يستمد معينه من تجارب وإسهامات جميع البلدان والثقافات والشعوب، فهو يعزز القيم الإنسانية ويقيم أرضية مشتركة حيث لا يمكن لأي ثقافة أن تدعي الفضل على سائر الثقافات.

وأوضح "إنّ أحدَ أهم التحديات التي تواجه مجتمعاتنا اليوم ينبع من التوتر الناجم عن الإساءة إلى ثقافة الآخر أو هويته أو التعرض لهما، لذا بات من الحتمي أن ندرك جملة أمور ونشجع عليها، معللًا تلك الأمور بأن "ندرك أن التنوع والتعبير الثقافي يشكل تراثًا مشتركًا للبشرية، وأنه ينبغي إعزازه والمحافظة عليه لفائدة الجميع، وأنه يزدهر في رحاب الديمقراطية والتسامح والعدالة الاجتماعية والاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات".
 وأكد وزير الثقافة العراقي، "إن التنوع الثقافي هو التراث المشترك للإنسانية وينبغي التأكيد عليه لصالح أجيال الحاضر والمستقبل".

وحمّــل رواندوزي، المجتمــع الــدولي مســؤولية موازيــة لتشــجيع ومســاعدة الـعراق علــى الوفــاء بمسـؤولياته تجـاه شعبه، ومساعدته بوضع برامج وخطط تساعده على بنـاء مجتمعـات تقبـل التنـوع وتقدره وتتعايش داخله وتترفع عن كلّ أشكال العنصرية والتحريض على العنف وعدم التسامح، والكره العنصري والديني والمذهبي.
ويرى رواندوزي، أنه لا بد من التعايش السلمي والاجتماعي والابتعاد عن كل أشكال العنف والتهديد ومضايقة الأقليات القومية والدينية والاجتماعية، وعن أهمية دور وسائل الإعلام في ازدهار التعبير الثقافي قال: "وهنا لا يمكن أن نتجاهل دور وسائل الإعلام في ازدهار التعبير الثقافي داخل المجتمعات وفي مد الجسور بين الشعوب والتعريف بها وبتاريخها بما يعزز التفاهم بين الثقافات على نحو أفضل.

وأكمل أن وسائل الإعلام تمتلك القدرة على تيسير هذا الحوار بين الثقافات، فمن خلال التصدي للمواقف السائدة والمزاعم فيما يتعلق بـ"الآخرين"، يمكن لوسائل الإعلام أن تتجاوز التصورات النمطية الموروثة، وتبدد الجهل الذي يغذي سوء الظن بالآخرين وينمي الحذر منهم، ومن ثّمَ تعزيز روح التسامح والقبول بالاختلاف بحيث يصبح التنوع فضيلة وفرصة للتفاهم".
وطالب وزير الثقافة فرياد رواندزي المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ومنها منظمة الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها كاليونسكو بجملة أمور منها: "تطبيق القوانين والإجراءات الخاصة لحماية الأقليات وتراثهم الثقافي.

وبيّن وزير الثقافة أن العراق بمفرده لا يستطيع حماية الأقليات وثقافاتهم من المتطرفين على العراق وشعبه وحضارته".
 ودعا "لوضع سياسات وآليات لمنع التحريض ضد الشعوب وثقافاتها، وحماية الشـعوب من الطرق التي تؤدي إلى التنافر الثقافي والتهجير القسري وتدمير التراث المادي وغير المادي".
وشدد على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي بجدية على تجفيف منابع تمويل الإرهاب ومصادره المالية، من دون السيطرة على مصادر تمويله يبقى هذا الأمر يشكّل خطورة بالغة، وتبقى هذه المؤتمرات والتوصيات حبر على ورق.

كما وجّه رواندزي بالعمل على تعديل المناهج التعليمية التي تغذي الجيل الجديد بالفكر الإرهابي والتنافر بين الجماعات المتنوعة، وتقصي الآخر وتحاول أن تلغيه، وإعادة النظر في الكثير من الكتب العقائدية التي تبث هذا الفكر المنحرف والمتطرف والمتعصب.