أحد البيوت الأثريّة في قطاع غزّة

أكّدت وزارة السياحة والآثار في غزة أنَّ هناك خطرًا حقيقيًا يهدد البيوت الأثرية في القطاع، مع حلول فصل الشتاء، وما يحمله معه من أمطار ورياح عاصفة، لاسيما بعد تعرض هذه البيوت للعديد من الأضرار الجسيمة، جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، التي أضرت بصورة كبيرة في أساسات هذه البيوت وجدرانها الأثرية. وأكّد مدير عام الإدارة العامة للآثار والتراث في الوزارة جمال أبو ريدة أنَّ "هناك أكثر من 40 بيتًا أثريًا في مدينة غزة أصيب بالعديد من الأضرار المتفاوتة، جراء الاستهداف المباشر وغير المباشر، مما يجعلها آيلة للسقوط بفعل العوامل الجوية".

وبيّن أبو ريدة أنَّ "البنية المعمارية لهذه البيوت ضعيفة في الأصل، نظرًا لاستخدام المواد البدائية في بنائها وتعرضها لعوامل الهدم والتعرية مع مرور السنين، فضلاً عن عدم ترميمها منذ أعوام، بسبب عدم سماح الاحتلال بدخول مواد الترميم والمعدات اللازمة لعمليات الترميم".

وناشد أبو ريدة الجهات والقطاعات المسؤولة والمعنية بالأثار والتراث كافة إلى التدخل العاجل، والوقوف عند مسؤولياتها، لإنقاذ ما تبقى من هذه البيوت الأثرية، وضمان بقائها، كونها تمثل سجلاً حضاريًا يحفظ تاريخ الشعب الفلسطيني وتراثه.

وطالب منظمة الـ"يونسكو" بالتدخل العاجل والضغط على الاحتلال لإدخال مواد الترميم اللازمة، إضافة إلى إرسال الخبراء الأثريين للمشاركة في ترميم وتأهيل تلك المباني الأثرية.

في سياق متصل، نظمت وزارة السياحة والآثار معرضًا تضمن مجموعة من الآثار التاريخية المتنوعة، في إطار معرض التراث الفلسطيني، الذي تقيمه جمعية الثقافة والفنون والتراث الشعبي، في قاعة فندق فلسطين، لمدة ثلاثة أيام متتالية، تحت شعار "نصرة التراث والهوية".

وافتتح المعرض بحضور لافت من الشخصيات المختلفة، ومجموعة واسعة من المؤسسات والفنانين والفرق الشعبية، حيث ألقى مدير جمعية الثقافة والتراث الشعبي الأستاذ جمال سالم كلمة عن المشاركين، أكّد فيها "أهمية تنظيم مثل هذه المعارض، إذ أنها تبرز الهوية التاريخية الأصيلة للشعب الفلسطيني، وتحافظ على طابعه التراثي".

من جانبه، أشار أبو ريدة إلى أنَّ "المحافظة على التراث والهوية الفلسطينية هي أحد أوجه المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى ليل نهار لطمس هذه الهوية وتزيفها".

وأوضح أبو ريدة أنَّ معرض "نصرة التراث والهوية" يستهدف مختلف شرائح الشعب الفلسطيني، لتوعيته بتاريخه وحضارته، منوهًا إلى أنَّ "المعرض يحتوي على العديد من الفقرات المختلفة، من ندوات تثقيفية ودبكات شعبية وعروض مرئية، فضلاً عن زوايا أخرى للآثار والمطرزات والأدوات التراثية وغيرها".

وشدّد على "أهمية إقامة مثل هذه المعارض التثقيفية لمساهمتها الكبيرة في زيادة الوعي الأثري والحضاري لدى الشعب الفلسطيني بأرضه وتاريخيه العريق"، لافتًا إلى أنَّ اسم المعرض "نصرة التراث والهوية" يحمل دلالات هامة في كونه يقوي ويرسخ الجذور التاريخية للشعب الفلسطيني على هذه الأرض، كما يشير إلى أصالة وهوية تاريخ فلسطين، في ضوء سعي الاحتلال المتواصل إلى محو هذا الإرث التاريخي من عقول الأجيال الفلسطينية، منوهًا إلى أنَّ "زاوية الآثار الفلسطينية تضم عشرات القطع الأثرية الهامة التي تعود لمئات وآلاف السنين، فمنها معروضات أثرية معدنية وعاجية وبرونزية وفخارية، يرجع تاريخها إلى العصر البيزنطي واليوناني والروماني والإسلامي وغيرها".

ودعا المدير العام جميع المواطنين والمؤسسات المختلفة إلى زيارة المعرض، والاطلاع عن قرب على ما يحتويه من مشاهد متنوعة ومميزة، حيث سيستمر المعرض حتى مساء الأربعاء مشيرًا إلى أنه "تم توفير مجموعة من المرشدين لاستقبال الزوار وتقديم شرح مفصل عن كل ما يحتويه المعرض".