كشف النقاب عن واحدة من أكبر اللوحات الفسيفسائية

تعمل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية على وضع مخططات للكشف عن واحدة من أكبر اللوحات الفسيفسائية المحفوظة على مستوى العالم.

وأكدت وزير السياحة والآثار، رٌلى معايعة، أن الوزارة تضع المخططات اللازمة لعمل تغطية لسقف هذه اللوحة الفنية الجميلة، والتي تقع في قصر هشام الأموي في أريحا، بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا".

وأضافت معايعة، خلال بيان من الوزارة تلقت "فلسطين اليوم" نسخة منه: اللوحة المدفونة حاليًا في الرمال والمواد العازلة تعتبر من اللوحات الفسيفسائية الأثرية التي تعود إلى الفترة الأموية، ويتم العمل الآن على إعادة كشفها بعد إقامة سقف وعمل ممرات داخلية خاصة للزوار؛ ليتمكنوا من الاستمتاع بمشاهدتها دون أن يتم لمسها.

وتوقعت معايعة بعد الانتهاء من المشروع ارتفاع عدد السياح الذين يزورون قصر هشام سنويًا وبالتالي تحسن الوضع السياحي في مدينة أريحا.

وأضافت أن هذه اللوحة مكتشفة منذ سنوات طويلة لكن تم تغطيتها بالرمال والمواد العازلة؛ لحمايتها من التأثيرات المناخية إلى أن يتم سقفها، ومعظم الزوار لا يشاهدونها بسبب دفنها تحت الرمال، وأن مشروع تغطية أرضية الفسيفساء عن طريق عمل سقف خاص لها سيأخذ بعين الاعتبار أهمية الموقع والحفاظ على المشهد الثقافي للقصر ومحيطه، وألا يؤثر على القيمة الغنية للموقع بل أن يزيدها ويضاعف من أهمية الموقع بعد هذا الكشف.

ويعرف القصر باسم خربة المفجر، وينسب الموقع للخليفة هشام بن عبدالملك بناء على بعض الكتابات المنقوشة، لكن هناك دلائل على أن خليفته الوليد الثاني هو من قام ببناء هذا القصر الضخم ما بين العام 743 -744 ميلادي، وقد استخدم القصر منتجعًا شتويًا وهدم بفعل زلزال ضرب المنطقة العام 749ميلادي.

ويتكون القصر من المدخل الجنوبي أو البوابة الجنوبية ومن الساحة الرئيسية ونافورة ضخمة وغرف ضيوف وخدمات للقصر والبهو ومبنى الحمام البارد (السرداب) والحمام الكبير ومسجد وغرف للحرس وغيرها.

كان القصر عبارة عن طابقين مع أبراج مستديرة عند الزوايا؛ حيث كان يدخل إلى القصر عن طريق ممر مقبب.

ويؤكد المدير العام للمحافظات الشمالية، إياد حمدان ق.أ، أن أرضية الفسيفساء تقع في الحمام الكبير وتعتبر من أكبر أرضيات الفسيفساء المحفوظة من العصور القديمة، وتبلغ مساحتها نحو 827 متر مربع، وهذه الأرضية تشكل أرضية ما يسمى "الحمام الكبير".

وأضاف أن الأرضية تتكون من 38 سجادة ملونة ومتنوعة الشكل واللون بأشكال هندسية ونباتية في إبداع فني قلّ نظيره، وفي النهاية الشمالية لأرضية فسيفساء الحمام الكبير تصل إلى ما يسمى الديوان، والذي يوجد فيه أشهر وأجمل اللوحات الفسيفسائية في العالم قاطبة وهي شجرة الحياة، وهي رسم رائع لشجرة مرسوم تحتها من الجهة اليسرى غزالين يعيشان في سلام، وإلى الجهة اليمنى تجد رسم أسد يفترس غزالاً، وهذه اللوحة تجسد الحياة بخيرها وشرها وترمز إلى السلام والحرب، وهي المكان الذي كان يستقبل فيه الخليفة كبار ضيوفه.

وتقوم طواقم الوزارة بين فترة وأخرى بفحص هذه الأرضية؛ للوقوف على أيّة تغييرات أو اضرار من أجل متابعتها وإصلاحها بالشكل المناسب.