الأمير خالد الفيصل

حذّر تقرير ثقافي عربي من محاولات تسييس العمل الأهلي وتوظيف قطاعات من منظمات المجتمع المدني في الحقل السياسي وإغفال الناس ومطالبهم الشعبية.

ولفت التقرير، الذي أصدرته الشبكة العربية للمنظمات الأهلية، تحت عنوان "دور المنظمات الأهلية في إثراء الثقافة والفنون والإبداع"، إلى أنَّ هذا التسييس أدى إلى بروز العمل الأهلي كطرف في صراع فكري وسياسي وإغفال مسؤولية هذه المنظمات التطوعية إزاء التنوير الثقافي والإسهام في إرساء قيم ثقافة تدفع تجاه توازني للتعامل مع المتغيرات الجديدة.

وأشار أنَّ مؤسسة الفكر العربي، التي انطلقت بمبادرة من الأمير خالد الفيصل العام 2000، نجحت في ترجمة المسؤولية الثقافية لرأس المال، من خلال إسهامها في النهضة الثقافية العربية على مدى السنوات الماضية، دون ارتباط بالنُظم والأحزاب السياسية والطائفية.

وأشار التقرير إلى أنَّ المؤسسة تهدف إلى الاعتزاز بالقيم والثقافة العربية، من خلال برامج تعني بالمعرفة والدراسات المستقبلية، مشيرًا إلى اعتمادها على أموال موقوفة للمؤسسة مصدرها إسهام أعضاء مجلس الأمناء والأعضاء المشاركين، ومن ضمن أنشطتها منح جوائز سنوية للمبدعين العرب.

ونوّه التقرير بالبرنامج الوطني السعودي للحِرف والصناعات اليدوية؛ لجهوده في توثيق الحرف والصناعات اليدوية المختلفة، من خلال شراكة استراتجية بين الحكومة والقطاع الأهلي سواء في مراحل البحث أو التوثيق والتدريب وتسويق منتجات الأسر.

ولفت التقرير إلى أنَّ الاهتمام بهذا المجال نجح إلى حدٍ كبير في التسويق للمنتجات من خلال المعارض والتعاونيات.

واستعرض التقرير دور الجمعية الفيصلية السعودية، مشيرًا إلى أنها قدمت نموذجًا عربيًا متفردًا في توظيف الفنون من أجل رعاية الآلاف من الأطفال المتوحدين، ونوّه بالاهتمام بتدريب الأمهات والاعتماد على مدرّبات محترفات وتنظيم معارض فنية لعرض إنتاجها المتطوّر الذي يُعد أحد المصادر الرئيسية للدخل.

وخلص التقرير إلى أنَّ المجتمع المدني العربي تحيط به مخاطر تهدد استمراريته وفعّاليته، مشددًا على أهمية إجراء مراجعة نقدية له في ضوء المتغيّرات العالمية والإقليمية، على أنَّ يصاحبها الالتحام بالناس، وتبني أدوار أو وسائل جديدة تدعم عملية التنوير الثقافي وتشجع الفنون والإبداعات.