مهرجان الشارقة السينمائي

شهد مهرجان الشارقة السينمائي تطورًا كبيرًا خلال دورته الثانية؛ حيث خصّص جوائز للأفلام المشاركة، كما يُعد رصيدًا جديدًا ومميزًا ودافعًا لصُناع السينما لتبني قضايا الطفل، وصنع أفلام له، لتكون الجائزة شهادة تقدير من المهرجان لصناع الأفلام، الذين يحملون على عاتقهم تعريف الآخر عن كثب إلى ثقافة واهتمامات شعوبهم من خلال أفلامهم.

وتشهد فعّاليات الدورة الثانية من المهرجان، الخميس، عرض مجموعة متنوعة من الأفلام الـ112 المشاركة من 35 دولة، على أكثر من شاشة، مقدمة وجبة دسمة ومتنوعة من أفلام حول العالم.

وتُنظّم عروض الأفلام في كل من قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات في الشارقة، وصالة عرض " نوفو سينماز " في مركز صحارى في الشارقة على فترتين صباحية ومسائية، وهي موجّهة لثلاث فئات عمرية الأولى من أربع إلى سبع سنوات، والثانية من ثماني إلى ثلاث عشرة سنة، والثالثة من الرابعة عشرة فما فوق.

وتُطلق جوائز مسابقة المهرجان للمرة الأولى هذا العام، توزعت بين 5 فئات، حيث فاز بفئة أفضل فيلم قصير الفيلم البرازيلي "شاحنة والدي" للمخرج موريكو أوساكي، أما أفضل فيلم روائي طويل فكان من نصيب فيلم "بركة الرسم" للمخرج الإيراني مازيار ميري.

في حين حصد فيلم " ظلال من الرمادي " للمخرجة الروسية الكسندرا افريانوفا جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، أما جائزة أفضل فيلم من عمل الأطفال، فذهبت إلى ستوديو أطفال كيدزسام عن الفيلم البلجيكي " مياه في المدينة "، وذهبت جائزة أفضل فيلم وثائقي إلى المخرج ديجو سارمينتوا عن فيلمه "أطفال الأرض".

كما نافس عددٌ كبيرٌ من صناع السينما في فئة أفلام من صنع الأطفال، لتشهد هذه الفئة زخمًا كبيرًا، رغم أنَّ المستهدفين هم الأطفال، حيث استطاعوا ببراءتهم وطفولتهم أنَّ يصوّروا أفلامًا تعبّر عن رؤاهم.

وفاز الفيلم البلجيكي "مياه في المدينة" من إنتاج أطفال من شركة كيدزسكام ستديو لأفلام الرسوم المتحركة بجائزة أفضل فيلم من صناعة الأطفال.

وعن هذا يؤكد ممثل الشركة، يورس، إنَّ المهرجان فرصة لإظهار إبداعات الأطفال، إضافة إلى تعريف الشعوب الأخرى بطبيعة الحياة في الدول الأخرى من خلال أفلامهم، وشارك في أحداث الفيلم 8 أطفال من عُمر 10 إلى 13 سنة وتدور حول حياة المدينة وكيف أنَّ المياه حلقة وصل بين الناس، وأكد فخر الشركة بهذا الإنجاز الذي حقّقه الأطفال، ولأن العمل منهم وإليهم فالرسالة مباشرة، تنقل القيم الإيجابية كالتسامح والصمود وغيرها، وتمنح الطفل المشاهد مجالًا للتفكير والتخيُّل والإبداع.

وكانت جائزة أفضل فيلم روائي طويل من نصيب ديجو سارمينتوا عن فيلمه " أطفال الأرض " لمخرجه ديغو سارمينتوا؛ حيث تناول الحياة اليومية لأطفال منطقة الأمازون الواقعة في أمريكا اللاتينية، لينقل ديجو طبيعة الحياة لديهم إلى جمهور واسع، يعرفهم إلى جانب آخر من الحياة اليومية.

ويذكر ديغو: "أعشق الأطفال كثيرًا، وكان يهمني كثيرًا أنَّ أعرّف الجمهور على دولتي وطبيعة الحياة فيها، والتحديات التي تعترض طريقهم، لتكون الرسالة واضحة لجميع المشاهدين، خاصة أنَّ أطفالنا يعملون وفي الوقت ذاته يلعبون ويرفهون عن أنفسهم، وتجربتي في صناعة الأفلام ليست وليدة اللحظة؛ إذ درست السينما والإنتاج السينمائي في بيرو، ولدي الكثير من المشاركات في المهرجانات العالمية، ومحصلة رحلتي السينمائية الطويلة العديد من الجوائز والأفلام، ولدي اهتمام كبير في صنع الأفلام الوثائقية كفيلم "الزراعة من دون فقر" و"كاي باشا"، وأتوجّه حاليًا لإنتاج فيلم خيال روائي طويل لأنقل من خلاله بعض الأفكار والتوجهات لتصل رسالتي لجمهور كبير بعد عرضه".

وحصد الفيلم البرازيلي " شاحنة والدي " للمخرج موريكو أوساكي جائزة أفضل فيلم قصير لتناوله بعض الأخلاقيات والقيم التي يتعلم منها الأطفال كيف يتعايشون خارج محيط الفصل الدراسي، وتدور أحداث الفيلم حول الفتاة "ماي في" التي تبلغ من العمر عشر سنوات، وتتغيب عن المدرسة لمدة يوم واحد لمساعدة والدها في تأجير شاحنة الركاب، وتتعرف الفتاة، التي أتت من قرية تقع في شمال فيتنام، إلى بعض الأخلاقيات والحقائق القاسية وتتعلم كيف هي الحياة خارج محيط الفصل الدراسي.

ويتمتع موريكو أوساكي بموهبة فنية صقلها بالدراسة الأكاديمية من خلال الدراسة في جامعة ساو باولو ليحصل على بكالوريس في الفنون السمعية والبصرية، ورحلته السينمائية ثرية بالتجارب والمشاركات المتنوعة التي أهلته للفوز ببعض الجوائز العالمية، ورحلته العلمية مازالت مستمرة، إذ يسعى جاهدًا لتعزيز نظرته السينمائية بالدراسة الأكاديمية التخصّصية.

ويحظى صانعو الأفلام القصيرة بمتعة كبيرة خلال التصوير، وفي مهرجان الشارقة السينمائي كانت جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة/قصي من نصيب المخرجة الروسية الكسندرا افريانوفا عن فيلمها " ظلال من الرمادي "، الذي يلخص فكرة اللقاء بعد غياب سنوات طويلة من خلال قصة شاب وفتاة التقيا بعد 20 عامًا من مقابلتهما الأولى وهما صغيرين.

وفي جعبة المخرجة الكثير من الأفلام، إضافة إلى العديد من الخبرات؛ إذ درست الغرافيك من جامعة هيرزن، وعملت كمصمّمة الرسوم المتحركة في بعض الأفلام، حتى أصبحت مديرة لسلسلة الرسوم المتحركة "كيكوريكي 2دي".

وحصل فيلم "بركة الرسم" للمخرج الإيراني مازيار ميري على جائزة أفضل فيلم قصير؛حيث ركّز الفيلم على فكرة أنَّ الحب وحده هو القادر على حل أيّة مشاكل يمكن أنَّ يتعرّض لها المجتمع.

ويحمل المخرج مازيار شهادة جامعية في معالجة الأفلام و تحريرها، لتبدأ رحلته الفنية في صنع الأفلام السينمائية، وإنتاج عدد من الأفلام القصيرة، واستطاع أنَّ ينتج فيلمًا روائيًا بعنوان "أغنية غير منتهية"، حتى وصل للاحترافية، وأصبح عضوًا في المجلس المركزي لاتحاد المخرجين في إيران العام 2006.

وتشهد شاشة عرض "نوفو سينماز 2" في العرض الصباحي، من الساعة 30 .9-00 .10 عرض أفلام " مصنع ووليت "، و"فينسنت"، و"مارس"، و"حلّ الشتاء" الفيلم الروسي من إخراج ستوديو المدرسة "شار"، والذي يقدم قصة قدوم الشتاء عبر رواية خيالية، و"بانك لا يزال حيًا"، و"جدي غواصًا"، و"البحر العاشق"، ومن الساعة 30 .10-15 .11 تعرض أفلام "مخرج الطوارئ"، و"كاراكي"، و"السحر الأناني"، و"9 بوصات أطول" للمخرج الهندي نيراج سوجي، والذي يسلط الضوء على أنَّ الإنسان يستطيع النجاح رغم العقبات، في سياق صراع بين الخير والشر، فيما تقدم إلى المشاهدين من الساعة 45 .11-30 .12 أفلام "بنت اسمها إلستيكا"، "صح؟ خطأ"، "استيقظ"، و"مورتز ووود ووز".

وضمن فترة العرض المسائي، تُعرض أفلام "على الهامش"، و"خالية من اللمسة"، و"لوفطي ظمآن" من الساعة 00 .4-30 .،4 وأفلام "شعاع من الشمس عبر الأمطار"، و"الهدية"، و"سقوط بطيء"، و"روزي"، و"أحلام في الأعماق" الساعة 45 .4-45 .5.

وتُعرض على شاشة "نوفو سينماز 1" في الفترة الصباحية من الساعة 30 .9-00 .،10 أفلام "مصنع ووليت"، و"فينسنت"، و"مارس"، و"حلّ الشتاء، و"جدي غواصًا"، و"البحر العاشق"، ومن الساعة 30 .10-15 .11 تعرض أفلام "الدراجة"، و"كاراكي"، و الفيلم الإماراتي "السحر الأناني" من إخراج سعيد علي، ويتحدث عمّا يمكن أنَّ يحدث عندما يُحقق جني أحلام الإنسان، و"9 بوصات أطول"، ومن الساعة 45 .11-30 .12 يمكن للمشاهدين متابعة أفلام "بنت اسمها إلستيكا"، و"الموت المفاجئ"، و"استيقظ".

وفي إطار العرض المسائي، تقدم الساعة 00 .4-30 .4 أفلام " جودو كي جودي "، و"2014"، و"جاهونغو"، و"حياة وحشية"، و"مقامرة الوزغ"، و"بقعة ميريام الخضراء"، والساعة 45 .4-00 .،6 تعرض أفلام "أوقف التلوث"، و"ضرب على السقف"، و"المزلجة" من إخراج المغربي ياسين الإدريسي، و"المنزل"، و"هل أنت فخور بي؟"، و"تيمكا"، و"الرحلة الكبرى".

وتشهد قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، في الفترة الصباحية، الساعة 30 .9-0 .10 عرض أفلام "مصنع ووليت" البلجيكي، الذي يركّز على فكرة أنَّ الجهود الدولية للحفاظ على الأسكيمو قد تؤدي إلى أزمة عالمية، و"فينسنت"، و"مارس"، و"حلّ الشتاء"، و"بانك لا يزال حيًا"، و"جدي غواصًا"، و"البحر العاشق"، والساعة 30 .10-15 .11 تُعرض أفلام "مخرج الطوارئ"، و"كاراكي"، و"السحر الأناني"، و"9 بوصات أطول"، والساعة 45 .11-30 .12 تقدم أفلام "صوت مربع ومرئي" وهو فيلم ياباني يتحدث عن كلمة "أوتوشيكاكو" وتعني تحول الصوت إلى صورة، و"الموت المفاجئ"، و"آجري والجبل"، و"مورتز ووود ووز".

وخلال العرض المسائي، تُعرض الساعة 30 .4-15 .5 أفلام "جودو كي جودي"، و"2014"، و"جاهونغو"، و"كنيانا"، و"حياة وحشية"، و"مقامرة الوزغ"، و"بقعة ميريام الخضراء" الفيلم الأستوني للمخرج بريت تندر الذي يصور طفلة تدفعها الغيرة من أخيها المريض لرسم بقع خضراء على وجهها مدعية المرض، و" آلة تحضير طعام ميريام "، والساعة 30 .5-15 .،6 تعرض أفلام "أوقف التلوث"، و"ضرب على السقف"، و"المزلجة"، و"المنزل"، و"هل أنت فخور بي؟".

ويُخصَّص العرض الأخير الساعة 45 .6-00 .،8 لتقديم الفيلم البنغالي الطويل "العربة"، من إخراج محمد آشرول علام وأشرف شيشير، والذي يعرض قصة حلم أخوين ورحلتهما في الحياة وعربتهما التي لا تقهر، مقدما جوانب من قصة روح الإنسان والمعاناة والسعادة البسيطة.