مقبرة توت عنخ آمون

يعتقد علماء المصريات أنهم وجدوا المثوى الأخير الضائع للملكة نفرتيتي، زوجة الأب المفترض للصبي الملك توت عنخ آمون، إذ يظنون أنهم اكتشفوا مقبرتها مختبئة وراء جدار في مقبرة الملك توت.

ويعتقد أن قبر الملكة التي توفيت في القرن الـ14 قبل الميلاد، سيكون أبرز اكتشاف مصري أثري لهذا القرن. وتوصل العلماء إلى أدلة جديدة عن طريق التصوير الذي سيرسل إلى فريق في اليابان لتحليله، ومن المتوقع إعلان النتائج خلال شهر.

وأوضح وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي، "كان هناك إعلان في وقت سابق أن هناك فرصة تمثل نسبتها60٪ بوجود أشياء وراء الجدران، ولكن الآن بعد القراءة الأولية للمسح ارتفعت نسبة التوقعات إلى 90%"، موضحًا أنه من المتوقع الوصول إلى الجانب الآخر من جدار القبر في غضون ثلاثة أشهر.

ويسلط اكتشاف نفرتيتي، التي خلدت في تمثال يبلغ من العمر 3300 عام ويوضع الآن في متحف برلين، الضوء من جديد على فترة غامضة من التاريخ المصري، كما يمكن أن يكون أيضا قيمة مهمة لدعم السياحة المتعثرة في مصر، والتي تعاني من انتكاسات لا نهاية لها منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2011، نظرا لأنها مصدر حيوي للعملة الأجنبية.

وأوضح متخصص "الرادار" الياباني، هيروكاتسو واتانابي، "هناك في الواقع بقعة فارغة خلف الجدار مبينة على الرادار، الذي هو دقيق جدا، ولا يوجد به أي شك".

ونوّه واتانابي بوجود منطقة على الشاشة قال إنها أظهرت جدارًا وهميًا. ولفت عالم المصريات، البريطاني نيكولاس ريفز، والذي يقود التحقيق، إلى أنه يعتقد أن من دفن في ضريح توت عنخ آمون في الأصل كانت الملكة نفرتيتي .

ولكن في مؤتمر صحافي مشترك مع الدماطي، السبت، حذر ريفز من أن أصغر شق في الجدار قد يحدث ضررا إلى الغرفة الداخلية التي قد تكون مغلقة بإحكام لأعوام عدة.

وبيّن "الحل يكمن في الحفر في بطء وبعناية فالأمر ليس بسباق".

وتم اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون الذي توفي عام 1323 قبل الميلاد، في وادي الملوك في الأقصر، ووجدت جثته سليمة وكاملة مع قناع الدفن الذهبي الشهير.

وسعى الخبراء لفترة طويلة لفهم لماذا كان قبر توت أصغر من غيره من الفراعنة ولماذا كان شكله أكثر شبهًا بمقابر الملكات المصريات في ذلك الوقت.

ولا يزال علماء المصريات غير متأكدين من المكان الذي توفت ودفنت فيه نفرتيتي، ويعتقد أنها وافتها المنية في عهد زوجها، مما يشير إلى أنها قد تكون مدفونة في تل العمارنة، حيث تم العثور على تمثال نصفي لها في عام 1912، نحو 400 كيلو متر شمال الأقصر.

وفي الآونة الأخيرة، ظن معظم الخبراء، بما في ذلك ريفز، أنه حان الوقت للاعتقاد أنها عاشت أكثر من أخناتون، الذي قد يكون والد توت، ولكنها غيرت اسمها وربما حكمت مصر لفترة وجيزة.

وأضاف ريفز: "البحث لا يترجم دائما إلى واقع ملموس، ولكن يبدو أننا نذهب في الاتجاه الصحيح، والتحقيقات تسير على ما يرام".