لوحة تظهر خيانة يهوذا إسكاريوت للمسيح

كشف باحثون في جامعة كامبردج عن العثور على لوحة تعود إلى القرون الوسطى تظهر خيانة يهوذا إسكاريوت للمسيح بعد عملية إعادة التدوير في القرن الـ 16، ونجت اللوحة الخشبية ذات الألوان الزاهية من تدمير آلاف اللوحات الكنسية بعد أن قلبها شخص ما على الجانب الآخر واستخدم الجزء الخلفي منها لأغراض أخرى وعلى الأرجح كانت كتابة الوصايا العشر.

واكتشفت عملية إعادة التدوير بواسطة متحف "فيتزوليام" التابع لمعهد "هاميلتون كير"، وجرت تمت حماية اللوحة من الثوار البروتستانت أثناء الحرب الأهلية الإنكليزية التي دمرت الكثير من الأعمال الفنية التي نجت من عملية تطهير في وقت سابق.

وذكرت لوسى رابسون الوصية على هذا الاكتشاف، الأمر الرائع بشأن هذه اللوحة هو كيفية نجاتها من خلال استخدامها في أغراض أخرى، إنه شئ نادر، ويمكنني أن أذكر نجاة لوحة أخرى ليهوذا في فترة الكنيسة الإنكليزية".

وتكشف التقارير عن تدمير ما يصل إلى 97% من الأعمال الفنية الإنكليزية أثناء وبعد فترة الإصلاح، وجرى شراء لوحة يهوذا من قبل متحف فيتزويليام في العام 2012 من كنيسة سانت مارى في "غرافتون ريغس" في نورث هامبتون والتي لم يكن لديها المال للحفاظ عليها، وذهب ثمن اللوحة لإصلاح سقف الكنيسة.

وأوضحت رابسون أن اللوحة وصلت إلى المختبر في حالة مزرية مغطاة بالطلاء والغبار وخيوط العنكبوت، وتابعت "كانت مظلمة وبالكاد يمكن رؤية سطحها، ومغطاة برقائق من الخشب، بحيث لا يمكنك رؤية الألوان النابضة بالحياة".

وأزالت رابسون رقائق الخشب وأكتشفت آثارًا باهتة من الكتابة، وكشف التصوير بالأشعة تحت الحمراء أن اللوحة انقلبت على الجانب الآخر في القرن السادس عشر، واستخدمت كلوحة لكتابة الوصايا العشر، وبيّنت رابسون "من المحتمل أن شخصًا ما قلب اللوحة على الجانب الآخر لأنه لم يرغب في تحطيمها".

وتجسد اللوحة خيانة يهوذا للمسيح وبعض الجنود إلى جانب القديس بطرس وفي الخلفية تظهر الطيور التي تحلق في السماء، وأفادت رابسون أن اللوحة التي تعتبر جزءا من دورة آلام المسيح أكثر غرابة لأنها لم تخدش من قبل الكاثوليك المتدينين الذين عُرفوا بمهاجمة صور يهوذا.

وجرى تأريخ اللوحة بواسطة Ian Tyers الذي أوضح أن اللوحة مصنوعة من ألواح مستوردة من شرق بحر البلطيق من شجرة جرى قطعها بعد العام 1423، وأصبحت لوحة فنية في العام 1460، وتقع بقية لوحات يهوذا التي بقيت على قيد الحياة في كنيسة سانت مايكل في "غلوسيسترشاير".

وأعلن متحف "فيتزويليام" نتاج الحفاظ على اللوحة الأربعاء، بعد وضعها في معرض "روتشيلد" باعتبارها من أعمال القرون الوسطى، وأوضح المتحف أنه سيتم عرض نسخة منها في كنيسة سانت ماري في الوقت المناسب.

ولفتت رابسون إلى أن اللوحة تمثل قصة رائعة في البقاء على قيد الحياة لكنها أيضا تعد عملا فنيا، واختتمت حديثها بالقول "جميلة ونابضة بالحياة ربما لأنه جرى تحويلها إلى الجانب الآخر لمئات السنين ما جعل ألوانها تحتفظ بجمالها، وأظهرت كم كانت مشرقة في القرون الوسطى".