جمعية الثقافة والفنون

عبرت عدد من الفنانات التشكيليات عن طموحهن بتجاوز عقبات تقف في طريقهن للإبداع، ما ولد لديهن إحباطا، إلا أنه مع ذلك لا يزال لديهن أمل بتحقيق أحلامهن بالاهتمام بأعمالهن، من خلال توفير معارض وورش عمل وبرامج تدريبية لهن بشكل أكبر، وتجاوز التقاليد والعادات الاجتماعية التي قلن إنها لا تثق في قدرات ومواهب المرأة الفينة ودورها المهم في الارتقاء بالذائقة الجمالية للمجتمع.

هناك عوائق كثيرة تواجه الفنانة التشكيلية، منها مادية، إضافة إلى الإهمال، وعدم وجود سوق حقيقية للأعمال الفنية، لأن الفنان غالبا ما يعتمد على بيع لوحاته، إضافة إلى عدم توافر المواد الفنية، وما هو موجود في السوق قليل وغالي الثمن. التشكيليات بالقصيم يواجهن قلة الدعم المادي والمعنوي لهن، وعدم وجود مؤسسات حكومية أو قطاع خاص تتبنى مواهب الفن، وتهيئة بيئة فنية تحتضن هذه المواهب إلا ما ندر، وفي حال وجود مبادرات فهي فردية رغم دور فرع جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة، بحدود إمكاناتها، وهناك مؤسسات حكومية تتواصل مع الفنانات التشكيليات مثل وزارة التعليم، ورعاية الشباب، وهيئة السياحة، والشؤون الاجتماعية. 

وأطالب أمانة المنطقة بتخصيص أماكن عامة داخل الأحياء ليمارس الفنانون والفنانات هواياتهم، نظرا لدور الفن في الرقي بالمجتمع وتهذيب السلوكيات وتوجيه الطاقات الشبابية، حيث تميزت الحركة الفنية في الرياض وجدة أكثر من القصيم، لوجود الدعم المادي من قطاعات عدة، ولوجود فنانين لديهم حس بالمسؤولية الاجتماعية. 

وأوضحت تشكيلية من الرس عبير الخليفة أن جمعيات الثقافة والفنون في مناطق المملكة دورها ضعيف في دعم الفن التشكيلي، سواء في تنظيم المعارض والملتقيات، أو حتى الورش التدريبية، فالدعم الحكومي موجود لكنه لا يُغني عن دور المؤسسات الثقافية، فبعض الفنانين ينظمون معارض على حسابهم من أجل تنمية الفن. كما أن المُلتقيات الفنيّة تُعطي دفعة ودعما قويا للفنانين، نتيجة تبادل الخبرات بين المهتمين في هذا الفن، سواء كان أصحاب خبرة وحتى نقاد. وتظل مسألة غياب الثقة في فن المرأة التي تحب دائما التعبير عن مشاعرها وأحاسيسها بطريقتها الخاصة، ودائماً ما تكون الريشة هي أسهل الطرق لتفصح بها المرأة عن مكنوناتها الداخليّة، من أبرز العوائق التي تواجه الفنانة التشكيلية والفن بشكل عام، وطبعا قبل ذلك العادات والتقاليد، وعلى جمعية الثقافة والفنون الدعم المتواصل ويأتي في مقدمته إنشاء مقرات نسائية تحتوي على الأدوات التي نحتاجها، إلى جانب تنظيم المعارض وتوفير مدربين ذوي كفاءة عالية لتطوير الأداء، واستقطاب أسماء معروفة في هذا الفن للاستفادة من توجيهاتها.


وأبانت تشكيلية من تبوك الهنوف النزاوي  إن قلة المعارض وعدم الاهتمام بالفن التشكيلي من أبرز المعوقات إضافة لعدم معرفة أهالي المنطقة بقيمة الفن. منطقة القصيم تضم أكثر من 50 فنانة تشكيلية ولكن عدم وجود أماكن مخصصة لهن لإبراز مواهبهن الفنية حال دون ذلك. وأطالب أمانة المنطقة بضرورة التواصل مع تشكيليات المنطقة للاستفادة من إبداعهن. الفن التشكيلي أصبح يحقق دخلا ماديا جيدا لبعض الفنانات من بيع نتاجهن، ومواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في إيصال رسومات الفنانات للجمهور بشكل أسرع. 

وذكرت فنانة من عنيزة لميس الناجم   إن قلة المعارض بالرياض وارتفاع تكلفة المشاركة في أغلب المعارض من أبرز العوائق، كما أن أسباب غياب المرأة في مجال الفن التشكيلي يتود في الغالب للعادات والتقاليد التي تلغي دور المرأة وتمنعها من الظهور، وأؤكد أن لجمعية الثقافة والفنون دورا كبيرا في إظهار مواهب نسائية تكاد تدفنها بعض التقاليد.