بغداد ـ جعفر النصراوي ابتكر الفنان التشكيلي العراقي وسام الفراتي طريقة جديدة في الرسم باستخدام أسلاك معدنية وألوان يصنعها بيديه من إطارات السيارات التالفة بعد حرقها وكذلك بعض أوراق الأشجار دون اللجوء إلى الأساليب التقليدية من ألوان زيتية أو مائية وفرش الرسم وما إلى ذلك من الأدوات المتعارف عليها.   وقال الفراتي لـ"العرب اليوم" إن بدايته مع الرسم بهذه الطريقة كانت في العام 1995 ، وكانت لا تتجاوز محاولات في المنزل لها، ولم تكن معروضة للجمهور ومع الأيام وبتشجيع من بعض الأصدقاء بدعمهم مادياً اتخذت طابعاً آخر، حيث تم عرضها للجمهور، ولاقت رواجاً لافتا مما شجعه على الاستمرار.



  وأضاف أن مجمع القشلة في شارع المتنبي أصبح مكاناً ثابتاً لعرض لوحاته، حيث استمر لأكثر من عشرين أسبوعا في عرضها وبدعم من نقابة الفنانين التشكيليين العراقيين وهكذا أصبح للمعرض رواده، مبيناً أن الدعم الحكومي مفقود ولذلك يضطر إلى أن يبيع لوحاته بأسعار زهيدة لا تتجاوز المائة دولار للوحة الواحدة وذلك تبعاً لدخل الفرد في العراق مع قناعته أن اللوحات تستحق أكثر لو عرضت في مكان آخر في العالم، كون طريقة الرسم لم يطرقها أي فنان في العالم قبله، مستدركاً أن متذوقي الفن في العراق يمكنهم تمييز الجيد والمميز في أي مجال من مجالات الفن، لكن الوضع المادي للغالبية يجعل من مسألة شرائهم للوحات مسألة نسبية.



  وكشف أن اللوحات التي يرسمها تُكلفه ما بين 30 إلى 50 دلاراً تقريبا للوحة الواحدة وهو لا يسعى إلى بيعها بقصد الربح بقدر قصده السعي إلى الانتشار أكثر.
   وأشار إلى أن هناك نية لإقامة معرض في السويد في الفترة المقبلة ويأمل منها أن تكون بداية الانطلاقة عالمياً، مضيفاً أن لوحته جذبت زواراً أجانب شاهدوها وانتقوا منها عدداً لا بأس به وسط انبهارهم، وهذا ما شجعه أكثر على الاستمرار، مبيناً أن نجاح الفنان يحتاج إلى شيء من الحظ بموازاة الموهبة التي يمتلكها.



   واختتم الفراتي أن ابتكاره أطلق عليه تسمية الواقعية (ليارزم) ليحصل بذلك على شهادة ابتكار من وزارة الثقافة العراقية كونه عملاً فريداً من نوعه على مستوى العالم.