دارة الملك عبدالعزيز

كشف الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، عن توجه الدارة خلال الأيام المقبلة إلى إتاحة المواد التاريخية المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب إطلاق مشروع "رقمنة" لزيادة مشروع إتاحة تلك المواد "إلكترونيا".

وأعلن السماري خلال كلمته مساء الثلاثاء في الندوة العلمية التوثيقية للمؤرخ حسين بن أبي بكر بن غنام ضمن البرنامج الوطني "من أعلام المملكة العربية السعودية" في فندق الأحساء إنتركونتيننتال، وذلك بحضور محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، وحشد من المهتمين والمؤرخين عن تبني الدارة لمشروع "حفظ تاريخ وتراث الأحساء"، واصفا إياه بالغزير والمتنوع، كاشفا كذلك عن إطلاق الدارة لمشروع قاعدة معلومات صحيفة "أم القرى" إلكترونيا تتيح للباحثين من خلال موقع الدارة الاطلاع على الصحيفة وفهرسة الأخبار وفق منظومة معلوماتية جديدة.

وسيشهد برنامج "من أعلام المملكة" تكريم 120 شخصية من الجنسين لهم إسهامات في مختلف مناحي الحياة - حسب ما ذكره السماري - وذلك على مرحلتين، بينهم أمراء وقادة ومثقفون وتربويون ودبلوماسيون وغيرهم، وهو يحظى بتأييد ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وذلك وفاء وتقديرا منه لرجال أسهموا في تأسيس وتطوير وحماية هذا الكيان.

وذكر أن المحتفى به هو علم من أعلام التأريخ السعودي بل هو المؤرخ الأول للدولة السعودية الأولى، وهو صاحب كتاب التأريخ المشهور "روضة الأفكار والأفهام" وغيره من المؤلفات المفيدة والنافعة، وهو من مواليد الأحساء وتلقى العلم على علمائها وأدبائها، فالأحساء حاضرة من حواضر العلم والشعر والثقافة في جزيرة العرب على مر العصور.      

وأبان أن الدارة وضعت خطة علمية لمشروعها في تكريم أعلام المملكة، تتمثل في إقامة ندوة علمية عن العلم المكرم تشتمل على بحوث علمية محكمة إضافة إلى جلسة افتتاحية تشتمل على كلمات عن العلم يسهم فيها أبناؤه أوأحفاده إضافة إلى عرض لبعض المخطوطات والوثائق المتوافرة عنه، وتنتهي تلك الأعمال بإصدار كتاب توثيقي عن ذلك العلم ضمن سلسلة خاصة بأعلام المملكة، مضيفا أن هذا المشروع سيغطي مناطق ومحافظات ومدن المملكة المختلفة، وهو من أهم مشاريع الدارة، لأنه يرتبط بالناس والمجتمع، والوفاء لهم وتكريمهم في مواقعهم وبين أسرهم لتعزيز الالتحام والارتباط كمؤسسة علمية ووطنية تفي بحق هؤلاء فيما يتعلق بتذكير الجيل الحالي، وربط مواعيد التكريم بالانتهاء من البحوث والدراسات المتعلقة بكل شخصية وتقديم الأولويات وفق ما هو مناسب للدارة، وأن الجميع سيصله الدور للاحتفاء به.

وتسلم محافظ الأحساء من السماري إهداء تذكاريا عبارة عن صورة لغلاف مخطوط ابن غنام "روضة الأفكار والأفهام"، وتكريم أسرة الغنام.

وبدأت الجلسة العلمية للندوة التي أدراها الدكتور عبدالرحمن المديرس، وشارك فيها ثلاثة باحثين تطرقوا لجوانب من حياة ابن غنام وإنجازاته العلمية الوطنية، فتحدث في البداية الدكتور عبدالعزيز الشبل في ورقته "ابن غنام مؤرخا"، وقدم الدكتور إبراهيم التنم "ابن غنام وأثره في نشر العقيدة الصحيحة"، إذ كان في شعره ونثره مؤيدا لخطواتها ومحاربا للفرق الضالة وخصوم الدعوة، فألف كتاب "العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين" الذي ظهرت فيه معالم رئيسة من منهجه في نشر الدعوة الإصلاحية، ومنها وجوب العودة في كل أمر متنازع فيه إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، ووجوب طاعة ولاة الأمر، كما شرح في كتابه أصول العقائد كالتوحيد والإيمان والإحسان فكان خير مساند في نشر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.

واختتمت الجلسة بورقة بعنوان "ابن غنام أديبا" قدمها الدكتور خالد الحليبي تطرق فيها إلى السمات الفنية لشعر ابن غنام، داعيا إلى مواصلة البحث عن بقية كتابه، وإصدار ديوان يضم قصائده المتوافرة