حفل تأبين جمال الغيطاني

أكّد الشاعر الكبير سيد حجاب، أن الكاتب الراحل جمال الغيطاني، يعتبر خلاصة ٥٠ عامًا من التواصل الروحي والوجداني، مشيرا إلى أنه يعد نموذجًا للمثقف الذي كرس معرفته للإنسانية.


وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، الدكتور محمد أبو الفضل، في حفل تأبين الغيطاني الذي أقيم في قاعة مؤتمرات المجلس، مساء السبت، "ما كل هذا الجمال يا جمال، كل أطياف مصر بل كل أطياف العالم العربي جاءوا اليوم ليودعوا حبيبا راح، كل يلوذ بصبر ليواسي نفسه، لم يكن جمال الغيطاني أديبا فقط، بل كان أمة، كان رجلاً يعرف أن لهذا الوطن جماله وخصوصيته، آثر أن يتكلم بلسان أهله وقومه، وأظن أن هذا المشهد يوضح أنه قد انحاز ليكون صوت نفسه ليدرك الحقيقة، ربما لا نعرف حقيقة جمال الغيطاني إلا بعد رحيله، لكنه كان يعرف حقيقة هذا الوطن."

وبيّن وزير الثقافة، الكاتب الصحافي حلمي النمنم، أنّ "جمال الغيطانى كان وسيبقى حالة خاصة في الثقافة المصرية، وهو صحفي متميز، أسس للصحافة الثقافية، ويعد أحد أعمدتها، ودافع عن مصريته ووطنه، ومخلصًا لعروبته حتى النفس الأخير، وخاض الكثير من معاركه وكان قادرًا على أن يقول رأيه دون خوف مهما كانت النتائج، وكان عصاميا إلى أقصى حد، مثله مثل المبدعين الكبار في الوطن العربي، رحمه الله ودام إبداعه قويًا وحيًا".
واكتفى الروائي بهاء طاهر بكلمات قليلة غلفها الحزن، قائلا، "الغيطاني غير قابل للرحيل".

ووجهت الباحثة ماجدة الغيطاني، ابنة الكاتب الراحل، الشكر لمنحها فرصة الحديث عن والدها، مشيرة إلى أن "أي فتاة ترى في والدها البطل والسند، لكن يكفيني أنه كان شلالًا في العطاء، ودائما القلق علينا، كنت لآخر يوم وآخر ساعة، أعتبر نفسي وريثته الحقيقية في الطباع والمواقف الحاسمة والطباع الصعيدية، ولكني لست بالحكاءة الجيدة مثله، ولكن علاقتي معه لم تكن قائمة على الكلام لكن على الروح أي أن أحاديثنا صامتة ولكن صمتها صارخ".


وأكد الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة في كلمته ، أن ابنة جمال الغيطاني جسدت شخصيته العميقة بكلماتها البسيطة، مشيرا إلى أنه أدرك عمق الغيطاني حين تعرف عليه في منتصف الستينات، وأكد أن "الغيطاني لم يكن يعرف الشطط الذي عرفه أبناء جيله، فقد كان  نموذجا للعصامي الذي استطاع أن يكون معرفة نادرة من خلال التصاقه بالكتب والواقع في آن واحد".