القاهرة ـ سعيد الغمراوي
اكتشفت مقبرة "توت عنخ آمون" التي تعود إلى ثلاثة آلاف عام في 1922، وكان اكتشافها تتويجًا لبحث استمر لمدة 15 عامًا ما أسفر عن العثور على خمسة آلاف قطعة أثرية بما في ذلك تابوت الملك وقناعه من الذهب وبعض المومياوات.
وأطلق الباحثون في الذكرى الثالثة والتسعين لاكتشاف المقبرة صورًا ملونة جديدة لهذا الاكتشاف، والتقطت الصور بواسطة المصور البريطاني هاري بورتون أثناء عملية الحفر وصنعت من السلبيات لألواح الزجاج الأصلية.
وسأل العالم جورج هربرت كارتر عن ما إذا كان يرى شيئًا وهو يقف في ممر قاتم في وادي الملوك على الضفة الغربية من النيل، وأجاب كارتر الذي كان ينظر إلى المقبرة الملكية "نعم أرى أشياء رائعة".
وأضاف كارتر: "في البداية لم أتمكن من رؤية شيء بسبب هروب الهواء الساخن من المقبرة ما جعل ضوء الشمعة يضطرب، وبعدها ظهرت تفاصيل الغرفة أمام عيني ببطء، رأيت حيوانات وتماثيل من الذهب، رأيت بريق الذهب في كل مكان"، وأرسل متحف "متروبوليتان" المصور بيرتون لتوثيق عملية الحفر بأكملها.
وكان بيرتون يمثل عين كارتر وذاكرته، واستطاع من خلال كاميراته الهائلة ولوحاته السلبية التنقل بين موقع الحفر ومختبره وغرفته المظلمة لإنتاج الصور، وأفاد معرض "بيرمير إيكهيبيشون" الذي يعرض هذه الصور: "تم تصوير كل خطوة من مرحل الحفر بما في ذلك أصغر التفاصيل، وكانت نتيجة جهد برتون 2800 سلبية زجاجية كبيرة الحجم للصور توثق العملية بشكل كامل بداية من موقع المقبرة وكل تفاصيل الحفر، وحقق برتون شهرة عالمية بفضل جهد وتشجيع كارتر له ومعاملته مثل أعضاء فريقه، وكان برتون أول مصور أثرى يكتسب شهرة في جميع أنحاء العالم".
وزعم ريفيز العثور على مدخل خفي عند جدار في حجرة الدفن، وأوضح أنه ربما يؤدي إلى مقبرة الملكة "نفرتيتي" والدة الملك "توت"، واشتهرت "نفرتيتي" بجمالها الرائع وعرفت بـ"سيدة الأرضين"، وفقد قبرها لمدة قرون منذ وفاتها المفاجئة عام 1340 قبل الميلاد.
وأظهر تحليل الحمض النووي السابق، أن الملكة "نفرتيتي" ربما تكون المومياء المعروفة باسم "السيدة الشابة"، والتي يعتقد أيضًا بأنها ربما تكون شقيقة والده، بينما يزعم بعض علماء المصريات أن "نفرتيتي" الزوجة الأساسية للملك "إخناتون" وأنها أم لستة من أبنائه وهي والدة الملك "توت عنخ آمون".
وأشار ريفيز إلى مدى ثراء وفخامة المفروشات المكدسة في مقبرة "توت عنخ آمون"، ويعتقد غالبية علماء المصريات بأن هذه المقتنيات يبدو أناه أخذت من الملوك الأسلاف من أجل الملك الصبي.
ويظن ريفيز بأن المدخل الذي يعتقد أنه لمقبرة "نفرتيتي" يضم مشاهد دينية ربما تكون طقوسًا لتوفير الحماية للغرفة التي وراء ذلك، مضيفًا: "ليس هناك سيدة من السلالة الحاكمة للأسرة 18 تحظى بهذه المكانة سوى الملكة نفرتيتي"، وإذا صحت نظرية الدكتور ريفيز فيعد ذلك حلًا لألغاز مقبرة "توت عنخ آمون" التي حيرت الخبراء، وعلى سبيل المثال وجدت كنوز في الداخل تبدو أنها مستعملة ووضعت في عجالة.
وبيّنت محاضرة المصريات البارزة في جامعة "مانشستر" الدكتورة جويسي فايلديسلي لصحيفة "التايمز"، أن فرضية الديكتور ريفيز ربما تكون صحيحة، وأضافت: "لن يكون غريبًا مع وجود غرف إضافية في المقبرة، وسأكون مندهشة في حالة اكتشاف أن هذه المقبرة بنيت من أجل الملكة نفرتيتي، ومن المحتمل أن تكون توفت في عهد زوجها إخناتون ولذلك دفنت في تل العمارنة وهي المدينة التي بناها إخناتون لهذا العرض شرق مصر، ولكن كنت أتوقع أن تكون مدفونة في مكان ما في الوادي الغربي وليس في وسط وادي الملوك".
واكتشفت الصور بواسطة مجموعة "فاكتوم آرتي" التي أنشأت مؤخرًا صورة بالحجم الحقيقي لمقبرة الملك "توت" من أجل جذب السياح للزيارة، وتسبب اكتشاف مقبرة الملك عام 1922 في ضجة كبيرة على مستوى العالم بما احتوت عليه من مفروشات غنية وزينة، إلا أن وفاته حيرت العالم، ووجد الملك الشاب مدفونًا مع طفلين متوفيين لتنتهي بذلك عائلة الملك "تحتمس".
وأدت وفاة الملك "توت" إلى الحرب وخلفه مستشاره "آي" الذي تزوج أرملة الملك الصبي، وتحت حكمه هزمت مصر في حرب مع "الحيثيين".