الروائي أحمد السباعي

أثار كتاب ومثقفون تساؤلات عن وجود قطيعة بين الأجيال، وعدم تواصلهم مع إنتاج الرواد في الأدب والثقافة السعودية. وعبر الكاتب القاص عبدالعزيز الصقعبي عن سخطه تجاه هذه الظاهرة، وذكر معلقا: نفاجأ في كثير من الحوارات التي تبث عبر القنوات الفضائية، أو في الإذاعة أو التي تنشرها الصحف والمجلات مع بعض الكتاب والكاتبات من الجيل الجديد انقطاع صلتهم بالأجيال التي سبقتهم، قراءاتهم للأسف تدور بشأن أسماء محدودة، وبعضهم يحرص على طرح أسماء لكتاب عالميين كدليل على اتساع ثقافتهم.

هذه الفجوة الكبيرة بين الأجيال، كما وصفها الصقعبي، استشهد عليها بقوله موضحا: جيل ما بعد الألفين لا يعترف مطلقاً بأجيال السبعينات والثمانينات والتسعينات "لا أقول كلهم"، ولكن فعلا عندما نسأل أي كاتب قصة عن إبداع أحمد السباعي مثلا، أو عبدالله السالمي، أو حمزة بوقري، وهنالك قائمة طويلة، نجد أن ذلك الكاتب أو الكاتبة لا يعرف أو لا تعرف هؤلاء المبدعين.
 
لأن أعمال هؤلاء المبدعين غير متوافرة في المكتبات العامة، وربما أصبح أغلبها في حكم الكتب النادرة، بحسب الصقعبي، لفتت ظاهرة إعادة نشر عدد من الرواد أنظار البعض.

وجاء إصدار نادي تبوك الأدبي لكتاب أحمد السباعي "أيامي" الذي صدر في طبعته الأولى قبل أكثر من ثلاثين عاما عن طريق تهامة، مؤشرا لأهمية إعادة إصدار كتب الرواد، خاصة تلك النادرة، على نحو ما حدث في السنوات الأخيرة لعدد منهم.

ويوضج الكاتب والباحث في التاريخ الثقافي حسين بافقيه  كتاب السباعي الصادر أخيرا في طبعة جديدة، نشره نادي تبوك، بعد أن أخذ إذنا من الورثة. أنا كنت الوسيط، راجعتُ الكتاب وصححته وكتبت كليمة بتوقيعي على الغلاف الأخير. طبعا لم يسعفنا الوقت الضيق لكي أحرره وأقدمه بمقدمة طويلة. الطبعة أشرفتُ عليها شخصيا، وأتوقع أنها ستحظى بعناية القراء، وطبعت بعد مراجعة دقيقة جدا، والحق أن حماسة رئيس لجنة المطبوعات وعضو مجلس نادي تبوك الأدبي عبدالرحمن الحربي، للكتاب ذللت كثيرا من العقبات، وأهمها الحصول على موافقة الورثة، وطبع الكتاب في مدة وجيزة جدا ليلحق معرض الرياض الدولي للكتاب.

وكان الكتاب أعيد نشره قبل سنوات ضمن سلسلة الأعمال الكاملة لإثنينية عبدالمقصود خوجة، ويعلق بافقيه بقوله: طبعة خوجة محدودة الانتشار، وطبعة نادي تبوك هي الأدق، بل هي أدق من طبعة تهامة، حيث إن المشكلة أن بعض كتب الرواد كانت تطبع طباعة عشوائية، ويتخللها كثير من الأخطاء، كتاب السباعي يصلح مقررا مساعدا في التعليم العام، النص حيوي وبديع ويبعث على حب الحياة، ويصلح للسينما والتلفزيون والمسرح،وغيره.