مبادرة لتثقيف طلبة المدارس حول المدن المحتلة

أطلقت وزارة الثقافة في غزة هذا الأسبوع مبادرة تثقيفية لطلاب وطالبات المدارس في قطاع غزة بعنوان " عندي شغف وحنين لمدن وطني فلسطين" وذلك بهدف تثقيفهم بمعلومات حول مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك والمدن الفلسطينية المحتلة بشكل عام.
ووجه مدراء تلك المدارس رسالة شكر وتقدير للوزارة على جهودهم في ترسيخ الثوابت والمعلومات الوطنية حول المدن والقرى الفلسطينية متمنية لهم مزيداً من العطاء .
وفي هذا الاطار، أطلقت الوزارة حملة "هوية لاجئ" ليتم توزيعها على أطفال المخيمات الفلسطينية في قطاع غزة بإشراف اللجنة الشعبية للاجئين.
وأكدت زهيه إبراهيم رئيس اللجنة التعليمية في اللجنة الشعبية ان الهوية تؤكد على حق العودة والتي لا يمكن لأي لاجئ أن يتنازل عن حقه في العودة إلى أرضه.
وتضمنت الهوية القسم :"أقسم بالله أن احمي وطني فلسطين، وان أدافع عنه بكل الوسائل، و أن أصون كرامته، وان لا أفرط في حبة رمل من ترابه، ولا أتنازل عن حقي في العودة إلى وطني وبلدتي الأصلية في فلسطين، هذا قسم مني، واشهد الله و رسوله عليه".
وأضافت "أن هذا المشروع لم يأتِ بمحض الصدفة بل جاء نابعاً من خلال حرصنا على دحض كل الادعاءات الإسرائيلية التي تحاول طمس قضيتنا العادلة وإنهاء ملف اللاجئين والبحث عن الوطن البديل، وجاء لترسيخ اسم البلد الأصلية في عقول الجيل الجديد حيث لاحظنا في بعض مدارس الوكالة أن الكثير من الأطفال لا يعلم اسم بلده الأصلية، فهناك التباس في ما بين مكان الميلاد والسكن ومكان البلد الأصلي الذي هجر أجداده منه".
وتبين انه يوجد لكل لاجئ حكاية مريرة في تهجره وتنقله ولجوئه لذلك هدفت الحملة إلى زيادة توعية الأجيال الجديدة بحقوقهم وحفر تاريخ مدنهم وقراهم الأصلية في ذاكرتهم فضلاً عن الضغط على المجتمع الدولي لحل مشكلة اللاجئين وتطبيق القرارات الدولية، التي كفلت للاجئين حق العودة لديارهم باعتباره حقاً مقدساً وأساسياً للإنسان.
وعن مشروع هوية لاجئ قالت إبراهيم: "إن هذه الحملة تنفذ عبر توزيع بطاقات تعريفية للاجئين الفلسطينيين لكل طفل لاجئ، حيث تشمل البطاقة قسم العودة ومعلومات مختلفة عن الطفل أهمها بلدته الأصلية ورقم بطاقة التموين وصورة شخصية له ".
وذكرت انه تم توزيع 150 هوية لاجئ على أطفال من أعمار تبدأ من 6 اعوام إلى 16 عاما أي خلال فترة دراسته المدرسية وتم تسجيل 1000 بطاقة جديدة وسيتم توزيعها في حفل بحضور شخصيات مجتمعية وأولياء أمور خلال الفترة القادمة, كما أن كل شخص لدية رغبة في حصول أبنائه على هذه الهوية أن يتوجه بطلب إلى اللجنة الشعبية.
وأضافت عن استهداف هذه الفئة "نحاول زيادة تفاعلهم مع قضيتهم كلاجئين فهم يتجرعون المرارة يومياً لبعدهم عن مسقط رأس آبائهم وأجدادهم، فحصول الطالب على هذه الهوية ترسخ في عقله بلدته الأصلية وقضيته لينقلها إلى الجيل القادم".
من جهته أكد نعيم مطر نائب رئيس اللجنة الشعبية للاجئين أن بطاقة الهوية التي تعطى للطفل، هي تأكيد حق العودة إلى منازل إبائهم الذين هجروا منها, كما أنها تثبت أن الطفل لن يفرط بحق العودة سواء من قريب ولا من بعيد ,وأن لهم حق في العيش بأمان وكرامة.
وأضاف" بهوية لاجئ أثبتنا للعالم بأسره أن نظرية إسرائيل بأن الكبار يموتون والصغار ينسون خاطئة فالكبار يورثون للصغار، فلا يمكن ما حدث للتاريخ أن تنساه الذاكرة أو تمحوه الأيام فإبائنا وأجدادنا وهبوا أنفسهم لنيل حريتهم و ها نحن اليوم نثبت هذا الحق من خلال هذا المشروع ".
وبين أن تاريخ الآباء والأجداد محفورة في قلوبنا وعقولنا وثوابتنا الفلسطينية وهو حق كفلته كل الأعراف و المواثيق الدولية، لذلك كان لزاما على العاملين في اللجنة الشعبية للاجئين خان يونس أن ترسخ مفهوم الدولة الفلسطينية وان تورث الحقوق للأشبال والزهرات لان حلم الحرية و العودة بات اقرب إلى النور من أي وقت مضى.
وذكر مطر أن هذا المشروع هو بداية لسلسلة مشاريع ستنظمها اللجنة من اجل أثارة الرأي العام العالمي ولاستمرار المطالبة بحقوقنا حتى تحقيق حلم العودة، مشددا على انه لا يمكن لدول الغرب إنهاء قضيتنا أو محاولة طمسها لأننا أصحاب حق وأصحاب وطن فيجب أن تنتهي هذه القضية التي تعتبر الأطول في تاريخ الإنسانية و الأخطر.
وأعرب الطفل سعيد العويني 12 عاما عن ساعدته لحصوله على هذه البطاقة وانه سيحفظها وسيورثها لأبنائه كما انه سيخبر جميع الأطفال بهذه البطاقة وانه حفظ اسم بلدته الأصلية التي كتبت على البطاقة, حيث كان يعتقد انه من مخيم خان يونس الذي ولد فيه.