معرض "غاليري" دبي

يعرض "غاليري الخط الثالث" في دبي اختتاماً لسلسلة معارضه الدوريَّة مجموعة مختارة من أعمال أحد عشر فناناً قدموا أعمالهم في المعرض سابقاً، فيجمع بذلك أعمالاً تتنوع في المدارس، والتقنيات، والخامات، فاتحاً أمام المتلقي رؤى جديدة في اللون والتكوين والنحت والتركيب .ويشارك في المعرض الذي يتواصل حتى 24 تموز/يوليو الجاري، الفنانة أروى أبو عون، وعلاء ابتكار، وابتسام عبد العزيز، جولناز فتحي، وحسن حجيج، وهدى لطفي، وليلى خوراماني، وبوران جنشي، ورنا بيغم، ورحيا كارم، وسارة نعيم.
ولا تأتي الأعمال المشاركة ضمن موضوع واحد إنما تتنوع القضايا التي تتوقف عندها، إذ تمثل المشاركات امتداداً لرؤية الفنانين المشاركين، وإعادة تعريف لمفاهيم الجمال باشتغالات معاصرة، تنقل الهوامش في اليومي إلى مساحات جمالية تظهر فيها بصيغ فلسفية فكريَّة.
وتكاد مشاركات المعرض توظف تقنيات بناء العمل الفني المعاصرة كافة، إذ تظهر بعض الأعمال مشغولة بالأكريلك على القماش، والأحبار على ورق، وتقنيات الأعمال التركيبية، والمنحوتات، و"الكولاج"، والفوتوغراف، والخط العربي، وغيرها العديد من التقنيات.
وتحمل العديد من اللوحات المشاركة صيغاً جديدة للعلاقات اللونية في مساحات اللوحة، إذ توظف الكثير من اللوحات صور الجدران، وأشكال النوافذ، والأبواب، وما تصنعه من ظلال، وتبدو بذلك أبعاداً هندسية وتجاوراً لونياً لافتاً، تشترك في صياغته التكوينات المعمارية في الصورة، والتأثيرات اللونية التي استخدمها الفنانون.
وتذهب بعض الأعمال إلى جماليات التفاصيل، وقدرة العين الماهرة على توثيق تلك التفاصيل وإظهارها فنياً، فتقدم العديد من اللوحات صوراً لفقاعات الهواء، ورذاذ القطرات، وأثرها في سطح العمل، فاتحة أمام المتلقي مساحات شاسعة على التفاصيل الدقيقة .
ولم يغب عن المعرض اللوحات الحروفية التي تستند إلى تكوين الخط العربي في بناء صيغتها، فظهر الخط في مساحات تجريدية، تنسج علاقة لونية تكوينية مع الحرف وتوظف حضوره دلالياً وجمالياً في العمل، إذ تتشكل في العمل بصيغ أفقية وأخرى عرضية، مشرعة فكرة العمل على الكثير من الدلالات، منها ما ترتبط بصيغة الحرف وحضوره في اللوحة، ومنها بالمفردات التي يتوج بها الحروف.
إلى جانب ذلك يقدم المعرض مجموعة من الأعمال التي تنتمي إلى التعبيرية التجريدية، فيتوقف الفنانون في تلك الأعمال عند المساحة الفاصلة بين التجريد والتعبير، معيدين طرح التكوين البشري والحيواني في صيغ دلالية في فضاء العمل، ومستخدمين تقنيات الكولاج، وعبر تعدد الخامات، جاءت الأعمال لتؤكد قدرة اللون على تعميق بناء اللوحة.
ويظهر بين كل تلك الأعمال عملاً نحتياً وحيداً، وهو عبارة عن مجموعة من الرؤوس المتجاورة المشغولة بخامات شفافة مستعينة بالضوء، يثير فيه الفنان العلاقة بين الأفكار والأرواح، ويطرح الكثير من التساؤلات حول فكرة الموت.
وبدا لافتاً استناد العديد من أعمال المعرض إلى طاقة الشكل الهندسي في صياغة مفهوم جمالي، إذ قدمت الكثير من الأعمال أشكال المثلثات، والمستطيلات، والمربعات، في مساحة اللوحة، مستعينة باللون لإنتاج علاقة تباين وانسجام بين شكل التكوين ولونه.