التصوير الفوتوغرافي

تختلف أنواع فنون التصوير، حيث يفضل البعض الرسم والبعض الآخر التصوير الفوتوغرافي، وكليهما يتميز بخصائصه، ولكن ما نتحدث عنه اليوم هو الاحترافية في التصوير الفوتوغرافي وتحدي الظروف البيئية المحيطة لالتقاط الصور الرائعة، حيث تروي لنا المصورة الفوتوغرافية البريطانية فرانسيس كيراني، قصتها في التقاط صورة رائعة بالاستعانة بطفلة وطائران ميتان.
 
وتقول المصورة: "التقطت هذه الصورة في 10 أبريل/ نيسان 2015، أتذكر التاريخ لأنني كنت في لندن، قبل يوم واحد من ظهور هذا الضوء الغريب عبر المدينة، والتحذير بوصول التلوث إلى المستوى العاشر، حيث أعلى نسبة تشهدها المملكة المتحدة، شيء يدعى ضباب "ساهارا" كان في طريقه إلينا، ووجهت النصائح بالبقاء في المنازل".
 
وأضافت البريطانية: "كنت أعرف أن مثل هذه الظروف الجوية ستمنحني ألوانًا ناعمة ضبابية وضوءًا كاتمًا، أحب العمل معه، ومع هذا الموقع، أردت رؤية شرق أنجلينا في عقلي، لذلك اتصلت بصديقتي رائيل وسألتها ما إذا كانت ابنتها سيلفيا لديها وقت في اليوم التالي، فقد استعنت بها وبشقيقتها من قبل في التقاط بعض الصور، في الأراضي الطينية في ووش، وفي شرق أنجلينا".
 
وأشارت المصورة إلى أنها "أخذت سيارتي وذهبت في المساء أبحث عن حوادث القتل على الطرق، خاصة لطائر الذيال، حيث لونه الرائع والذي يختلط بالطبيعة، فمن المهم لي احترام الطبيعية"، موضحة "كان عمر سيلفيا حينها 10 أعوام، ولكنها كانت طفلة ذكية، نظرت إلى ملابسها وسألتها إذا من الممكن أن تمسك بطائر ميت في يدها، وعلى الرغم من كونها نباتية، فعلت ذلك دون خوف أو قلق، لم  تظهر أي قلق، فهي تعرف قدراتها وقوتها على الأداء، وكنت سعيدة لشعورها كم هي قوية، فهذا ما يدور العمل حوله، وليس فقط ما يقدم داخل إطار الصورة".
 
ولفتت المصورة البريطانية: إلى أنها "حين كنت في العشرينات، عملت ممرضة لوالدي لسنة، ومن ثم توفي بفعل مرض السرطان، شعرت بأن حياتي توقفت لفترة مؤقتة، كان هناك سببًا للسكون والبقاء وحيدة، ولكن حتى الآن هذان العاملان يغذيان أعمالي، كنت اختلق سيناريوهات خيالية لبعض الوقت، أعمل مع فتايات على مقتبل سن البلوغ، ولكن اتمكن من الوصول إلى مخيلاتهم، استمتع بالرحلة من الصبا إلى الأنوثة، فنحن نعيش في مجتمع لا يسنح للفتاة بالتجول، هناك ثقافة الخوف والأمان، يخبروننا بأن كل شيء سيصبح خطيرًا، وهنا أريد طرح سؤالًا، ماذا يعني أن تصبح وحيدًا في عصر الترابط المستمر".
 
وتابعت المصورة: "كنت على بعد 50 ميلًا، أسأل عن الطريق والاتجاهات، وسألتها "هل يمكنكك تحريك كتفك الأيسر وذراعك الأيمن؟"، وطلب منها رفع أحد أرجلها قليلًا عن الأرض بسلاسة، ونحن نعمل تجعيد سترتها، أحببت طريقة رؤية الأرض الرملية والتي ملئتها المياه لتتوحل إلى طين، في تناقض صارخ بين النعومة الحشائش وهندسة البناء الصناعي، أردت منها أن تتمسك بقوتها في مقابل البيئة الجبلية".
 
وذكرت المصورة "أخذت 10 ورقات من التصوير، وتفاجأت بالنتيجة، وخرجت بهذه الصورة، حيث سحرني جمال الرمال، ذكرني باللعب على الشاطئ حين كنت طفلة، فهي عالقة في ذاكرتي، بجانب الأشكال الجميلة، وتصغير المناظر الطبيعية"، وتخننم بقولها "وحين وقع اختياري على الصورة التي سأستخدمها، عرضتها على سيلفيا، حيث طلبت إذنها لنشرها، فهذا ما أفعله دائمًا مع الأطفال، أعطيتها نسخة وكذلك مبلغًا من المال نظير الوقت الذي قضته معي، حيث 50 جنيهًا إسترلينيًا إذا كان هناك تصوير، و20 دون التصوير، فهذا أجر الأطفال، فأنا أريد تشجيع عملهم، وكانت سلفيا فخورة ومنبهرة بما فعلت، أعتقد أنها ابتسمت".