متحف الفنون الجميلة في برن

قضت محكمة ميونخ، الخميس، بسلامة عقل كورنيليوس غورليت، الذي خبأ أعمال فنية من ضمنها أعمال سرقها النازيون، عندما سلّم تلك الأعمال إلى متحف الفنون الجميلة في برن في سويسرا، والتي يصل عددها 1500 عمل فني، ورثها في الأصل عن والده.

وكتب غورليت وصيته في 2014، عقب أن اكتشف عن طريق الخطأ المجموعة الفنية التي كانت مدفونة بسلام في شقته في ميونخ، وظهرت إلى النور لتستولي على اهتمام العالم كله، لكن ابنة عمه، يوتا فيرنر، تصدت إلى هذا القرار، وسرقت تلك الروائع الفنية من جامعيها وأمر النازيون بأن يتم إخفاؤها بعيدًا عن العيون، ومن بين القطع الفنية الأخرى، من  أصل 1500 لوحة تم العثور عليها في الشقة، أعمال للرسامين إيميل نولد وفرانتس مارك وأوتو ديكس وماكس بيكمان، وباول كلي وأوسكار كوكوشكا وارنست لودفيج كريشنر وماكس ليبرمان.

ولم يكن هذا الاكتشاف بمثابة صعقة في عالم الفن فحسب، بيد أن هناك العديد من اليهود والمؤرخين نددوا بقرار الشرطة البافارية بعدم إفشاء سر وجود المجموعة لقرابة عامين بعد الحصول عليها في 2012، ودفع الاستنكار الدولي، الحكومة الألمانية، إلى تشكيل فريق من الباحثين الدوليين وتكليفهم بتحديد ما إذا كان النازيون سرقوا الأعمال الفنية من أصحابها اليهود.

وعاش غورليت منطويًا ووحيدًا لا يحب الاختلاط بأحد إلى أن توفي في 2014 عن سن يناهز 81 عامًا، بعد شهور من كتابة وصيته وتسليم المجموعة الفنية إلى متحفي الفنون الجميلة في برن وبرلين، وفي ذلك الوقت كان غورليت تحت وصاية قانونية، لكن المحكمة رفضت طعن فيرنر بأن غورليت لم يكن سليم العقل وقالت في بيان لها إن غورليت اختار في وصيته متحف برن ليكون الوارث الوحيد.

وحرصت فيرنر على عدم خروج الأعمال من ألمانيا، لذا تحججت بأن غورليت كان يعاني من مشاكل نفسية في الوقت الذي كتبه فيه وصيته، إلا أن المحكمة قررت بعدم إمكانية ثبوت ذلك، ومن جانبه، رحب متحف برن بقرار المحكمة وأكد أن هذا القرار سيفتح له الباب بالتعرف على الأصحاب الحقيقين للأعمال الفنية، لكن فيرنر أعربت عن أسفها إزاء هذا القرار، لافتًة إلى أن محاميها سيبحث سبل اتخاذ إجراءات قانونية أخرى في سبيل عدم خروج الأعمال من برلين.

واكتشفت تلك الأعمال بعدما حققت سلطات الضرائب مع غورليت نجل بائع اللوحات الفنية هيلديبرانت غورليت في مطلع عام 2011، وتم تفتيش منزله في ميونيخ بعدما اتهم بالتهرب الضريبي، ومن ثم عثر المسؤولون على هذه القطع الفنية الأصلية، وقد بدأت مطالبة أصحاب الحقوق بالملكية والورثة الأصليين للأعمال فوضعت السلطات الألمانية أسماء 25 لوحة على أحد المواقع الإلكترونية في ماغديبورغ تموله الحكومة، وقد أدى الضغط على هذا الموقع من قبل زواره بمئات الآلاف إلى تعطيله وكان الهدف من الزيارات عليه الحصول على أسماء اللوحات المنشورة.