الفن التشكيلي

تمر حركة الفن التشكيلي بعوائق تحول دون ازدهاره، إذ وجه عدد من الفنانين التشكيليين ضعف جمعيات الفن التشكيلي في تنمية وإبراز هذا الفن كباقي الفنون.

والتقت بعدد من الفنانين الذين عبروا عن هموم ومشكلات الفنان التشكيلي ومنها ما يتعلق بقضية تفريغ الفنان التشكيلي من عمله لافتتاح معرضه الشخصي وممارسة هوايته باحتراف، وأوضحوا أن الالتفات للفنان التشكيلي من قبل الجهات المختصة ومحاولة إزالة العقبات التي تواجههم والاستماع لرأيهم يفضي عادة بنتائج جيدة، كون الفن التشكيلي رسالة لكل حدث سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا، كما أنهم يحملون الجمعيات العبء الأكبر في دفع عجلة الفن التشكيلي وتحقيق مطالبهم الفنية.

وأكد التشكيلي محمد أحمد خالدي أن الفن التشكيلي لا يتوقف عند فرشاة ولون وحلم، بل أصبح وسيلة للتعبير والأمان والاطمئنان تجاوز الجدران والألواح، إلا أن العوائق التي تقف أمام الفنان التشكيلي في المملكة قد تكون أكثر من الخارج، فهنا ينقصنا الدعم المادي والمعنوي، فليس هناك اهتمام بالفن كهواية أو مهنة أو مسألة رائعة تأخذ من وقت وجهد الكثيرين لإنتاج شيء ما ليس له فائدة وأهمية، مضيفا «إن الجمعيات التي ينتمون لها تأخذ منهم قيمة رسوم عضوية بدلا أن تشجعهم ماديا في ظل ارتفاع الأدوات وندرة الخامات».

وانتقد عدم زيادة تنظيم المعارض من قبل الجمعيات حتى يتم إبراز المواهب وتنمية مهاراتهم والتشجيع على الاستمرار في هذا الفن، موضحا «نطمح كفنانين إلى إعادة النظر في سياسة الجمعيات وآلية استيعابها للدماء والمواهب والأفكار الجديدة التي تسعى لمواكبة المملكة للعالم التشكيلي العالمي ومنافسته أيضا، إذ نملك القدرة ونملك أيادي تشكيلية سعودية عبقرية تعتبر مدرسة لفنون ابتكرتها هي وتقنيات استخدمتها وسار الكثير على نهجها.

وأوضح التشكيلي عبدالعزيز الدبل: أغلب المعارض تعتمد على جهود شخصية فردية أو بالتعاون مع شركات تنظيم تجارية تهتم بالربح المادي اهتماما جذريا متغافلين عن جودة وقيمة ما يقدم ويعرض في بعض الأحيان أو على حساب الفنان الشخصي والسبب في عدم وجود جهات رئيسية مختصة وداعمة يكون هدفها الأول والأساسي هو النهوض بالحركة التشكيلية وإقامة معارض عالمية تساعد على تعريف العالم على ديننا وحضارتنا وتاريخنا من خلال الفن التشكيلي، مشيرا إلى ضعف إقامة وإعداد المعارض التشكيلية في المملكة بصورة عامة ونستطيع القول إنه ضئيل ويعتمد على مجهودات فردية متواضعة.

وأكد أن هناك أزمة ثقافية فالتشكيل بلاشك يعايش هذه الحالة باعتباره ضمن المنظومة الثقافية الممزوجة في الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، كما أن الفن التشكيلي رسالة إنسانية وسامية لمخاطبة مختلف الأجناس يعبر عن هويتنا وحضارتنا وتاريخنا وتشارك الأوضاع المحيطية، وهناك أعمال عرضت من قبل عن عاصفة الحزم ونحن بصدد عمل لوحات تعبر عن رؤية 2030.

وأوضح الفنان التشكيلي عبود الضمدي إن المعارض والملتقيات التشكيلية تحتوي دائما على عدد من اللوحات الفنية المتنوعة والتي اتسمت باحتوائها على عناصر متنوعة وعلى أداء فني مختلف ومتباين وعلى مضامين متنوعة ولهذا هي تكشف عن الخبرات والتجارب لعدد كبير من الفنانين والفنانات السعوديين كما أنها فرصة لتبادل الخبرات والالتقاء