أول نسخة مخطوطة من القرأن الكريم بحجم منبر مسجد

في قرية صغيرة تدعى بلقينا في محافظة الغربية "دلتا مصر" ، خطّ سعد حشيش "59 عام" بيده نسخة من القرآن الكريم بحجم منبر مسجد وبطول 700 متر، ليصبح بذلك صاحب أكبر نسخة مخطوطة باليد، وهو يستعد للتقدم بها إلى موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية.

ويرجع إقبال الرجل الخمسيني على تلك المغامرة ، إلى هواية كتابة المخطوطات، إذ سبق ذلك المشروع نسخه المصحف كاملًا بخط يده خمس مرات ، كما ألّف كتابًا عن تاريخ الأزهر ومشايخه في صورة مخطوط "100 سم في 70 سم" بالصور والتفاصيل كافة ، إضافة إلى كتابة مخطوطات عن الحكم والأمثال والرموز الشعبية من مختلف دول العالم ، قائلًا "جمعت فيها 125 شخصية، فأنا عاشق للتاريخ وللتراث العربي ونذرت عمري للكتابة فيه".

ينفق حشيش على هوايته من دخله البسيط في متجر للملابس، لذلك يعتمد على ألوان طبيعية عبارة عن خلطة من الحليب وبعض مكونات البيئة الريفية من أعشاب وأوراق خضر، للحصول على ألوان رخيصة تقلل من عبء الكلفة عن كاهله وتتناسب مع موازنته المحدودة.

وتوقف حشيش في التعليم عند الصف الخامس الابتدائي، لكنه قرر أن يعلم نفسه بنفسه، وعن ذلك يقول "لقد حرصت على أن أثقف نفسي وسخرت كل إمكاناتي المحدودة لتحقيق هذا الهدف وأنفقت أموالي على شراء الكتب حتى أصبحت امتلك مكتبة كبيرة تحتضن أمهات الكتب والنوادر من المؤلفات المتاحة أمام أهل القرية ممن يريدون الإطلاع عليها من دون مقابل".

واستغرق مشروع حشيش الأبرز "المصحف الكبير" ثلاثة أعوام في إعداده "بدأت كتابة القرآن الكريم بحجم كبير وعكفت عليه حتى وصل إجمالي طوله إلى 700 متر بمعدل عمل يبلغ 20 ساعة في اليوم ، وهو مصحف له شكل خاص بحجم منبر المسجد بغلاف زجاجي ليتم عرضه مضيئًت.

تفصح ملامح منزل العم حشيش ، لا سيما القاعة الشرقية التي يعكف فيها على الكتابة ويسميها "المتحف"، عن عشق أصيل للتراث، ويقول إنه زخرفها بنفسه لتكون صومعته التي يقضي فيها معظم ساعات يومه.

كما أن صلته بالوسائل التكنولوجية الحديثة شبه منقطعة ، فلا يملك هاتفًا جوالًا وليس لديه هاتف منزلي "ليس لدي وقت لأهدره في الحديث، أحاول استغلال كل لحظة في عمري لإنجاز شيء مفيد وأفضل دائمًا البقاء في صومعتي، ففيها أجد السكن والطمأنينة بين كتبي ومخطوطاتي".